السلام عليكم أيها الأحباب
اليوم سوف نتكلم عن الرئيس الاندونيسي الجديد جوكو ويدودو ويلقب ب ( جوكوي ) , لكناولا احب ان نتعرف على تاريخ الرئاسه في اندونيسيا ابتداءا من عهد الاستقلال
عن هولندا الى الوقت الحاضر ..
الرئيس أحمد سوكارنو
اول رئيس رسمي لجمهورية اندونيسيا هو المهندس المعماري احمد سوكارنو حيث حظى
بحب وتقدير وولاء من كافة اطياف وابناء الشعب الاندونيسي وبشكل مطلق فلم اجد شخص
واحد يذم او يكره الرئيس سوكارنو والسبب هو نضاله السياسي الكبير والتضحيات التي
قدمها من اجل الحصول على الاستقلال عن الاستعمار الهولندي و الاحتلال الياباني , و كان
ذلك عندما اعلن الاستقلال بشكل رسمي سنه 1945 و خروج القوات اليابانية , فتم اختياره
بالتزكيه من قبل المعارضه الاندونيسيه و اللجنه التحضيريه التي كلفت بصياغة الدستور
الاندونيسي كرئيس رسمي للبلاد حيث قام بعدت اصلاحات لبلد منهك فقير اغلب سكانه ذو
مستوى تعليمي منخفض جدا فعمل على توحيد الجزر المنتشرة وبذل جهودا كبيرة في جمع
الفرقاء والمعارضين السياسيين الاندونيسيين من المسلمين والمسيحيين و باقي الديانات
الاخرى تحت علم واحد ودستور واحد واستمرت فترة حكمة حتى عام 1967 فلم يستطيع
الاستمرار بقيادة اندونيسيا بسبب المرض حيث توفى في عام 1970 , لكن الشئ الذي لم يقم
به الرئيس سوكارنو او حتى لم يؤمن به هو الانفتاح امام العالم حيث بقيت اندونيسيا مغلقة
على نفسها فلم يسمح للشركات و الاموال الخارجيه بالدخول الى اندونيسيا خصوصا انها
تزخر بكثير من العوامل التي من شأنها ان تنمي الاقتصاد الاندونيسي .
الرئيس سوهارتو
أول شي قام به الرئيس الثاني سوهارتو و الذي اختير في عام 1967 رئيس بديل هو فتح الباب
امام اوربا والغرب من اجل النهوض بالاقتصاد الاندونيسي الى مستوى مرتفع حيث دخلت
الكثير من الشركات والمعامل الاجنبيه الى البلد منها شركات صناعة السيارات و الطائرات و
الاسلحة و شركات الزراعيه بسبب كون الارض الاندونيسيه ارض خصبه و ايضا شركات
السياحه العالميه والتي احتلت المركز الاول في الارتقاء بالاقتصاد الاندونيسي الى مستوى جيد جدا
الرئيس يوسف حبيبي
لكن الرئيس سوهارتو لم يكن صاحب شعبيه كبيره بين اغلب السياسين بسبب الفسادة الاداري
الكبير لذلك تم الانقلاب عليه في عام 1998 و تعيين نائبه يوسف حبيبي رئيسا للبلاد .
الرئيس عبدالرحمن وحيد
ثم الرئيسة ميقاواتي سوكارنو بوتري
غير انه لم يستمر كثيرا في عام 1999 تم اجراء انتخابات في البلاد واختيارعبد الرحمن وحيدي
و الذي هو الاخر استمر حكمة حتى عام 2001 فلم يستطع قيادة البلاد الى بر الامان بسبب
الفساد الكبير و الديون الثقيله المترتبه عليه حيث تم انتخاب ميجاواتي سوكارنوبوتري و
استمرت فترة حكمها 4 سنين حسب القانون الاندونيسي .
الرئيس سوسيلو بامبانق يودويونو
و بعدها تم انتخاب سوسيلو بامباتج يودويوتو في عام 2004 , و هو اخر رئيس لاندونيسيا
قبل انتخاب الرئيس الحالي جوكوي .
الرئيس الحالي المنتخب جوكو ويدودو ( جوكوي )
جوكوي هو الرئيس السابع في تاريخ جمهورية اندونيسيا وهو رجل سياسي حيث شغل مناصب
عدة ابرزها رئيس بلدية سوراكارتا او كما يسميها الاندونيسيين سولو او سالا و شغل منصب
محافظ العاصمة جاكرتا واخيرا تم انتخابة ليكون رئيس جمهوريه اندونيسيا ولمدة 5 سنوات
حسب القانون الاندونيسي المعدل في 2008 .
ولد جوكوي في مدنية سوراكارتا عام 1961 من طبقة فقيرة كادحه حيث كان يعمل والده في بيع
الاثاث فعمل على مساعدة والده و ذلك لسد حاجه من مصاريف الدراسه و المنزل و اراد مواصلة
تعليمة في مدينة نيغيري غير انه فشل في امتحان القبول و رجع الى سوراكارتا حيث التحق في
كلية الغابات جامعة غادجاه مادا فقام بدراسة هياكل الاخشاب و استعمالاتها و تقنياتها حيث
قدم اطروحه ( دراسة حول استهلاك الخشب الرقائقي في الاستهلاك النهائي ) وبعد تخرجه في
عام 1985 توجه الى اعمامه للعمل معهم في صناعة الاخشاب و قام بأنشاء شركتة الخاصة
في صناعة الاثاث .
