أخواني أخواتي بينما كنت أتجول عبر صفحات مهمة بالنت , أثار انتباهي وجود هذا المقال الجد رائع , فأحببت أن أنقله لكم حرفا بحرف , لأهميته ,فعبر سطوره لكم بعض النصائح الجد مهمة,نخليكم مع المقال....
كلما تصفحت منتدى عربي خاص للأسفار الا ووجدت موضوعا يشكك في المغاربة بصفة عامة ويصف المغرب وكأنه ملهى كبير لا هوية له ولا ديانة... ويتفنن البعض في وضع نفسه في وضعية الضحية كأن يقول أن الخليجي يعامل باستفزاز ودائما ينصب عليه...
اود من خلال هذا الموضوع أن أقدم نظرة عامة عن حقائق ونصائح ستجعل من سفركم الى المملكة المغربية مغامرة تحكونها لأبنائكم وأبناء أبنائكم... هذه بعض الحقائق التي يجب معرفتها متبوعة بنصائح مفيدة للسائح الخليجي أو العربي.
+ المغرب بلد يستورد أكثر من 95% من حاجياته النفطية أي أنه لا يتوفر لا على غاز طبيعي أو بترول كما أنه يتميز بكثافة سكانية مرتفعة مصحوبة بمعدلا متدنية من نسب التشغيل ونسبة مرتفعة في معدل الأمية وهو ما يعني أنك ستصادف حتما عددا كبيرا من الطبقات الفقيرة (الفقر ليس عيبا والرسول عليه الصلاة والسلام عاش ومات فقيرا) وغرائز الشهوة الانسانية تدفع الانسان لعمل الكثير من أجل توفير لقمة العيش إن لم تكن لتفسه ستكون لابنائه أو أفراد عائلته... أنا هنا لا أحكم على شرعية ما يقوم به لأنه واقع لا بد منه... وهنا عليك أخي السائح أن تتواضع مع من تتعامل معه وتحترم مستواه الاقتصادي فإن أنت تفاخرت بما لك من كاش في محفظتك امامه أضعفته ودفعته لأن ينصب عليك ويحتقرك إن أنت تواضعت معه ببشاشة وتفهم وعدم تكبر كسبت محبته ومساعدته...
+ المغرب بلد منفتح على أكثر من ثقافة ولغة فإن أنت تجولت في الأحياء الراقية ستجد أن سكانها يستعملون الفرنسية مخلوطة ببعض العربية وهو ناتج عن الاستعمار الفرنسي حيث أن بعضهم من أصول فرنسية أو من طبقات برجوازية متأثرة بنمط العيش الاوربي.... وإن تركت الأحياء الراقية واتجهت الى الأحياء الهامشية وجدت أنهم يتحدثون العربية "المدرجة" ولكل دولة لهجتها فلا السعودية تتحدث بالفصى ولا لبنان تتحدث بالفصحى ولا مصر تتحدث بالفصحى... لكل لهجته ولو كانت للمغرب قنوات فضائية ناجحة لكانت اللهجة المغربية هي الغالبة على العالم العربي... أما ان تركت المدن وصعدت لأعالي جبال الأطلس فتصادف حتما من لا يعرف العربية وكل كلامه بالامازيغية وذلك أمر طبيعي نظرا أنها اللغة الأصلية قبل قدوم الاسلام والتاثر بالعربية لأنها لغة القرآن.... أما إن صعدت لمدن الشمال فستجد أنهم يتكلمون الدارجة الممزوجة بالاسبانية وذلك لأن أصول بعضهم اسبانية ولأن المسافة التي تفصلهم عن إسبانيا لا تتجاوز 15 كلمترا بحرا.... لذلك فنصيحتي للسائح أن يتفهم هذا الاختلاف اللغوي ويحترمه لا أن يأخذه على أنه خروج عن الاسلام ومعادات للعرب والعربية... وتذكر دائما أنك باحترام تقاليد الغير تجعل الغير يحترم تقاليدك!
+ الهندام في المغرب يختلف من منطقة لأخرى فكما يمكنك أن تصادف غير محتشمات ستجد المحجبات وستجد المنقبات ولكل حريته في اختيار ملبسه إذ لا يوجد قانون يمنع أو يفرض لباسا معينا والمغرب ومنذ القدم عرف بتعايشه مع مختلف الديانات والحضارات فتعايش مع الاسبان والبرتغاليين في القرون ال 14 حتى التاسع عشر واليهود الذين كانت نسبتهم في مدينة موكادور في بدايات القرن 20 تتجاز ال50 % لازالو ممتنون لما فعله الملك محمد الخامس حين رفض تسليم يهود المغرب للنازية وقال مقولته الشهير (لا يوجد لدينا يهود... لدينا مغاربة فقط) وحسنا فعل لأن الاسلام لم ينادي يوما بإبادة الشعوب أو حرقها ! وكل هاته العوامل خلقت نمطا منوعا في العيش واللباس والتصرف فمنهم من ينحذر من تلك الاصول والديانات ومنهم من تأثر بها عبر الزمن ولذا وجب عليك أخي السائح أن تحترم هذه العادات ولا تعتبر كل من خرجت برأس مكشوف فهي لا تمث للأخلاق بصلة وتشكل خطرا عليك وعلى عائلتك !! ورغم هذا وذاك يبقى المغرب منارة الاسلام الشامخة الذي لا يجوز اهانته ونكران الاسلام عنه وهو البلد الذي تم على سواحله نشر الاسلام في إسبانيا وهو بلد بن تاشفين الذي أرجع ملوك الطوائف الاندلسية الى دولهم بعد أن طردهم الاسبان... وهو بلاد القرويين والموحدين والمرابطين وهو البلد الذي وضع ثقته ومنذ 340 عاما حتى أيامنا هذه في أسرة ميزتها أنها تنتسب لعلي كرم الله وجهه وفاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو دليل على تعلق هذا الشعب بكل ما له علاقة بالرسول الطاهر صلوات الله عليه وسلم.
