بكل شوق كان يملئ قلوبنا نحن الأربعة أنا وزوجي وأطفالي فبعد مشوار مع الألم ومعاناة الوحدة وهموم الدراسة , الغربة وأشياء أخرى قررنا السفر لرحلة أوربيا ليس لها مثيل كنت أنا قد جهزت من هذا المنتدى كل صغيرة وكبيرة وجمعت كل معلومة مهمه وغير مهمة ثلاث أشهر من القرأه والتنقل عبر رحلات هذا وذاك لكي أنعم بسفر أقل جهدا وأقل وقت وأكثر متعه حيث أننا وفرنا 20 يوم فقط لتلك الرحلة .. لكم أن تتخيلو معي الأن ..
نسير في مطار الملك عبد العزيز ونحن نتقافز فرحا وشوقا للسفر فودعنا ما خلفنا ونظرنا لما هو أمامنا .. إلا أنا فرحتنا أبى الحزن إلا أن يقاسمنا إياها ولم يكتب الله لنا في ذالك اليوم الركوب على متن تلك الطائره التي غادرت لباريس قبل دقائق وبعد أن ذهبت حقائبنا لسير الراكبين عادت لنا تجر إحداها الأخرى ..
عند وصولنا إلى موظف الأختام أبلغنا بأن هناك مشكلة في التأشيرات وعلينا مراجعة السفاره ..
وبأنه لا يمكننا السفر ..!!! لا يمكن هذا ؟؟ ماذا تقول .. حقا لن نسافر الأن .. قال لنا نعم هذا ما أردت قوله بالفعل .. أصابتنا خيبة أمل أتكأت على كرسي من مكتب الموظفين أنا وأطفالي وأخذ زوجي يتنقل من موظف لموظف حتى وصل به لمدير المطار حاولت أن أتمالك نفسي ولكن سقطت دمعتي حين تقابلت عيناي بعيون أطفالي وهم ينظرون لي ويقولون ماما "ماراح نشوف باريس "أصبحت الأن الساعه 12 ,30 إنتهت جميع الحلول أرى زوجي المتعب قادماً ليراني حزينه واطفالي من حولي نيام والبسمه على شفاههم علهم يحلمون أنهم في دزني الأن !!
قال لي وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم
قلت خلاص مافي سفر
قال بعد بكرى
قلت أكيد
قال نعم وهذا حجز من مدير الخطوط مع المبيت في أوتيل تابع لهم مع وجبات الطعام
قلت : حرام عليك أنا توقعت أنه خلاص مافي ابد فرصة للسفر وعادت لي ابتسامتي
وخرجنا من المطار لنجد سيارة الأجره ينتظرنا خدمة من الخطوط وأخذنا للمبيت في أوتيل سيء جدا وصدمنا جدا بهذا الأعتذار من الخطوط وندمنا أشد الندم على قبولنا وعلى حرصي دئما على النوم في أوتيل نظيف وراقي إلا أن التعب قد اقتص مني الكثير ولم أشأ أن أرهق زوجي أكثر فلم يكن مني أي أعتراض ابد على وضع الغرف واكتفيت بأن أرمي بجسدي المتعب على السرير وأفكر بما حصل لنا ..
إلا أن زوجي قطع علي ما كنت افكر به ووجدته ينتظرني حاملاُ طفلي الصغير ليقول لي لا يمكن لنا البقاء
هنا فالمكان سيء جدا ولا نحتمل مزيدا من التشرد وما أن أصبحنا في ردهة الأتيل حتى طلب منا موظف الاستقبال الانتقال لأوتيل فئة الخمس نجوم حيث انه ابلغ الخطوط عن مغادرتنا فلم تشأ الخطوط أخذ خبره اكثر سوء من ما هم عليه
وصلنا ووجدنا المكان مناسب لعناء قد حملناه ..
