المرهف
18-10-2022 - 01:48 pm
عرفت تونس على مر العصور بجمالها وجذبها للسياح العرب والأجانب وذلك لتميزها بخضرتها الجميلة التي ما أن يذكر اسم تونس إلا وربطت بها حتى اشتهرت تونس باسم تونس الخضراء صيفا وشتاء.
وخلال الأربع سنوات الأخيرة شهدت السياحة التونسية المزيد من التطور بعد أن باشرت البلاد في تنفيذ خطة محكمة استهدفت تحديث البنية الأساسية وبناء مدن سياحية جديدة وتحسين الخدمات واستقطاب أسواق جديدة إضافة إلى تحسين المنتوج السياحي وتنويعه لا سيما في ما يتعلق باستثمار المخزون الثقافي والحضاري للبلاد الذي يمتد الى 3000 عام.
وبلغ معدل نمو القطاع السياحي خلال عام 2000م 8.5% بالقيمة الحقيقية مقابل 4.9% خلال عام 1998. وتجاوز إسهامه في إجمالي الناتج المحلي ال 6% .و ارتفع دخل القطاع السياحي إلى 1950 مليون دينار تونسي ( حوالي نفس القيمة بالدولار ) مقابل1413.2 مليون دينار عام 1999. وبلغت الدخل من العملة خلال النصف الأول من عام 2000 حوالي 1304.5 مليون دينار وحققت نسبة تطور ب 8 %مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية.
ووفقا لتلك التطورات فقد تعضدت مكانة تونس كأول وجهة سياحية على المستوى العربي وكذلك في القارة الإفريقية بعد إفريقيا الجنوبية. كما مكن هذا التطور من تحسين حصتها في بلدان البحر الأبيض المتوسط والتي بلغت 2.3% واستقرت حصة البلاد في السياحة العالمية في مستوى 0.7% .
وتعتبر الصناعات التقليدية من أهم المجالات التي تعزز باستمرار عائدات السياحة التونسية لما توفره أسواق تونس من منتوجات تقليدية أصيلة مثل السجاد والنحاس والخزف حيث ساهم هذا القطاع بحوالي 205 مليون دينار من مداخيل السياحة التونسية عام 1999 .
و تطور عدد السياح من 3 ملايين و884 ألف و593 سائحا عام 1996 ليصل الى 4 ملايين و831 ألف و698 سائحا عام 1999 وارتفع عدد الليالي المقضاة من 23 مليون و124 ألف و 864 إلى 35 مليون و320 ألف و86 ليلة عام 1999 .
ويمثل الألمان أهم شريحة من السياح الزائرين لتونس يليهم الفرنسيون بنسبة 14.2%في حين تطور عدد السياح البريطانيين بنسبة 13 % والإيطاليين بنسبة 12.8%فيما بلغ عدد السياح من البلدان المغاربية المجاورة 857 ألف سائح.
ويستمتع الزائر إلى تونس بمشاهدة معالم سياحية من الطراز الرفيع أهمها مدينة الحمامات ومدينة طبرق وجوهرة الساحل سوسة. وفي إطار تنويع الخدمات السياحية لا سيما التي تستقطب اهتمام السائح من جهة وتبرز الخصوصيات التونسية من جهة أخرى تم التركيز بشكل خاص على "المنتوجات الجديدة" مثل العلاج بماء البحر وملاعب الصولجان والسياحة البيئية والسياحة البحرية والسياحة الثقافية والسياحة الصحراوية التي شهدت في السنوات الأخيرة تحولا نوعيا جعل منها سياحة قادرة على المنافسة.
وتعد المناطق السياحية الجديدة مثل توزر في الجنوب وطبرق في الشمال علامات أساسية في خطة النهوض بالمنتوج السياحي ذلك أنه إلى جانب تحقق من دفع سياحي واقتصادي هام بهذه المناطق.
وتحتوي منطقة طبرق على منتوج سياحي ثري ومتنوع من خلال شواطئ رملية وصخرية وغابات تتوفر فيها مسالك مجهزة بإرشادات وأماكن لاستراحة السياح والسياحة ثقافية تتميز بمتحف شمتو والموقع الأثري ببلاريجيا والمهرجانات الدولية للجاز والتصوير تحت الماء والصيد في أعماق البحار وسياحة الزوارق الترفيهية والصيد البري والسياحة الاستشفائية.
ويعتبر مشروع المنطقة السياحية المندمجة بالحمامات الجنوبية "ياسمين الحمامات" من أبرز المشاريع السياحية. وتحتوي هذه المحطة على عدّة نزل بطاقة إيواء تصل إلى 25000 سرير على مساحة تبلغ 277 هكتارا وقد دخلت بعد 8 وحدات سياحية حيز الاستغلال.
ويعد الميناء الترفيهي من أبرز مكونات هذا المشروع الضخم. وتبلغ طاقة استيعاب القوارب بهذا الميناء 740 مركبا إلى جانب وحدات فندقية وسكنية ومدينة عتيقة تشتمل على مراكز تجارية و ترفيهية
وتأتى خطة تونس المتعلقة بجذب أسواق جديدة في إطار رؤية مبنية على تنويع المنتوج السياحي الذي لم يعد يرتكز فقط على سياحة البحر والشمس و إنما يتعدى ذلك الى استثمار ما تنطوي عليه البلاد من مخزون ثقافي وحضاري متنوع بما يرتقي بالسياحة الى قطاع يلعب دورا حضاريا في التلاقح وإبراز الخصوصية الحضارية التونسية التي تستقطب اهتمام المؤرخين والمفكرين والمبدعين في مختلف المجالات.
الله يعطيك العافيه