- اه كيف تنام عينك يا أبو إبراهيم
- شاهدت وعايشت منظرا لو رآه الناس لبكوا حرقة وقهرا .
- فاشتعل قلبي حرقة على حالها .
- والآن أسأل هل أبو إبراهيم حيا أم ميت
اه كيف تنام عينك يا أبو إبراهيم
شاهدت وعايشت منظرا لو رآه الناس لبكوا حرقة وقهرا .
في سفرتي في عيد الفطر العام الماضي . ذهبت مع صديق لي إندونيسي إلى بيته في جاكرتا بغية السلام على عائلته ووالدته . وبينما كنت اسلم على أفراد عائلته وإذا بطفل صغير يقف بجانبي وعيناه تملئهما الفرحة والاستغراب والألم . فنظرت إليه مستغربا تقاسيم وجهه !!!!!!!!
كأن به لمحة عربية . ثم جلست مع العائلة وقدموا لي واجب الضيافة وتبادلنا الحديث ونظري مستقر على ذلك الطفل ثم سمعت أحد الأطفال يناديه إبراهيم فازداد استغرابي أكثر فسألت زميلي الإندونيسي هل هذا الطفل من أفراد العائلة . وما إن سألت حتى رأيت ذلك الطفل يعانق أمه وهي تنظر إلي باستغراب . ثم أجاب علي صديقي
أن هذا الطفل ابن جارتهم . وسكت قليلا ثم قال مابك تنظر إلى الطفل . فقلت لا شيء فقال لي هل الطفل فيه لمحة عربية فقلت نعم . ثم سكت وأنزل رأسه قليلا ثم قال هذه الفتاة تزوجت من شاب سعودي وكان يتردد على تلك البلد ثلاث سنوات ولما حملت بذلك الطفل كان أكثر فرحا من أمه بذلك الطفل وسماه إبراهيم وما إن وصل عمره تسعة شهور انقطعت أخبار أبيه ولم يعد يعرف أهو حي أم ميت
فاشتعل قلبي حرقة وقهرا على ذلك الطفل الذي وصل عمره أربع سنين
فأمسكت ذلك الطفل وقربته مني وأعطيته هدية له ولأمه بعض من المال
ثم ذهبت برفقة صديقي إلى رفقائي وذكرت لهم القصة فاشتعلوا حزن على تلك المرأة وطفلها .
وفي سفرتي الأخيرة في شهر جولاي كنت عازم على زيارة الملاهي في جاكرتا فطلبت من صديقي الإندونيسي
إحضار أخته الصغيرة وذلك الطفل الصغير ليستمتع في الملاهي بغية الأجر والثواب
وتواعدت معه أن يتواجد مع الطفلين قرب البوابة وما أن جئت ورآني ذلك الطفل حتى صرخ فرح بقدومي ويداه تؤشران علي وما أن قربت منهم خاف وارتجف واقترب من أخت صديقي ممسكا بثوبها فقلت (كيفك يا إبراهيم )
فلم يرد علي وقال زميلي هو حابك بس خايف منك ثم ضحكت وقمت بقص التذاكر لهم ولأصدقائي وما أن دخلنا مدينة الملاهي حتى طار فرحا وأحسست أنه أكثر الناس فرحا بدخوله تلك الملاهي
وما إن حل المساء ذهبت بهم إلى مطعم بندر جاكرتا وبعدها قمت بتوصيل ذلك الطفل إلى منزل والدته وكانت أمه بانتظارنا وعيناها يملؤهما الدموع خوفا على ابنها وفرحا بما فعلته مع ابنها وشكرتني
ونظرت إلى منزلها المكون من غرفة واحدة يتوسطها المطبخ والحمام (كرمكم الله )
فاشتعل قلبي حرقة على حالها .
والآن أسأل هل أبو إبراهيم حيا أم ميت
اجزم أنه حي لكن على قولتهم ( راحت السكرة وجت الفكرة ) أعلم أنك يا أبو إبراهيم وقعت في الخطأ لكن ليس هكذا تحل المشاكل . الواجب عليك الآن أن تقوم بزيارة ابنك أوتقوم بإرسال المصروف الشهري له من دون مايعلم أحد بذلك
أتمنى من كل قلبي أن تقرأ رسالتي هذه وأن يستيقظ قلبك وعقلك .
حسبنا الله ونعم الوكيل
تقطع قلبي من كلامك اخي العزيز
وياليت ابوابراهيم يسمع ندائك