سفير الغيوم
20-01-2022 - 03:22 pm
هي واحدة من أكثر محافظات الصعيد المصرى شهرة وغنى بالمناطق الأثرية والمدن التاريخية الضاربة فى أعماق التاريخ. إنها محافظة قنا، التي جاء إليها السياح عبر مطار الأقصر الدولى، ومن خلال الرحلات النيلية للبواخر السياحية والفنادق العائمة، للاستمتاع بجمالها ومناخها الساحر.
اشتق اسم قنا من الكلمة العربية " قنى " والتى تعنى " المحتضنة " أي التي تحتضن نهر النيل، حيث تقع قنا عند ثنية النيل الشهيرة التى تبدو كذراعين يحتضنان ما بداخلهما.
وقد شهدت تلك المنطقة استيطان انسان ما قبل التاريخ فوق أرضها، فمنذ بداية التاريخ المصري، وعبر عصور الدولة القديمة والدولتين الوسطى والحديثة والعصور المتأخرة ومواقع النشاط البشرى في قنا تضج بالحياة والحيوية والنشاط.
وتمتلئ أرض قنا بالكنوز والمزارات الأثرية التى خلفها قدماء المصريين عبر تاريخهم الطويل، ومن أكبر وأروع تلك المزارات، منطقة دندرة، والتي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل، وعلى بعد 5 كم شمال غرب مدينة قنا.
وقد عرفت دندرة في النصوص المصرية باسم "تانترت" أي الإله، إشارة الى الإله حاتحور ثم أصبح اسمها فى اليونانية "تنتريس"، وجاء العرب فأطلقوا عليها اسم دندرة.
وكانت دندرة فيما مضى عاصمة للإقليم السادس من أقاليم مصر العليا، وبها معبد ذائع الصيت هو "معبد دندرة" الذى ترجع الأصول الاولى لبنائه إلى عهد الأسرة الرابعة، حيث شيد الملك خوفو معبدا فى هذا المكان .
ويضم معبد دندرة سورا تاريخيا ومعبدين للولادة الإلهية، ومنشأة أثرية تحولت إلى كنيسة ومصحة للاستشفاء. وهو يعد آية في فخامة العمارة والبناء، ونموذجا فريدا لفنون مصر القديمة، وتحوى جدرانه مئات المناظر والمشاهد والنصوص القديمة.
ويقال أنه كان يوجد في دندرة قديما، برج عظيم به مائة وثمانون فتحة تدخل الشمس فى كل يوم من فتحة منها حتى تأتى على آخرها، ثم تعاود الكرة من جديد. ويقال إن دندرة بناها قفطريم بن مصرايم بن بيصر بن حام بن نوح عليه السلام .
وإلى الشمال من دندرة تقع منطقة "هو"، إحدى مستوطنات عصر ما قبل الأسرات في مصر القديمة، وعثر فيها على مقابر وأطلال ومنازل من عصر ما قبل الأسرات، وقد احتوت تلك المقابر والمنازل على بعض أدوات الحياة اليومية. وقد عاش اليونانيون والرومان في "هو" فترة من الزمان وأطلقوا عليها اسم "ديوسبوليس بارفا".
وقد كانت "هو" من المدن المعروفة في صعيد مصر في فترة الفتح الاسلامي وما بعدها، وبالقرب من "هو" تقع قرية " الصياد " التي عثر في صحرائها على مقابر محفورة في الصخر تنتمي إلى حكام الإقليم السابع من أقاليم مصر العليا.