سفير الغيوم
20-01-2022 - 03:21 am
من خلال المعاينة المبدئية للبيت اتضح انه في حالة انشائية سيئة للغاية، حيث يعاني من شروخ واضحة، بفعل تحديات الزمان، فضلا عن ان حجراته غارقة في مياه الصرف الصحي
عمليات التطوير لمبنى قيادة الثورة قد تحددت منذ الاعلان عن المشروع، حيث تبلغ 40 مليون جنيه، وسيطلق عليه «متحف زعماء ثورة يوليو«، وتصل مساحة الموقع الى 3 آلاف و200 متر مربع
تكريما للزعيم الراحل الرئيس جمال عبد الناصر وعطائه لمصر ولأمته العربية كان قرار وزارة الثقافة المصرية تحويل بيته في منطقة «باكوس« شرق الاسكندرية الى متحف يعرض مقتنياته التي تركها، اضافة الى تدعيمه بمقتنيات اخرى، ستعمل الوزارة على تجميعها من محبي الزعيم الراحل، عبر النداء الذي تعتزم توجيهه لتجميع هذه المقتنيات وعرضها في المتحف وهذا بخلاف المتحف الذي اقيم للزعيم في القرية الفرعونية بالجيزة وافتتحه قبل ايام اسامة الباز مستشار الرئيس المصري للشؤون السياسية.
ولكن لم تكن مفاجأة ما اعلنه السيد / فاروق حسني وزير الثقافة قبل اسبوعين عن تحويل بيت عبد الناصر الى متحف كمزار سياحي اذ ان ذلك كان متوقعا منذ اكثر من عام عند اعلان الوزارة تحويل مجلس قيادة الثورة الى متحف لزعماء الثورة، على ان يكون للرئيس عبد الناصر النصيب الاكبر فيه حتى تبلور القرار بشكل رسمي، واصبحت هناك خطوات فعلية للبدء في تحويل بيت الزعيم الى متحف يليق بتاريخه وعطائه بعد طول انتظار.
اولى هذه الخطوات هي اللجنة الهندسية التي وافق السيد / فاروق حسني وزير الثقافة على تشكيلها لمعاينة منزل الزعيم، حيث قامت بالفعل بمعاينته، الا انها تنتظر في كتابة تقريرها النهائي، حتى تتسلم البيت من محافظة الاسكندرية في الاسبوع المقبل للوقوف على حالته الانشائية بشكل اكثر تحديدا. ويؤكد المهندس محمد ابو سعدة- رئىس اللجنة الهندسية انه من خلال المعاينة المبدئية للبيت اتضح انه في حالة انشائية سيئة للغاية، حيث يعاني من شروخ واضحة، بفعل تحديات الزمان، فضلا عن ان حجراته غارقة في مياه الصرف الصحي، الامر الذي يتطلب سرعة البدء في ترميمه معماريا، ومعالجة الشروخ، وتقوية اعمدته كمرحلة اولى، تليها المرحلة التالية في تحديد طبيعة العرض المتحفي لمقتنيات الزعيم والموجودة حاليا في حيازة محافظة الاسكندرية.
وتتنوع هذه المقتنيات بين صور خاصة للزعيم الراحل، وبين اخرى رسمية في اثناء حضوره للقاءات الشعبية وزياراته الميدانية وجولاته في المحافظات، فضلا عن صوره مع الشخصيات العربية والدولية، اضافة الى كتبه، ومقتنيات اخرى، لم تتوفر حصريا لدى وزارة الثقافة، حيث ينتظر تسلمها قريبا.
ويقول المهندس ابو سعدة: بعد تسلم مقتنيات الزعيم الراحل، ورفع الحالة المعمارية والانشائية لبيته، سيتم تحديد خطة العمل بشكل اكثر دقة وتفصيلا، حيث ان رفع الحالة الانشائية للمنزل سيسهم في الوقوف على طبيعة الحالة الحقيقية للبيت الذي ظل مهجورا طوال الفترة الماضية، ومن ثم يمكن تحديد ملامح التطوير، كما ان المقتنيات ستسهم في تحديد اساليب وطبيعة العرض المتحفي التي سيكون عليها البيت عند تحويله الى متحف بالشكل الذي يتناسب مع قيمة صاحبه التاريخية، ومراعاة ذلك عند اجراء الترميم الدقيق للبيت الذي هو عبارة عن «فيلا« من طابق واحد، ومكونة من خمس حجرات.
كما سيتوقف على تسلم مقتنيات الزعيم الراحل، تحديد ما اذا كان سيتم اضافة مقتنيات اخرى اليها، يمكن ان تعلن وزارة الثقافة عن قبولها من محبي الزعيم الراحل او من خلال نداء يتم توجيهه الى اسرته للتبرع باغراضه ومقتنياته لعرضها في المتحف اسوة بالنداء الذي وجهته الوزارة قبل خمس سنوات عند اعدادها لمتحف ام كلثوم.
والواقع، فان كمية وحجم المقتنيات الموجودة في حوزة محافظة الاسكندرية هي التي ستحدد ما اذا كانت الوزارة في حاجة الى تدعيمها بمقتنيات اخرى من الخارج او من اسرة الزعيم الراحل.