لسمعتة الكبيرة بين ابناء مدينه سوراكارتا تم انتخابه ليكون عمده المدينه في حين شكك الكثيرون
في قدرته هذا الرجل الذي يعمل كبائع للعقارات والاثاث في النجاح ولكن بعد عام من استلام
السلطة ايقن الجميع على حسن اختيارهم له بسبب قيادته لشعب مدينه سوراكارتا التي تتسم
بالعلاقات التفاعليه مع جميع ابناء المدينه و الاستماع الى شكواهم و حلها باسهل الطرق كما
قام بأعتماد طريقه تنمية المدن التي انتهجتها الكثير من الدول الاوربيه التي سافر اليها كرجل
اعمال و تطبيقها في سوراكارتا ومن الخطط التي قام بها خلال فتره حكمة لسوراكارتا
و التي استمرت 7 سنوات هي :·بناء الاسواق التقليديه الجديده منها سوق التحف وسوق الاجهزه المنزليه .
·الاهتمام بالحدائق العام وتنميتها لكونها واجهة المدينه ,كما امر بعدم قطع الاشجار على الطرق الرئيسيه .
·الاهتمام بتاريخ وثقافه مدينه سولو حيث انشأ معرض بأسم روح جافا وجعلها مركز ثقافي لجزيره جاوا.
·تعزيز المدينه بجعلها مركز للاجتماعات والمؤتمرات والمعارض في اندونيسيا .
·أنشاء برنامج تأمين الرعايه الصحيه لجميع ابناء مدينه سوراكارتا .
·الاهتمام بالتعليم والارتقاء به الى مستوى مميز.
·الاهتمام بوسائل النقل وتطويرها وادخال السيارات والمكائن الحديثه اليها .
وغيرها من الامور التي ادت الى نجاحه في قيادة مدينه سوراكارتا ومنها منع اي من افراد
عائله استلام المناقصات او تقديم العطاءات لمشاريع المدينه كل هذا و اكثر عزز من
ثقه المواطنين فيه و حبهم اليه .
وقد تولى منصب محافظ جاكرتا في سنه 2012 حيث تم انتخابه من قبل الشعب لما عرف
عنه من قوة الشخصيه و صاحب حكمه و قيادة قويه و اضافه الى التواضع الذي يحيط
بشخصيته والتي اكثر ما يفتخر و يتكلم بها الشعب الاندونيسي , فقد قام
باصلاحات كثير في العاصمه منها :- زياراته بانتظام الى المناطق الفقيرة في جاكرتا و معرفة احوالهم و مشاكلهم و هو يرتدي
الملابس العاديه و غير الرسميه و كما يقوم بالسير على الاقدام في الاسواق الشعبيه و الممرات
الضيقه في جاكرتا للاطلاع على احوال السكان فيها و حل امورهم المستعصيه كأسعار المواد
الغذائيه وغلاء السكن ومشاكل الفيضانات الموسميه في جاكرتا .
- توفير فرص العمل لجميع المواطنين و لمختلف شرائح المجتمع و الاهتمام بحملة الشهادات
للاستفاده منهم .
- انشاء برنامج تأمين الرعاية الصحيه على غرار ما فعله في سولو و في جميع المستشفيات
ومراكز الرعايه الاوليه ولجميع المواطنين في مختلف مناطق جاكرتا .
- انشاء نظام بطاقه جاكرتا الذكيه من اجل مساعده طلاب المناطق الفقيره حيث يقوم هذا
البرنامج بأعطاء بدل مالي و التي تسحب من الصرف الالي لشراء الاحتياجات المدرسيه
من الكتب والزي المدرسي الرسمي وغيرها .
- الاهتمام بالمواصلات و تطويرها كما ساهم ببناء خط جديد يعرف بالخط الاخضر
( سكة حديد ) تربط مناطق جاكرتا بعضها ببعض لتسهيل التنقل وتقليل الازدحامات .
- الاهتمام بمصادر الدخل و تنويعها مما عزز في زياده ميزانية العاصمة حيث اولى اهتمام
بالسياحه وقطاع البنوك بشكل خاص .
- العمل على تقليل الاضرار الناتجه من جراء الفيضانات حيث تم انشاء مشاريع تنقل مياه
الامطار الى خارج جاكرتا لتصب في المحيط و تم تعويض السكان الذي تضرروا من جراء
هذا المشروع بسبب كون المشروع يمر عبر اراضيهم .
وغيرها الكثير من القرارات التي اتخذها في فتره حكمة لجاكرتا عززت من شعبيتة بين
السكان المحليين بشكل خاص والاندونيسيين بشكل عام .
فاز برئاسة جمهوريه اندونيسيا قبل أيام بعد منافسه مع غريمه برابو سوبيانتو حيث حصل
على نسبة 53.15 % و تم ترشيحه من قبل الحزب الديمقراطي الاندونيسي , و من
تصريحاته امام الشعب الاندونيسيه في حملته الانتخابيه ( هنالك الحلم الامريكي و نحن لدينا
الحلم الاندونيسي في دولة مزدهره تنعم بالسلام والرفاهيه ) .
اما ما يخص حياته الشخصيه فهو متزوج ولديه ثلاث ابناء و لدية ميل الى الموسيقى الصاخبة
( الروك ) و من محبي فرقة الميتاليكا الغنائيه و حتى في حملته الانتخابيه وقف معه بعض من
المغنيين العالميين جايسون مزارو ستينغ و ايضا زادت في شعبية لدى شعب جزيرة بابوا
المحب للموسيقى الصاخبة .
هذا كل ما استطعت معرفتة عن هذا الانسان و اتمنى ان يكون على قدر المسؤوليه في قيادة
اندونيسيا فهو شعب طيب يستحق العيش بكرامه .