- (الجزيرة نت)
--------------------------------------------------------------------------------
ظهر مؤخرا في سويسرا مرض اللسان الأزرق الذي يصيب الماشية، ورغم أنه لا يشكل خطورة على حياة الإنسان إلا أنه يسبب صعوبات اقتصادية، خصوصا في القطاعات الإنتاجية التي تعتمد على لحوم الماشية، وذلك في ظل انعدام علاج للحيوانات المصابة، أو مصل لحماية السليمة.
وقد أعلنت الإدارة الفدرالية البيطرية مساء الأحد عن ظهور أولى حالات الإصابة بمرض اللسان الأزرق في إحدى حظائر الماشية بالقرب من مدينة بازل شمالي سويسرا، وتأكدت إصابة سبعة رؤوس من الأبقار من بين 19 هي عدد الحيوانات في المزرعة.
وفرضت السلطات البيطرية السويسرية طوقا في دائرة محيطها عشرون كيلومترا حول المنطقة التي ظهر فيها الوباء لمراقبة الحيوانات المجترة فيه.
وقالت المتحدثة الإعلامية باسم الإدارة كاتي ماريت إن وصول المرض إلى سويسرا كان متوقعا بعد أن تفشى بشكل واضح في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا والدانمارك وهولندا وبريطانيا، حيث بلغ عدد رؤوس الماشية النافقة هذا العام حوالي 32 ألفا وسبعمئة رأس.
وأضافت ماريت في حديث للجزيرة نت أن الإصابة بالمرض تؤدي إلى إجهاض إناث الماشية.
من جهتها طلبت السلطات السويسرية من المزارعين عدم إبقاء الحيوانات خارج الحظيرة لفترات طويلة خصوصا قبل الغروب، وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة لمكافحة الذباب والبعوض في المزارع الحيوانية، واتخاذ ما يمكن تطبيقه من إجراءات الوقاية المناسبة، وذلك بغية التقليل من الخسائر المتوقعة.
ورغم أن الفيروس المسبب للمرض لا ينتقل من حيوان لآخر وإنما بواسطة حشرة من نوع Gattung Culicoides، إلا أن المخاوف من انتشاره بشكل وبائي يقلق الخبراء، لا سيما وأن أغلب الدول التي ظهرت فيها إصابات تعتمد على ثروتها الحيوانية بشكل أساسي في الصناعات الغذائية.
ويشكل ذلك تهديدا اقتصاديا كبيرا، بالإضافة للمشكلات البيئية الناجمة عن نفوق عدد كبير من الحيوانات، والصعوبات التي تواجه مُصدري الحيوانات، بسبب الحظر المفروض على نقلها من المناطق الموبوءة.
أمصال العلاج والوقاية
بقع زرقاء تظهر على لسان الحيوان المصاب
(الجزيرة نت)
وتقول ماريت إن عدم وجود أمصال للوقاية من المرض، يجعل حماية الحيوانات أمرا عسيرا للغاية، بسبب صعوبة التغلب على تلك البعوضة.
وترجح المتحدثة الإعلامية أن يكون ارتفاع درجات الحرارة المتواصل في السنوات الماضية هو السبب وراء وصول هذا النوع من البعوض إلى أوروبا، وبقائه في أجوائها لفترات طويلة، نظرا لما تهيئه الحرارة المناسبة من بيئة ملائمة للتكاثر.
ويأمل الخبراء البيطريون السويسريون بحدوث انخفاض في درجات الحرارة ليساعد على التقليل من نشاط البعوض، مما يقلل احتمالات انتشار المرض، لكن هذا يتطلب هبوط درجات الحرارة إلى أقل من عشر درجات لأيام متواصلة.
ورغم ثقة الخبراء بأن المرض لا يشكل أية خطورة على الإنسان، إلا أن المشكلة تبقى في التعامل مع الحيوانات المصابة، فنسبة نفوق الحيوانات المصابة قد تصل إلى 30%، في حين تتعافى النسبة الباقية.
ولم يتمكن العلماء حتى اليوم من الوصول إلى مصل يقي من الإصابة، لكن بعد ظهور المرض في القارة الأوروبية منذ منتصف العام 2006، بدأت شركات الأدوية في البحث عن مصل واق، والذي يحتمل أن يظهر في الأسواق منتصف العام المقبل.
المصدر: الجزيرة
اللهم احفظ المسلمين والمسلمات في كل مكان
امين