القاهرة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
رسامة مصرية
06-01-2022 - 09:06 am
  1. بيت السحيمي (1648م)

  2. منزل مصطفى جعفر (1713م)، وهو مجاور لبيت السحيمي.


يقع "بيت السحيمي" في حارة "الدرب الأصفر" بمنطقة الجمالية بالقرب من بابي "النصر" و"الفتوح"، وهي حارة متفرعة من شارع "المعز" قلب القاهرة الفاطمية.
وقد سُمي الشارع بهذا الاسم نسبة إلى "المعز لدين الله" الخليفة الفاطمي الذي أرسل قائده "جوهر الصقلي" إلى مصر عام 358 هجرية – 969 ميلادية؛ حيث أصبحت مصر تحت الحكم الفاطمي حتى عام 567 هجري – 1171م، وقد أصبح المذهب الشيعي هو الرسمي للبلاد إبان حكم الفاطميين.
وجدير بالذكر أنه في عهد الدولة الفاطمية استقرت أسس العمارة والفنون الإسلامية، وأنشئت العمائر الدينية والحربية والمدنية من مساجد ومشاهد وأسوار وقصور وبيوت وغيرها.
وفي عهد الفاطميين أيضًا انتشرت في مصر – كما في بلاد إسلامية عديدة أخرى – زخرفة واجهات العمائر بدقة وإتقان بعد أن كادت تخلو من الزخرفة فيما سبق.
وقد تعاقبت العصور على شارع المعز من الفاطميين إلى الأيوبيين إلى المماليك البحرية إلى المماليك الجراكسة إلى العثمانيين إلى عهد مصر الحديثة – عصر محمد علي باشا الكبير.
وهكذا أصبح شارع المعز متحفًا مفتوحًا يضم 174 أثرًا إسلاميًا ترصد تاريخ الدول الإسلامية المتعاقبة على مصر.
ويعد "بيت السحيمي" مثالاً فريدًا للبيوت الأرستقراطية في القرن السابع عشر، وواحدًا من أهم نماذج البيوت الخاصة التي بقي منها القليل حتى الآن.
ونذكر من هذه البيوت أيضًا: بيت الهراوي، بيت زينب خاتون، بيت الكريدلية.
وقد بني بيت السحيمي في العصر العثماني، ويتكون من قسمين: الأول (الجنوبي)، وأنشأه الشيخ/ عبدالوهاب الطبلاوي سنة 1058ه – 1648م، والثاني (الشمالي)، وأنشأه الحاج/ إسماعيل بن شلبي سنة 1211ه – 1796م، وجعل من القسمين بيتًا واحدًا.
وسُمي بيت السحيمي بهذا الاسم نسبة إلى آخر من سكن به، وهو الشيخ/ أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالجامع الأزهر، والمتوفى في الثامن من إبريل 1928م.
وبعد وفاة الشيخ/ السحيمي اشترت الحكومة المصرية البيت بمبلغ (6000) جنيه مصري وسجلته كأثر إسلامي.
ويشتمل البيت على قاعات تتألف كل منها من إيوانين بينهما (دور قاعة)، وبعضها ذوات واجهات من خشب الخرط تشرف على الحديقة الكائنة بوسط البيت.
وببعض القاعات فسقية من الرخام، كما أن ببعض أسقف القاعات (مناور) تعلوها (شخشيخة: فُتحة تهوية).
وفي القسم الشمالي من البيت حجرة مركبة على (تختبوش): صالة مفتوحة بالكامل على الحوش، وهي ذات سقف محمول على أعمدة أو دعامات.
وقد كسيت جدران بعض القاعات من أسفل بوزرات من الخشب المزخرف على هيئة بلاطات القاشاني وكسيت الأرضيات بالرخام.
ويشتمل البيت على حمام وسلالم تصل بين الطوابق، وبأحد أركان الحديقة طاحونة وساقية.
وتبلغ مساحة البيت أكثر من ألفي متر مربع، ويصل عدد قاعاته وغرفة 115 فراغًا.
كما يكفل تصميم البيت الخصوصية المطلوبة، ففيه:
المدخل المنحرف الذي يحجب من بداخل الدار.
والفناء الذي يتوسط الدار، وتُطل القاعات عليه.
الأجنحة المستقلة ذات المناور.
القاعات المزينة بالزخارف.
التختبوش.
المقعد: وهو شرفة تُطل على الفناء تستقبل الرياح البحرية.
ملقف الهواء: وهو سقف مائل مرتفع موجه ليستقبل الرياح البحرية ويدفع بها إلى الحجرات الجنوبية لتلطيف الحرارة.
كما يشتمل البيت أيضًا على النجارة التقليدية تتمثل في المشربيات والأسقف والأبواب والدواليب، وكذلك يضم النافورات وفنون الرخام المزخرف والبناء بالأحجار وفن النحت في الحجر.
وكالعديد من الآثار الإسلامية التي تأثرت بزلزال أكتوبر 1992 تأثر "بيت السحيمي" وما جاوره من آثار؛ فجاء قرار مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي في أول ديسمبر 1992 بمنحة قدرها ثلاثة ملايين دولار لإنقاذ هذا الأثر النفيس، وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة المصرية.
وقد بدأ الصندوق مشروع الترميم عام 1994، وشمل القرار الآثار الآتية:

