- مرحبا
- قررنا اليوم انا وزوجتي نروح لكهف الجليد.. وياليتنا مارحنا!!
مرحبا
بدون مقدمات بالموضوع .. انا من اشد الناس متابعين لمواضيعك يارجل شرقي لأنها متميزه ومفصله تفصيل دقيق وتختصر على الواحد اسئلة كثيره .. والله يجزاك الف خير على هالمجهود الجبار اللي يستفيدون منه الآلاف من إخواننا الخليجيين .. وما يجيك بإذن الله إلا الدعاء الصالح منهم..
لكن ماحصل معي اليوم انا وزوجتي كان فوق الإحتمال!!
أنا طبعت ملف الوورد إللي حطيته بالموقع وفعلا جهد تشكر عليه .. ومن ضمن الأماكن السياحيه اللي توصي بزيارتها ، كهف الجليد..
قررنا اليوم انا وزوجتي نروح لكهف الجليد.. وياليتنا مارحنا!!
وقفنا سيارتنا بالمواقف ونزلنا نمشي متوجهين للتلفريك ، إنصدمنا بالطريق المؤدي له ، لأنه طريق ترابي ضيق مرتفع ، وعشان توصل لمنطقة التلفريك لازم تقطع مسافة 850 متر طلوع ..
المهم بعد ما عانينا الويلات من هذا الطريق الاسود وبعد 45 دقيقة مشي تخللها دوختين لزوجتي الحامل في شهورها الاولى !! بعد ان وصلنا لمنطقة التلفريك تاملنا خير وإرتفعت المعنويات قليلا بعد أن إسترحنا وشربنا الماء بعد سباق المارثون..
إنصدمنا للمرة الثانية بعد نزولنا من التلفريك متوجهين للمغارة .. صادفتنا إحدى السيدات الخليجيات ونحن في اول طريق الطلوع ، وقالت لنا (الله يعينكم من درب المعاناة الجاي) .. وفعلا فقد كان درب معاناة بحق وحقيقي .. فقد قمنا بالسير (طلوعا) لمسافة 650 متر تقريبا تخللها ايضا بعض الدوخات لزوجتي المسكينه .. وكنت ارى نظرات الشفقه علينا في عيون من هم في طريق النزول .. وبعد هذه المعاناة التي عانيناها نحن وغيرنا من اخواننا الخليجيين ، وصلنا الى المغارة المشئومه بعد نصف ساعة سير .. ولله الحمد مازالت المعنويات محافظة على مستواها ، على امل ان تمسح المغارة عند دخولنا لها كل تعب وجهد ، وتبرد على اجسامنا ماعانيناه من لهيب الشمس الحارقة..
ولكن تحطمت كل آمالنا بعد دخولنا المغارة!!! سواد * سواد .. لم نستطيع رؤية اي شي .. فقط ظلام دامس لاسيما بعض الضوء الخافت الذي يصدر من مصابيح يحملها بعض المحظوظين الذين وقع الإختيار عليهم من طاقم المرشدين العاملين بالمغارة!!
تحاملنا على انفسنا وتوهمنا باننا نستطيع ان نرى بياض الثلج من خلال حمى الرؤية الليليه التي تصيب من هم بحاجة الى الرؤية بالظلام وتمييز الاشياء ..
ومن ثم بدأ سيناريو التعذيب.. قمنا بصعود المئات من درجات السلالم داخل المغاره .. وللعلم لايوجد طريق مستقيم مريح يستطيع ان يتمشى عليه الشخص.. بل لايوجد غير سلالم تتبعها سلالم لاتنتهي.. ومن ثم قررنا الخروج من مغارة الاشباح .. وفوجئنا بمجموعة من الاخوان الخليجيين قرروا الخروج من هذه المغارة وهم في قمة التذمر ، ناهيك عن بكاء الاطفال ، والتذمر المستمر من الابناء بعد ان اعياهم التعب..
وفي طريق العودة كان له ايضا نصيب من التعب.. لم تعد القدرة على التحكم بالاقدام بالامر السهل وهذا ماصعب مهمة النزول بعد ان كنا نعتقد عكس ذلك..
وصلنا الى منطقة التلفريك واضطرننا للوقوف على الاقدام المتورمه 15 دقيقة قبل ان يعطف علينا الشخص المسؤول ويسمح لنا بركوب العربة ، ناهيك عن التزاحم الشديد داخل العربة التي لايوجد بها سوى مقعدين فازوا بها شخصين..
واخيرا وصلنا لسيارتنا وعند تحركنا وجدنا سيدة مع ابنتها عطفنا عليهم من شدة التعب الذي كان واضحا على وجوههم وعرضنا عليهم توصيلهم لسيارتهم ، فقالت السيدة (والله البنت خاصرتها تعورها) ولكن اعتذرت بلطف واكملنا المسير الى الفندق حيث لم تكن لنا القدرة لعمل اي شي سوى الراحة على السرير ، وضياع يوم سدى..
هذا ماكان في الخاطر .. أتمنى أن يتسع صدرك وصدوركم لما كتبت .. والله يرعاكم..
تحياتي