ويستبعد المهندس ابو سعدة ان يتم الانتهاء من اعداد المتحف في غضون الاشهر القليلة المقبلة ليتم افتتاحه في ذكرى ثورة 23 يوليو/ تموز. ويقول: ان الحالة الانشائية السيئة للبيت تستلزم وقتا طويلا لترميمه، للحفاظ على «الفيلا« من الناحية الانشائية والمعمارية، ثم تتوالى بعدها مراحل العرض، وتحديد استخدامات الحجرات الخمس اثناء عمليات العرض المتحفي، فضلا عن ارتباطه باضاءات ذات طبيعة خاصة، لتناسب الموقع، مع عدم اغفال عمليات التأمين الالكترونية للمتحف لحماية معروضاته من تأثير العوامل الجوية، وبالشكل الذي يحافظ عليها اثناء فتح المتحف للزيارة.
وكما تستهدف وزارة الثقافة من تحويل بيت الزعيم الراحل الى متحف وكمزار سياحي، ان يصبح مركزا ثقافيا جديدا بالشكل الذي يناسب طبيعة الموقع. الا ان هذا المخطط لن تتحدد ملامحه في مراحل ترميم البيت، وسيبدو اكثر وضوحا عند اكمال اعمال التطوير الانشائي، والاستقرار على اسلوب العرض المتحفي.
واذا كان المتحف المنتظر سيصبح مقصورا على مقتنيات الزعيم الراحل، وانه من الصعب افتتاحه في ذكرى اعياد الثورة خلال يوليو/ تموز المقبل، فانه حسب تصريحات المسؤولين في الوزارة فان متحفا آخر سيكون جاهزا للافتتاح في هذه المناسبة القومية، ويتسع ليشمل جميع عناصر مجلس قيادة الثورة، وهو المبنى الذي تقرر تحويله الى متحف منذ اكثر من عام.
وسيضم المتحف مقتنيات زعماء الثورة، وجميع الوثائق والمخططات ومكتبة تضم ابرز الكتب والبحوث والدراسات التي كتبت عن الثورة والافلام التسجيلية التي تخدم هذه الرؤية، وتؤرخ للأحداث التي واكبت الثورة منذ بدايتها.
وسيبدأ المتحف عرض مقتنيات الزعماء والوثائق الخاصة بهم وصياغة شاملة للمنطقة المحيطة بالمبنى، واعداد قاعة في المبنى لكل شخص كل حسب موقعه وحسب دوره في الثورة وسيكون للزعيم عبد الناصرة النصيب الأكبر فيها.
وفي التطوير المتوقع للمتحف، فانه يمكن للزائرين مشاهدة بانوراما الثورة وزعمائها عن طريق مصعد، صمم لهذا الغرض، بحيث يشهد الزائر الاحداث بشكل متسلسل مع اشخاصها حتى نهايتها التي تنتهي بنهاية البرج الذي سبق ان استخدمه الملك فاروق لمشاهدة النيل من موقع مجلس قيادة الثورة الذي كان يعرف قبل 23 يوليو/ تموز باسم «نادي الرياضات البحرية«.
وتقديرا لمكانة اعضاء المجلس، فقد تقرر انشاء تماثيل لجميع زعماء الثورة من الشمع، واقامة كاميرا خاصة لرؤية تمثال النسر الذي سيقام فوق ساحة المتحف من مادة «الاستانلس« المقاومة للصدأ، اضافة الى توفير ماسح ليزر، والذي يستخدم للمرة الاولى في مصر، ويقوم بعكس صورة النسر وشعاراته الثلاثة في السماء فوق المتحف في ليلة 23 يوليو/ تموز كل عام فقط، ليشاهده المواطنون في المواقع القريبة.
وفي الوقت الذي لم تتحدد فيه تكاليف تطوير بيت الزعيم وتحويله الى متحف، فان عمليات التطوير لمبنى قيادة الثورة قد تحددت منذ الاعلان عن المشروع، حيث تبلغ 40 مليون جنيه، وسيطلق عليه «متحف زعماء ثورة يوليو«.
وتصل مساحة الموقع الى 3 آلاف و200 متر مربع، وسبق ان شهد هذا المبنى اقامة اول رئىس للجمهورية بعد الثورة، واتخذ الرئيس عبد الناصر مكتبه في الطابق الثالث منه وخرجت من المبنى جنازته، كما احتوى على حجرة المشير عبد الحكيم عامر عندما كان مديرا لمكتب رئيس الجمهورية، والصاغ صلاح سالم الذي كان مسؤولا عن شؤون السودان، ومكتب آخر خصصه رجال الثورة لتلقي شكاوى المظلومين من المواطنين بادارة اليوزباشي عبد المنعم السباعي، ومكتب للانتاج والمشروعات باشراف البكباشي محمود يونس الذي تولى فيما بعد عملية تأميم قناة السويس وادارتها.
دائما تتحخفنا بمواضيعك الحلوه
دمت