بعدها لأعلم كيف أرتفعت درجة حرارتي وأصبحت أرتعش تحت غطائي الصوفي أصبح زوجي ليراني بحاله سيئه
أحضر لي مضادات ومسكن تحسنت عليه كثيرا وشد إنتباهي سلك موصل للشبكة وبسرعه نهضت من فراشي لأحضر الاب توب لأتصفح منتدى العرب المسافرون ولأكمل رحلت نسيم نجد في سويسرا
علي أن أعدل جدولي في هذا اليوم الذي يجب ان يكون في باربس كمحطه أولى لنا ..
ولكن
أين كومبيوتري ؟
هل رأيتموه ؟
تجمع علي أطفالي خوفا من أصاب بإغماء من هول الصدمه !
الاب توب أين هو ؟
أخذنا نبحث هنا وهناك لم نجده
نظرت إلا زوجي وقلت : قل لي أنك أنت من أخفيته تريد مداعبتي قل لي أرجوك
قال لا تتقائلي كثيرا ويبدو اننا فقدنا في سيارة الاجره
لا لا يمكن جدول الرحله لم اطبعه عناء 3 أشهر من البحث عن تفاصيل رحلتنا جميعها مدون على الورود لا يمكني احتمال مزيد من المفاجئات
وهنا أصبحت أبكي وكأني طفل كسرت منه لعبته المفضله ..
أوه تذكرت قبل أن اغدر السياره قرأت إلى أي شركه تعود هل من الممكن ان نبحث عنها
واصبحت سماعه الهاتف لا تهدأ من زوجي وهو يهاتف شركه لتنقله لشركه أخرى وهكذا
حتى قال لي
فلنقبل أمرنا وعسى ربي ان يعوضنا خير
أخذت الوساده واخذت استرجع ما كان يحمله الاب توب من صور لأطفالي من مذكرات لي من بحوث
من أمور كثيره تهمني لم تكون سوى على هذا الكومبيوتر
والحمد الله على كل حال
وبعد إنتهاء المدة ذهبنا للمطار والخوف يسكننا وعادت الأحداث نفسها
إنظر إنه المؤظف نفسه الذي أخبرنا بمشكلة التأشيره "ليس هو" لا تذهب له قلتها لزوجي عندما رأيته يتجه له اخذ الجوازات وقال للأسف نفس المشكله وقبل أن يغمى علينا نحن الأربعة
تدارك الموضوع وقال كنت أمزح فقط قالها زوجي له لا نحتمل مزاح كهذا أرجوك ..
وصلنا الطائره وأخيرا كان لنا بها مقاعد بعد عناء ووعثاء السفر
فاصل :biggrin:
هذه الصورة تتحدث عن الماثل أمامكم الذي أبى أن يبدل مقعده مع زوجي لألا نفترق أبى بشدة وأخذ يتمسك بمقعده بشده حينما طلب منه المضيف أن يبدله
وما كان منه إلا أنه أخذ جزاءه من ولدي الكبير الذي أرهقه السفر وأخذه النوم إلى عالم الأحلام
وبات يعانقه بشده ضنا منه أنه أنا وبدد ذهن المحروس
الذي كانت عيناه تشدقان بفلم يتابعه .. وكل ما حاولت إبعاد طفلي عنه زاد تشبثه به
ويطلق عليه أنواع ونغمات من الشخير الأصلي حيث أنه يعاني من لحميه في أنفه
فلم يصبر ويحتسب وكان منه بعد تفكير عميق بحاله طفلي الأنيق سوى أن يرفع شارته البيضاء
معلنا خسارة حربه النكراء وهتف بالمضيف أن أنجدني وقالها له المضيف هذا ماكنا إليه نريد ...
وللحديث بقية .. مع أصدق التحايا .. مغتربة :icon_wink
عسى بس ختامه مسك ولا تطولين علينا بالبقيه
وخلي الفاصل خفيف زيك
اختك ام عبدالله