إن السمة الحضارية المميزة لإنسان وادي النيل والتي اكتسبها خلال قرون من الاستقرار والكدح والتي أفرزت الكثير من الثوابت التي ما زال يفتخر بها السودان من منشآت ومعابد واهرامات وتطور ينقل الإنسان من عصر لآخر حتى قيام الممالك المسيحية والتي توجد لها آثار حول مدينة القطينة من الجهة الجنوبية وقد تم العثور على مشغولات ذهبية وثراثيات تثبت ان منطقة القطينة كانت مركزاً هاماً في الدولة المسيحية، ثم تبعها في سُلم التطور الفتح الإسلامي الذي تم بصورة تؤكد أن الدعاة الأوائل وجدوا ان الأرض أمامهم ممهدة مما جعل دخول الإسلام في السودان يأخذ شكلاً فريداً ومغايراً لغيره من المناطق الأخرى في العالم من كل هذا الإرث وهذا الاستقرار حمل الوافد الجديد مشاعل النور والحضارة وبدأ يخطط لنفسه سبيلاً ينير به الطرق له ولغيره.
تقع القطينة جنوب الخرطوم العاصمة بمسافة مائة كيلو متر ويربط المدينتين طريق بري معبد شرق النيل واخر غرب النيل يربطه جسر بالشرق عن طريق (خزان جبل الاولياء)..تأسست القطينة قبل التركية السابقة أو قبل بدايتها وكانت الأسر تعدي بالمراكب الشراعية وعندما تستقر ترسل لأهلها وأقربائها وتعطيهم فكرة بجمال المنطقة وتحثهم على الهجرة وتعرفهم بان خيرات هذه المنطقة كثيرة
وفد الناس إلى القطينة ومعهم المقومات الأساسية للحضارة وهي القرآن الكريم والعلوم الإسلامية وأنواع مختلفة من وسائل الري وهي الساقية والشادوف وزراعة الجُزر. حازوا على الأرض وأسسوا الخلاوي وأوقدوا نار القرآن وعمروا الأرض بزراعة الأرض التي على النيل بالري الدائم وبالري الموسمي وبعيداً عن النيل (الضهاري) وادخلوا أنواع مختلفة من المحاصيل. القبائل التي وفدت وتكونت منها بالتركيبة السكانية مع القبائل التي كانت تسكن هذه المنطقة هي قبائل المسلمية والحسانية والحسنات ومن القبائل الكبيرة التي نزحت من شمال السودان الى القطينة قبيلة (العبابدة ) ويوجدحي كامل لهم شرق المدينة يسمى (الشرفة) كمايوجد حي اخر لهم يسمى (حلة ورا) وهوحي قريب من ضفة النيل الابيض الشرقية..
قبائل الجعليين وبفروعهم المختلفة سكنوا جنوب القطينة (الأبيضات والفراحسين والقريداب) والأخيرين كان موطنهم في منطقة دنقلاً وجدهم المّكني بقريد، وعند تُزوجهم سكن البعض منهم قوز المطرق وآخرون منطقة رفاعة والبقية نزحوا للقطينة. أما الشايقية الذين نزحو من نورى فقد استقروا مع الجعليين. أما قبائل الدناقلة والمحس فمن سوري نزح سور، والجبركت من بدين والفونج من قشابي والبديرية من الدبه، والخنادقة من خندق بشير، والاكداب من أكد فجميعهم استقروا شمال القطينة. عندما نزح هل القطينة كما ذكرنا آنفاً التي يقطنها عدة قبائل وبمرور الوقت تمَّ تبادل المنافع بينهم، وتطور هذا التبادل من التجارة إلى المصاهرة.
تتميز القطينة وهي محلية كبيرة من محليات ولاية النيل الابيض بطول شاطئ النيل الابيض الذي يعد مأوى طبيعيا لاقامة الرحلات العائلية فالشاطئ عندها يتميز برماله البيضاء الناعمة وضحالة النيل مما يجعله مكانة خصبا لممارسة السباحة للهواة كما يشكل ملعبا كبيرا للعب كرة الشواطئ... يوجد بمدينة القطينة منتجع كبير قرب الشاطئ وكذلك منتجع اخر بقرية( ودبلال) شمال المدينة ... ان الزائر لهذه الامكنة لا شك سيستمتع بالنسيم العليل والشمس الدافئة... والماء النقي للنيل الابيض الذي يخلو من اي ملوثات كما ان ماءه صافي لقلة الطمى به ولبطء اندفاع التيار... لذلك تجد كثيرا من الرواد في فترات الاجازة ينشئون مخيمات خلوية محازية للشاطئ للاستمتاع بالهدؤ بعيدا عن ضجيج المدن ... فانت عندما تكون في القطينة تشعر وكأنك خارج العالم بكوارثه وتوتراته.
لمشاهدة الصور اضغط على الرابط التالي:
https://artravelers.com