- ويسخر منه والله بيني وبين نفسي ولا يسمعني غير الله وأشعر بردود
- تأتيني كأن الله يصبرني فتذكرت قوله تعالى في نهايه سورة المؤمنون
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر كل من شجعني وخلاني أحرص على تكملة رحلتي ونبدأ بسم الله
ورحنا على جنيف وقابلنا أخي وعائلته وذهبنا سويا للملاهي إلي على
الكورنيش حقهم والأطفال يلعبوا بس طبعا ولد أخوي الصغير كان يزن
على أخي وزوجته يبغى يلعب لعبة خطيرة وبعد محاولات رضيوا أهله
بس بمرافقة أخي الأصغر وكان المنظر فظيع ماما وزوجة أخي واقفين
أمام اللعبه والدموع مليانه في عينهم من الخوف وأخي الكبير وبابا العسل
جالسين بعيد على الكراسي وأنا المصورة المحترفه قررت أصور المشهد
كله حتى يكون ضمن المسلسل طاش ما طاش المهم بعدت عن ماما
ورحت أدور على زاويا أصور منها المنظر وعينكم ما تشوف إلا النور
واحد سكران شعره منكوش لما شافني كان على بعد نصف متر رفع يده
كأنه يبغى يعطيني بوكس وأختكم في الله على صوت واحد يرج الملاهي
وجنيف كلها ب اب ا
وأجري بسرعه حاسه إنه ورايه حيشد الطرحه وأنا بس على صوت
واحد باب ا حتى لقيت بابا وهدأت شويه
وحكيتهم طبعا جلسوا يضحكوا ويقولوا يا جبانه لو عملته هوف حيطيح
وأنا عارفه لو أحد منهم كان مكاني كان سوى زي وأكتر،ومشيت بعد كده
زي الأطفال الصغار ماسك ماما بقوة حتى وصلنا البيت وجلست
أفكر كيف إحنا في بلدنا الحمد لله ما نشوف زي كده حتى لو نسمع إنه في
بس برضوا الحمد لله مو علني وماشين كده في الشوارع عادي كان
ساعتها كل شيء منازل التعليم والشغل والخرجات كله في البيت ما
حشوف باب الشارع الحمد لله على بلدنا والحمد لله كثيرا على ديننا.
وجلسنا المقرر لنا في جنيف وقطعنا تذاكر لأجل العودة إلى النمسا عن
طريق مدينة سالزبورغ وركبنا القطار من الساعه العاشرة صباحا
ووصلنا الساعه الثالثه ظهرا وكانت الصاعقه أكتشفنا إنها المدينه هذه
إسمها إلي وصلناها في سويسرا إسمها سيليزبيرغ مشابهة للمدينة إلي
نبغاها سالزبورغ زي عَمان وعُمان وخذلك عشر ساعات حتى توصل
للمدينة إلي في النمسا، فطبعا رجعنا جنيف ونزلنا من قطار عشان نركب
قطار تاني وناهيك عن جر الشنط بابا شنطه وأخوي شايل إثنين وأنا
واحده ومجرد التفكير إنه باقي عشر ساعات شيء يهد الحيل وتعب مو
طبيعي و المهم نزل بابا وأخويا بسرعه وأنا وماما بعدهم بس سبقونا وأنا
نازلة أشوف البوليس من بعيد يجري في إتجاهي و يقولولي أوقفي
( وطبعا في أقل من ثواني شريط الأخبار طبعا زي حق الجزيرة يمر في
راسي غوانتناموا إلي يدخلوافيه ما يناموا والتعذيب وأسماء المعتقلين الله
يفك أسرهم ) فوقفت وطلبوا مننا الجوزات وأنا بالإنجليزي أرد يابني مع
بابا والبوليس يتكلم فرنسي ( طبعا أنا أتكلم هندي وإيطالي وصيني وملايوو...و ولما كانت حصة الفرنسي في المدرسه كنت غايبه فما أعرف أتكلم فرنسي....ههه)
المهم مو راضي يفهم إني ما أتكلم فرنسي بس طبعا الحمد لله إن
