- الأولويات لجودة وتنويع المنتوج والتنمية المستدامة
يطمح المغرب إلى تحسين مكانته السياحية, في إفريقيا, بالانتقال من المرتبة الرابعة حاليا, بعد مصر وجنوب إفريقيا وتونس, إلى المرتبة الثالثة, في أفق 2010. وحسب تقرير اقتصادي حول إفريقيا سنة 2007, احتل المغرب المغرب المرتبة الرابعة, من ناحية استقطاب السياح الدوليين, إذ استقبل 5.8 ملايين سائح بعد مصر, التي استقبلت 8.2 ملايين سائح, وجنوب إفريقيا (7.5 ملايين), ثم تونس (6.3 ملايين).
وأفاد التقرير أن المغرب يصنف أيضا من بين الدول الإفريقية التي حققت أفضل المداخيل السياحية, إذ حقق 4.6 ملايير دولار, بعد جنوب إفريقيا ب 7.3 ملايير دولار, ومصر ب 6.8 ملايير دولار, ومتقدما على تونس, التي حققت أكثر بقليل من ملياري دولار.
ويرى مراقبون أن في إمكان المغرب الارتقاء إلى المرتبة الثانية, على مستوى الوجهات السياحية الإفريقية المفضلة, شرط رفع معدل النمو السياحي من 7 أو 8 في المائة سنويا, إلى 10 في المائة سنويا, والاهتمام أكثر بتنويع المنتوج السياحي, بقدر الاهتمام بجودة الخدمات, وكذا تنويع الأسواق, وطرح منتوجات بأسعار تنافسية, إلخ.
وكانت أرقام رسمية أوضحت أخيرا, أنه من المتوقع أن يزور المغرب 8 ملايين سائح, خلال 2008. وكان العدد انتقل من حوالي 3 ملايين في 2002 إلى 4 ملايين سنة 2004, ثم إلى 5 في السنة الموالية, وإلى 6 ملايين سنة 2006, ثم إلى حوالي 7.5 ملايين سنة 2007.
وسجلت العائدات السياحية نموا متواصلا منذ بداية تنفيذ "رؤية 2010", ومن المتوقع أن يناهز الرقم المنتظر تسجيله في العائدات برسم 2008 حوالي 60 مليار درهم, على خلفية أن سنة 2005 سجلت 40 مليار درهم, وسنة 2006 حوالي 50 مليارا, ثم 55 مليارا في السنة الماضية. وبهذا الرقم انتقلت العائدات السياحية لتصبح المورد الأول المتأتى من العملة الصعبة, بعدما كانت تحويلات المغاربة في الخارج في الصدارة, لفترة طويلة, إلى جانب مداخيل الفوسفاط والصادرات الفلاحية.
ويرى ملاحظون أنه "يتعين على المغرب الحفاظ على المكتسبات الثمينة المنجزة في نطاق خطة "رؤية 2010", والإجراءات المواكبة". ويشددون على ضرورة تركيز الجهود على عاملين اثنين على الخصوص هما تنويع المنتوج السياحي, بالاهتمام في الوقت ذاته بالسياحة الاستجمامية, والثاني بالتركيز أكثر على السياحة الترفيهية, والسياحة الثقافية, والسياحة الصحراوي.
ويرون أن المغرب في إمكانه أن يوفر للسياح قيما سياحية مضافة, أكثر ما توفره إسبانيا أو فرنسا أو تركيا, حيث تغلب خصوصية السياحة الاستجمامية على الخصوصيات الأخرى, لاسيما السياحة الترفيهية, التي يزيد الاهتمام بها من حين إلى آخر, كما تؤكد الأسواق الألمانية والبريطانية والاسكندنافية.
الأولويات لجودة وتنويع المنتوج والتنمية المستدامة
تستند المرتكزات المعتمدة في الخطة السياحية الوطنية الجديدة, المعروفة تحت عنوان "رؤية 2020", إلى نقاط القوة والضعف المستخلصة من "رؤية 2010", وبصفة خاصة في ما يتعلق بالجودة, وتنويع المنتوجات, والتركيز على التنمية المستدامة, لاسيما أن البلاد توجد في نرتبة غير مشرفة, في ما يخص السياحة المسؤولة, إذ تحتل المرتبة 67 من أصل 130 بلدا, حسب تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي, في وقت تحتل تونس المرتبة 39, وتركيا المرتبة 54, ومصر المرتبة 66.
وإن كانت "رؤية 2010", شكلت بالفعل مكسبا ثمينا بالنسبة إلى الصناعة السياحية في المغرب, إلا أنها انطوت على نقاط سلبية, تشكل دروسا مهمة بالنسبة إلى واضعي "رؤية 2020". ومن أبرز النقاط السوداء, التي يتعين تداركها وتفاديها, التركيز على عنصر الجودة, على اعتبار أن الرؤية الأصلية ركزت على الكم أكثر من الكيف.
وإلى جانب ذلك, اهتمت الخطة أيضا ببعض المناطق وبعض المنتوجات, دون أن تكون النظرة شمولية. ومن هنا, تطمح "رؤية 2020" إلى توسيع المجال, عبر طرح ما يعرف ب "امتداد المخطط الأزرق", وما يعرف ب "مناطق الاستقبال السياحي", وتوسيع "مخطط مدائن", والاهتمام بتنويع المنتوجات, من خلال عدم الاقتصار فقط على السياحة الاستجمامية, بل بإدماج السياحة الثقافية, على الخصوص.
وفي السياق ذاته, أكدت الدراسات ضرورة الأخذ في الحسبان أهمية البعد البيئي والحفاظ على استدامة الموارد الطبيعية, مع العلم أن السياحة يجب أن تكون قطاعا تنمويا, وليس قطاعا يستهلك الموارد الطبيعية من أجل جلب السياح والعملة الصعبة.
وفي إطار المحور المتعلق بإنعاش التسويق, من المقرر أن ينصب الاهتمام على الأسواق ذات الأولوية, خصوصا فرنسا وألمانيا وبريطانيا إيطاليا وإسبانيا والبنيلوكس, ومواصلة تنمية أسواق الدول الشرقية (روسيا وبولونيا), والبحث عن أسواق جديدة مثل السوق اليابانية والصينية, وتعزيز استراتيجية متعددة القنوات للتسويق, عبر موقع إلكتروني للبيع المباشر, وبوابة للمغرب من أجل تعزيز صورة الوجهة, وإعداد توجه جديد لترويج السياحة الداخلية.
تحية خالصة من القلب
سؤال :
ماادري ايش توقعكم للسياحة بالمغرب
لعام 2009م
ياليت الردود