تنوي هيئة سكك حديد مصر هدم بعض أجزاء من مباني محطة مصر التاريخية التي أنشئت في العام 1856 واستبدلت بمبان عربية الطراز عام 1892 ثم تغيرت إلى طرازها الحالي عام 1958. ويأتي مشروع الهدم المزمع في إطار خطة لتوسعة كوبري 6 أكتوبر وقرب نقل تمثال رمسيس الشهير إلى موطنه الأصلي في “ميت رهينة”، ورغم اعتراض المجلس الأعلى للآثار على اقتراح الهدم والذي يشمل مبنى هندسة السكك الحديدية التاريخي، والذي يقع في مواجهة المحطة بالنظر إلى صعوبة وجود ماكينات بديلة لطباعة تذاكر السفر التي تقوم بها مطابع هذا المبنى منذ ثمانين عاما، إلا أن عاملين بمشروع “الجراج متعدد الطوابق” يؤكدون جدية هذه النية.
المسؤولون في إدارة التسجيل الأثري بقطاع الآثار الإسلامية يقولون إن مبنى الهندسة غير مسجل كأثر، حيث لم يمر عليه أكثر من مائة عام، كما انه لا يمثل أهمية معمارية كبيرة تستدعي تسجيله رغم وجود بعض الزخارف فيه مثل باقي مباني محطة السكك الحديدية، لكن في حالة الاضطرار إلى الهدم فسوف يتم نقل الواجهة التاريخية وتركيبها على المبنى الجديد على أن تتم الإشارة إلى تاريخ المبنى القديم من خلال لافتة إرشادية في مدخل المبنى الجديد.
مبنى محطة السكك الحديدية الذي يطل على اشهر ميادين العاصمة المصرية تعرض من قبل لاعتداء مماثل أثناء نقل تمثال رمسيس من ميت رهينة إلى موقعه الحالي، حيث أزال المسؤولون وقتها الشرفات التي كانت موجودة أعلى مباني المحطة، والتي كانت مصممة على الطراز الإسلامي.
ويقول رشاد عبد السلام مدير متحف السكك الحديدية إن مبنى المحطة وملحقاتها في ميدان رمسيس ينبغي أن يظل بمنأى عن التجديدات والتطويرات التي يشهدها الميدان الشهير بتكدسه وازدحامه، والذي نجحت محافظة القاهرة في إزالة الكثير من التعديات العشوائية من أركانه بعد نقل مواقف السرفيس والأتوبيسات العامة منه لتحتلها مساحات هندسية من الخضرة.
ويشير مدير متحف السكك الحديدية إلى ضرورة النظر إلى مباني ملحقات محطة السكك الحديدية على أنها تراث وملكية عامة حتى ولو لم تبلغ المائة عام شرط بلوغ المبنى السن الأثري الواجب التسجيل وبالتالي يحظر هدمه.
المساجلات بين الأثريين والهندسيين الذين يتولون إعادة تنظيم ميدان رمسيس الذي يقترب من استعادة اسمه القديم ميدان محطة مصر أو باب الحديد، لم تنتهِ والعمل لا يزال جاريا في إنشاء اكبر جراج يسع لثمانمائة سيارة تحت الأرض أمام مبنى متحف السكك الحديدية، وفرق المسح الهندسي احتلت بعض أركان الميدان العتيق تمهيدا لعمل ثالث وصلة توسيع لكوبري 6 أكتوبر تسمح بمزيد من سيولة المرور للقادمين من مصر الجديدة إلى وسط القاهرة وشبرا والعكس.
مدير محطة مصر للسكك الحديدية يشير إلى حملة ترميم مبنى المحطة التي تمت مؤخرا والى أهمية ما تمثله المباني الملحقة بها لدى قيادات السكك الحديدية، ويقول: إن المحطة سوف تستعيد رونقها بمبانيها التاريخية عقب الانتهاء من نقل تمثال رمسيس والانتهاء من بناء الجراج الذي سيقضي على ظاهرة الوقوف أمام أبواب المحطة التاريخية التي تستقبل يوميا مئات القطارات القادمة من أنحاء وربوع مصر.]