ohazmi
21-08-2022 - 05:48 pm
تتحدث الصحف أحياناً عن تقارير: ماذا ينفقه السائحون في هذه البلاد أو غيرها، ماذا ينفق السياح من أهل هذا البلد، أو ما ينفقه السياح من هذا البلد أو ما جاورها من البلاد الغنية، مقدار ما ينفقون في دول العالم الخارجي، وأنها تقدر أحياناً بما يزيد على عشرين مليار دولار، أي ما يقارب من ستين أو سبعين ريال سعودي.
هذه الأموال ينفقها أبناء المسلمين إذا خرجوا عن ديار الإسلام للعالم الخارجي، ينفقونها بسخاء وطيب نفس، ربما حرموا أنفسهم وأولادهم بعض ملذاتهم، وجمعوا تلك الأموال لكي تكون منفقة خارج البلد في شهر أو شهرين معاً، ثم يرجع مفلساً فكأنه ما أنفق شيئاً، هذه الأموال تنفق بسخاء، وسواء كان المنفق لها غنياً، أو كان متوسط الحال، أو كان فقيراً.
المهم أنها أموال طائلة، تنفق بسخاء في تلك المجتمعات، وأهل تلك المجتمعات إذا رأوا من أبنائنا تلك النفقة المتجاوزة للحد، ماذا يقال عنا؟ يقال عنا أننا قوم لا نفقه ولا ندري، وليس للمال عندنا قدر أو قيمة، وإنما نحن أناس مترفون، ننفق أموالنا في كل أمر حسن أو سيئ، لا نبالي به.
هكذا يقال عنا، فلماذا لا يتعقل المسلمون؟ ولماذا لا يرجعون إلى أنفسهم، ويحاسبون أنفسهم، ما هذه النفقات الطائلة؟ لماذا؟! هل هي ضرورية أم غير ضرورية؟ لا والله، ليس كثير منها ضرورياً.
أعداء الإسلام، إذا نظموا السياحة لأنفسهم، وقضاء إجازاتهم، ترى نفقاتهم نفقات محدودة، بقدر ما يمكن، لا يمكن أن يجاوز حده في هذه النفقات، وإنما نفقاتهم على قدر حاجاتهم الضرورية، لأنهم يرون من السياحة تنقلاً واطلاعاً فقط، فترى النفقة محدودة إلى آخر سبيل، ولكن أبناء المسلمين يضيِّقون على أنفسهم في معظم عامهم، ويتعاون الرجل وامرأته، مدرسة ومدرس، وموظف وموظفة، يتعاونون لكي يجمعوا تلك الأموال، ثم تنفق في سبيل الشيطان.
فيا أيها المسلمون، اتقوا الله في أنفسكم، وفي نفقاتكم، وفيما تأتون وتذرون، اتقوا الله في أنفسكم، واستقيموا على طاعة ربكم، واحرصوا أن تكونوا قدوة في الصبر، والأعمال الصالحة، لا قدوة في الإسراف، وقدوة في التبذير، وقدوة في إضاعة الأموال فيما لا يحل.
إن المسلمين لو عادوا إلى أنفسهم، لرأوا أن كثيراً من تصرفاتهم خاطئة جداً، ولا سيما في إنفاق الأموال، وإخراجها من بلاد الإسلام، وبذلها بالسخاء في سبيل الباطل، وفيما لا يحل للمسلمين أن ينفقوا فيه.
أسأل الله أن يوفق الجميع للفقه في دنيه، والتبصر في الأحوال كلها، إنه على كل شيء قدير.واعلموا - رحمكم الله - أن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله على الجماعة، ومن شذ شذ في النار.
وصلوا رحمكم الله. . .