الإشارات مالها لغة وأفهمه وأفهم الشرطيه إلي معاه حتى فهموا ومشيوا
معانا بس كان منظر ماما رهيب الشرطي يمينها والشرطيه يسارها وأنا
أمامها ( حراسه ولزوم البروتوكول) حتى وصلنا لبابا و خرج بابا
الجوازات واتصلوا على أحد وقالوا دقيقة أستنوا وطلبوا تفتيش حقيبتي
( أما عن شعوري فلا تسألوني تعب وخوف مع إني والله غلبانه وماعملتش حاجه والله من جد كان حيغمى عليا )
أحلى حاجة أقول ماما دايخه تقولي أمسكي نفسك لا يحسبوك تعملي
حركات يخلصوا المسدس عليك أقوم أفوق تاني) وفتشونا وأتأكدوا من
جوازتنا والحمد لله بس والله ما حتى قالوا سوري ولا أي إعتذار حسبي
الله عليهم طبعا كل الركاب يطالعوا فينا وأكيد في نفسهم يقولوا أحسن
أمسكوهم وفكونا منهم ، وطلعنا القطار وركبنا وبدأ الظلام يعم المكان
وإحنا في كابين لوحدنا وكل ماله الركاب يقلوا كان أشبه بأفلام الرعب
خرج أخوي من الكابيه لغرض ما وأتأخر فطلب مني بابا أروح أشوف
أخويا فخرجت وأمشي بشويش وأطلع بطرف عييني على كل كابينه
( تخيلوا الدنيا ظلام ونور خافت من كل كابينه) وما أشوف إلا وحد داخل
الكابينه يقولي ورافع يده( أأأأع) طبعا أنا كما عهدتموني بطله ما
أخاف وما يهزني شيء عملت نفسي مو سامعه وأجري على بابا بس مو
قادرة أصرخ وأقول باب ا كلي يتنفض
وجري على بابا قال فينك أخوك قلت والله مو خارجه بعد كده لوحدي
وحكيته ضحك وقال شكلك فجعتيه فحب يخوفيك ، وفعلا ما خرجت
ولامشيت بعدها نص متر لوحدي ولحظات هادئه تمر في القطار وجالسه
أفكر وأفكر وخنقتني العبرة ليه كده بيصير للمسلمين و ليه يتخذونا
سخريه إحنا صح وهما غلط ليه المتحجبات من النساء والملتحيين من
الرجال يتأذوا لا صار كل مسلم بصرف النظر عن تمسكه بالدين يتآذا
ويسخر منه والله بيني وبين نفسي ولا يسمعني غير الله وأشعر بردود
تأتيني كأن الله يصبرني فتذكرت قوله تعالى في نهايه سورة المؤمنون
( قال إخسؤا فيها ولا تكلمون * إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا ءامنا فاغفرلنا وارحمنا وأنت خير الراحمين * فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)
قلت اللهم اجعلني من الفائزين فتذكرت الغربة التي أجدها في هذا المكان وأحيانا في بلادي فتذكرت قوله صلى الله عليه وسلم
(بدأ الإسلام غريبا، وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبى للغرباء. قالوا: يا رسول الله من الغرباء؟ قال: الذين إذا فسد الناس صلحوا ) فقلت نعم لطعم وإحساس الغربه إذا كان هذا هو الجزاء فاللهم اجعلنا من الغرباء.
وانتهت بعد أيام رحلتنا في أوربا والقاهرة وعدنا إلى عروس البحر جده وفي طريق العودة لمنزلنا ما لبثت أبحث يمينا ويسارا عن بيوت الله والله إنها لنعمة عظيمة رؤيتها وسماع الآذان منها يقذف كل باطل ويعلي كل حق ، صوت يحملك من هموم الدنيا وتفاهاتها وينقيك لتلقى ملك الملوك ورب الأرباب فالحمد لله على نعمة الإسلام وكفا بها من نعمة.
تم بحمده تعالى