بيت السحيمي (1648م)

منزل مصطفى جعفر (1713م)، وهو مجاور لبيت السحيمي.

بيت الخرزاني (1881) الذي لم يكن مسجلاً كأثر؛ فكانت تشغله حوالي (30) أسرة فقامت وزارةالثقافة بالتعاون مع محافظة القاهرة بتدبير منازل لهم، وتم إخلاء المنزل الذي يشترك في حوائطه مع منزل مصطفي جعفر وبيت السحيمي.
سبيل وكتاب قيطاس (1630م).
وفي إبريل 2000 تم افتتاح الدرب الأصغر كنموذج للحارة في القاهرة المعزية، بعد أن تم ترميم الآثار الإسلامية المذكورة، والتي يعد "بيت السحيمي" أهمها، والذي كان قد اكتشف به حوالي (14) ألف شرخ، وتم ما يلي:-
أجريت التجارب على (مونة) البناء الأصلية للوصول إلى (مونة) مضاهية للقديمة، تكون خالية من الأسمنت.
ترميم ما سبق من إصلاحات.
استخدام أسلوب الفك والتركيب، مثلما حدث في حائطين غائرين إلى مسافة كبيرة.
قام أحد أساتذة الجامعة باختراع سائل كيماوي لإزالة الأتربة المتراكمة الملبدة على نقوش السقوف والحوائط.
تمت الاستعانة بخبرات العاملين المتدربين في "معهد المشربية لتنمية فن بلادنا" في ترميم الأثاث القديم.
وعلى مدار ست سنوات تم ريّ شجرة الزيتون القديمة القديمة؛ فعادت إلى الحياة مرة أخرى.
كما تمت الاستعانة بخبير – من محافظة الشرقية – لإصلاح الساقية القديمة.
وقد تزامن ترميم المباني الأثرية مع إنشاء البنية الأساسية للحارة؛ حيث تم مد خطوط الكهرباء والصرف الصحي والمياه والتليفون على أحد جانبي الحارة.
ثم تم رصف الحارة بالأحجار إلى جانب القيام بطلاء جميع العمارات المطلة على الحارة، وتم إخلاء وإزالة ستة محال أقيمت كتعديات على حوائط الآثار، فقامت وزارة الثقافة بتعويض أصحاب هذه المحال.
وحاليًا، وبعد أن تحولت حارة "الدرب الأصفر" إلى نموذج للحارة العربية ذات الطابع الإسلامي، سواء في آثارها أو توافق مبانيها الحديثة وأرضيتها، بل وطريقة الحياة فيها مع روعة الأثر وقيمته، فإن هذه دعوة مفتوحة لزيارة المكان الذي يشهد نشاطات ثقافية متعددة.
  • المصادر:

جريدة الأهرام القاهرية اليومية – عدد 15 إبريل 2000 ص 13.
جريدة الأهرام القاهرية اليومية – عدد 17 إبريل 2000 ص 13.
Egypt Today, July 2000, page 84 ---- 9L.
الدليل الموجز لأهم الآثار الإسلامية والقبطية في القاهرة د. أبو الحمد محمود فرغلي – الدار المصرية اللبنانية – 1991 – ص 218.



خصم يصل إلى 25%