+ موضفو مطار محمد الخامس والشرطة أي نعم متعجرفون واستغلاليون ولكن ليس مع الخليج وحدهم فذلك ينطبق على المغاربة (اسألو محنة مغاربة المهجر حين عودتهم للمغرب) وينطبق كذلك على كل سائح غير حازم وصارم معهم... فنصيحتي إذن هي الاتزان وعدم ترك الفرصة لهم لاستفزازكم وأؤكد أن الصرامة والحزم ومعرفة ما لك وماعليك ستجعل الشرطي أو الموظف يجبر على احترامك أما إذا قابلته بالتكبر و الفكاهة والامسؤولية ستعرض نفسك لان تكون ضحيته في التحقير والاستفزاز....
+ سائقو التاكسي أيضا مثلهم مثل موظفي المطار فهم يعرفون ضحاياهم من خلال تصرفاتهم .. فإن أنت تصرفت بتصرف غير طبيعي ومتكبر وغير مسؤول ستجني ثمن تصرفك بنصب واحتيال أما إن تصرفت بعقلانية واتزان وصرامة فستمر رحلة التاكسي كأي رحلة في أي مكان في العالم.. وتذكر هذه النصائح جيدا إذا استقليت سيارة أجرة صغيرة (تاكسي صغير)... أولا احفظ رقم التاكسي الذي ستستقله في حالة ما إذا احتجت له إن تمت سرقتك والاعتداء عليك فهذا الرقم هو من سيعرف المعتدي والرقم يكون فوق التاكسي أو الزجاجة الخلفية له... افرض عليه تشغيل العداد وإن رفض السائق بداعي قصر المسافة فاعرض عليه7 دراهم وهو أقل تعرفة للتاكسيات وإن رفض غير التاكسي بكل بساطة... حين يشغل العداد تأكد أن العداد يشير الى 1.40 درهم وهو رقم بداية الرحلة (يمكن أن يكون 2 دراهم في بعض المدن مع الارتفاعات الاخيرة في أسعار البنزين) أما غير ذلك فهو زيادة غير مبررة من السائق واطلب منه فورة اعادة تشغيل العداد أمامك لارجاعه الى الرقم الادنى للرحلة وهو درهم1.40 .... تنبيه آخر وهو أنه قد يضيف عليك السائق 50% من ثمن الرحلة وهي زيادة تكون طبيعية بعد الثامنة مساءا في فصل الشتاء وبعد التاسعة مساءا في فصل الصيف (الخدمة الليلية) وفي غير هذه الاوقات فالزيادة غير قانونية!مهما كانت الاعذار... حاول أن توقف التاكسي عند نهاية الرحلة في مكان عام مليئ بالمارة وليس في أزقة فارغة من الحركة... ويمكنك تكملة الامتار المتبقية على الأقدام....
+ إذا نزلت بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء بدون مستقبل فلا تذهب بتاتا الى التاكسيات الكبار (مرسيديس) لأن أثمانهم مرتفعة جدا والرحلة معهم غير آمنة من المخاطر لذا فالنصيحة التي يجب أن تتبعها دون غيرها هي الهبوط مباشرة من المطار الى محطة القطار (المحطة مرتبطة بالمطار حتى أنك يمكنك استعمال عربات حمل الامتعة الخاصة بالمطار وتركها في محطة القطار) القطار الذي سيوصلك الى وسط الدار البيضاء بثمن أقل عشر مرات مما قد يقترحه عليك سائق تاكسي أي ثمن التذكرة هو 40 درهم بدل 300 أو 400 سيطلبها صاحب التاكسي إضافة لذلك فالقطار نظيف ومكيف وآمن... ويوصلك لكل محطات الدار البيضاء التي بدورها يمكنها أن تحولك دائما عبر القطار الى أهم مدن المغرب كالرباط وطنجة ومراكش وفاس ومكناس..
في الأخير لا باس من بعض المطالعة قبل أخذ الرحال الى المغرب فلا بأس من حفظ خرائط المدن المقصودة وهي خرائط متوفرة في عدة مواقع وكتب سياحة وطائرات... لماذا السائح الاوربي يحتضن دائما كتابا مليئا بالعناوين والخرائط في حين أن أغلب (وأركز هنا على كلمة أغلب ولا أقول كلمة كل) السياح العرب يحتضنون محافظهم المليئة بالنقود التي تعرضهم للورطات أكثر منها للمساعدة وقضاء وقت ممتع.. عليكم إخواني السياح بالمطالعة والمعلومات فهي مفتاحكم لتسهيل سفركم.
ولا تنسو أن المغرب هو البلد الذي ستجدون فيه حرارة الصحراء ورمالها وبرودة الجبال وثلوجها وغابات الاطلس وأشجارها وشواطئ ذهبية بأسماكها وشلالات خلابة بسحرها وحفاوة استقبال بشاياتها... وفنادق ورياضات (دور صيافة تقليدية) وحدائق وملاهي وأسواق و,,, و,,, ولاأبالغ أن المغرب ربما هو البلد الوحيد في العالم الذي ستجد فيه هذه الاجواء والعادات المتنوعة...دمتم بألف ود....
كحووله