أكدت دراسة اعدتها الغرفة التجارية الصناعية بمحافظة جدة ان القطاع الخاص قطع شوطاً كبيراً نسبياً في مجال الاستثمار السياحي بالسعودية عن طريق المبادرات الاستثمارية العديدة والمتنوعة التي قام بها خصوصاً خلال العقدين الأخيرين في مجال إقامة المشاريع السياحية وتطوير صناعة السياحة بمدينة جدة وذلك من أجل جعل هذه المنطقة الحيوية من السعودية منطقة جذب سياحي من الدرجة الأولى سواء على المستوى الداخلي أو على مستوى منطقة الشرق الأوسط .
واشارت الدراسة التي سيقدمها لمنتدى ابها للإستثمار الذي سيبدأ أعماله اليوم الاثنين في أبها مدير الشؤون العامة وممثل الغرفة بجدة احمد زواوي بنجر الى ان التوجهات العامة للدولة تهدف الى تحفيز نمو السياحة الوطنية كقطاع واعد ومنتج من الناحية الاقتصادية وذلك من خلال تهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التنمية المستديمة وتحفيز الدعم المؤسسي لصناعة السياحة والنشاطات المساندة لها على مستوى كل منطقة من مناطق الجذب السياحي انطلاقاً من القيم الإسلامية للسعودية وأصالة تراثها وضيافتها التقليدية .
وأكدت الدراسة حرصها على دعم القطاع السياحي في مسيرته الهادفة إلى تنمية وتطوير النشاط السياحي بجدة والعمل على إعطائه الاهتمام الخاص الذي يمكنه من الاضطلاع بدور ريادي وفعال في إيجاد صناعة سياحية تشكل قيمة مضافة عالية في عملية التنويع الاقتصادي وزيادة فرص العمل للمواطنين .
وأفادت الدراسة ان مدينة جدة تتميز بمجموعة هامة من المقومات التي يمكن أن تجعل منها واحدة من مناطق الجذب السياحي والاستثماري في منطقة الشرق الأوسط لما تتميز به من مناخ معتدل شتاءً وفي معظم فصلي الربيع والخريف أما فصل الصيف فيغلب عليه ارتفاع الحرارة وكذلك موقعها الفريد وسهولة الوصول إليها براً وجواً وبحراً واتساع الواجهة البحرية بطول أكثر من 240 كيلو متراً الى جانب ارتفاع معدل النمو العمراني وكثرة الوافدين إلى جدة خاصة الحجاج والمعتمرين وكذلك تميزها بوجود ميناء جدة الإسلامي الذي يعتبر الميناء التجاري الأول بالسعودية لاستيعابه أكثر من 55بالمئة من إجمالي التجارة الاستيرادية للمملكة ومطار الملك عبد العزيز الدولي المجهز لخدمة 15 مليون راكب سنوياً ووجود مدينة صناعية كبيرة تضم أكثر من 600 مصنع .
ولفتت الدراسة الى ان من اهم ما تميزت به تجربة جدة في مجال الاستثمارات السياحية هو ثرائها بوجود مجموعة هامة من المبادرين من رجال الأعمال الذين كان لهم تأثيرهم الكبير على حركة الاستثمار السياحي بمدينة جدة سواءً من ناحية عدد المشاريع السياحية التي تم إقامتها أو من ناحية حجم هذه المشاريع وكذلك من ناحية تنوع الأنشطة والخدمات السياحية والترفيهية التي توفرها لزوارها من السياح الداخليين والخارجيين ومن بين هذه المبادرات المتميزة تبرز تجربة مجموعة دلة البركة التي استثمرت حوالي 3000 مليون ريال في إنشاء منتجع درة العروس وتجربة مجموعة فقيه للمشروعات السياحية التي استثمرت أكثر من 500 مليون ريال في إنشاء عدة منتجعات وقرى سياحية الى جانب الكثير من المشروعات السياحية والترفيهية الأخرى .
وبينت الدراسة أن عدد الفنادق القائمة بجدة بلغ مع نهاية عام 2004م نحو 80 فندقاً أي ما يمثل 17 في المائة من إجمالي الفنادق القائمة بمنطقة مكة المكرمة و10 في المائة من إجمالي الفنادق الموجودة بالسعودية وعدد الغرف الفندقية بلغ خلال نفس العام 9600 غرفة أي ما يمثل نحو 18 في المائة من إجمالي الغرف الفندقية القائمة في المنطقة العربية و 12 في المائة من الغرف الفندقية القائمة بالسعودية.
فيما بلغ عدد المراكز العاملة بمدينة جدة في مشاريع الشقق المفروشة بلغت مع نهاية عام 2004م نحو 105 مراكز للشقق المفروشة أي ما يمثل نحو 11 في المائة من إجمالي عدد مراكز الشقق المفروشة القائمة في منطقة مكة المكرمة وحوالي 3 ر 4 في المائة من إجمالي مراكز الشقق المفروشة القائمة بالسعودية وأن عدد الوحدات السكنية في هذه الشقق المفروشة قد بلغ خلال نفس العام 2755 وحدة سكنية أي ما يمثل أكثر من 13 في المائة من إجمالي الوحدات السكنية للشقق المفروشة القائمة بمنطقة مكة المكرمة و1 ر 5 في المائة من إجمالي الوحدات السكنية للشقق المفروشة القائمة بالسعودية.
واشارت الدراسة الى ان الاستثمار في مجال السفر والسياحة يعتبر من اهم المجالات الاستثمارية التي تتميز بأهميتها بالنسبة للقطاع الخاص بمدينة جدة ويمكن ملاحظة ذلك من ناحية الأهمية التي تمثلها مدينة جدة في مجال إقامة الشركات ووكالات السفر والسياحة ويشكل أكبر من ناحية إقامة وكالات السفر المخصصة للعمرة .
وبينت الدراسة ان أن عدد وكالات السفر والسياحة في جدة بلغت 131 وكالة أي ما يمثل نحو 34 في المائة من إجمالي وكالات السفر والسياحة القائمة في منطقة مكة المكرمة و 12 في المائة من إجمالي السعودية .
وبينت الدراسة أن الاستثمار في مجال الخدمات الصحية يمثل واحداً من أهم مجالات الخدمات السياحية المساندة للنشاط السياحي بمدينة جدة حيث تسهم المشاريع القائمة في هذا المجال في تنشيط سياحة الاستشفاء وفي إكسابها المزيد من الجاذبية السياحية سواءً بالنسبة للسياح الداخليين أو بالنسبة للسياح الخارجيين وبخاصة السياح القادمين من منطقة الخليج .