1. القرعة "مشروعة"


2. تخفيض التكاليف


3. الشيخ عبد الباري الزمزمي


4. السكن بعيدا عن الحرم


5. بعثة رسمية

فوجئ آلاف المواطنين المغاربة الراغبين في أداء فريضة الحج هذا العام بإقرار وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية للمرة الأولى نظام "القرعة" لاختيار حجاج بيت الله الحرام.
وأرجعت الوزارة هذا النظام إلى تزايد الإقبال على أداء الحج بما يفوق الحصة التي حددتها السلطات السعودية للبعثة المغربية بموجب قرارات منظمة المؤتمر الإسلامي.
وقال مصدر من الدائرة المُشرفة على الحج بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية لإسلام أون لاين.نت اليوم الأربعاء: "اضطرت الوزارة لاتباع هذا النظام الجديد (القرعة) بعد أن أصبح الطلب على الحج أكبر بكثير من الحصة التي حددتها السلطات السعودية للمغرب والمقدرة ب32 ألف حاج".
وأوضح المصدر نفسه أن وزارة الأوقاف لم تقدم على نظام القرعة إلا بعد أن صدرت فتوى من "المجلس الأعلى للإفتاء" أعلى هيئة إفتاء في الدولة تبيح قرعة الحج.

القرعة "مشروعة"

وعن مشروعية نظام القرعة المنتشر في العديد من الدول العربية، يقول العالم المغربي الشيخ عبد الباري الزمزمي: "نظام القرعة لتحديد المقبولين للاستجابة لنداء إبراهيم عليه السلام هو نظام مشروع، ومنسجم تماما مع تعاليم الدين الإسلامي، فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجرى القرعة بين زوجاته لتحديد أيهن سترافقه خلال غزواته".
وأضاف الزمزمي لإسلام أون لاين.نت: "الطلب على الحج أصبح في الوقت الحاضر يتجاوز بكثير النسبة المخصصة للمغرب من قبل السلطات السعودية، وهذه ظاهرة صحية في حد ذاتها إلا أنها تفرض على المسئولين اللجوء إلى القرعة للعدل بين الناس".
وأكد الشيخ على ضرورة أن يوفر المسئولون كافة الشروط المادية والموضوعية لإنجاح هذا النظام وجعله يسير بشفافية.
غير أن قسما غير قليل من المغاربة استقبل قرار الحج بالقرعة بشيء من التذمر.
وقال الكاتب والإعلامي محمد أبو سيف لإسلام أون لاين.نت: "إن الحديث الدائر بين المواطنين عن هذا النظام الحديث هو الاستياء والخوف من أن يستغل بعض رجال السلطة المحلية القرعة لإنجاح مقربين منهم على حساب آخرين وهم يطالبون بالنزاهة والشفافية في تطبيق هذا النظام".

تخفيض التكاليف

الشيخ عبد الباري الزمزمي

من جهته، دعا حزب العدالة والتنمية المغربية الحكومة إلى تخفيض تكاليف الحج وتبسيط إجراءاته عبر فتح مجال المنافسة أمام شركات الطيران وهو ما سيؤدي بالضرورة لتخفيض تكاليف الحج، كما حدث في مجال المنافسة في مجال الرحلات العادية بين المغرب وأوروبا، التي أدت إلى انخفاض كبير في تكاليف السفر حيث وصلت التذكرة أحيانا بين المغرب ولندن أو باريس إلى أقل من 50 يورو.
وقالت البرلمانية بسيمة حقاوي عن العدالة والتنمية إن وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية تفرض على المغاربة التنقل إلى الحج بتكلفة مرتفعة هي الأعلى من نوعها في مجال الرحلات الجوية في المغرب.
ويبلغ السعر التقريبي لتذكرة الذهاب والإياب للمملكة العربية السعودية حوالي 10 آلاف درهم (أكثر من 1000 دولار)، وهو مبلغ كبير مقارنة بالأسعار التي بدأ العمل بها في مجال الطيران بعد بدء المنافسة بين شركات الطيران الجوي.
ويعتبر مبلغ 1000 دولار كبيرا بالنسبة لمستوى الدخل في المغرب، ونسبة الفقر المطلق الذي يمس أكثر من خمسة ملايين من السكان، إضافة إلى أن الحد الأدنى للأجور في البلاد لا يتجاوز 200 دولار شهريا.
وتقول وزارة الأوقاف المغربية إنها حاولت العمل من أجل عدم الرفع من أسعار تذاكر السفر، وإن فتح مجال المنافسة أمام شركات الملاحة الجوية يعتبر "مغامرة غير مضمونة العواقب".
غير أن مسئولا في وكالة أسفار مغربية -فضل عدم كشف عن اسمه- قال إن هناك رغبة متبادلة بين وزارة الأوقاف وشركة الخطوط الجوية المغربية في إبقاء أسعار التذاكر كما هي عليه حاليا؛ لأنها توفر لهذه الشركة قدرا كبيرا من الربح.

السكن بعيدا عن الحرم

وتحدث أبو سيف عن مشكلة أخرى تؤثر على فرحة الحجاج بأداء هذه الفريضة وهي سكنهم بعيدا عن الحرم المكي، وقال: "اتضح هذا العام أن مئات من الحجاج سيقيمون بمنطقة العزيزية في عمارات تبعد عن الحرم المكي نحو 8 كم".
وعكست وسائل إعلام مغربية استياء الحجاج من حجز المسئولين لعمارات سكنية بعيدة عن الحرم المكي؛ مما يؤثر بالسلب على أدائهم المناسك، خاصة أن الطريق من منطقة العزيزية إلى الحرم المكي يكون عادة ممتلئا عن آخره بالحجاج ووسائل النقل الأمر الذي يتعذر معه الانتقال عبر الحافلة.
مصدر بوزارة الأوقاف أوضح لإسلام أون لاين.نت أن السلطات المغربية المختصة استطاعت تأجير 25 عمارة "مناسبة" تضم 17 ألف سرير وذلك في محيط لا يتجاوز مسافته ال900 متر.
أما عن العمارات التي استأجرتها الوزارة في منطقة العزيزية فأوضح المصدر أن ذلك "كان اضطراريا، وقد تم تخصيص حافلات تكون رهن إشارة الحجيج على مدى أربع وعشرين ساعة"، وأشار إلى ميزة نسبية في حي العزيزية، وهو قربه من مكان رمي الجمرات.
ويتخوف عدد من الحجاج أيضا من أن تتكرر سيناريوهات خاطئة سابقة خلال موسم الحج، والتي تتجسد بالدرجة الأولى في عدم قيام بعض المسئولين في البعثة المغربية لخدمة الحجاج بمهمتهم على أحسن وجه.

بعثة رسمية

وفي مسعى لتجاوز كافة الأخطاء التي ظهرت في مواسم الحج السابقة، أعلنت وزارة الأوقاف أنها قررت إيفاد بعثة إدارية تتكون من 93 شخصا وأخرى علمية تضم 33 مرشدا دينيا، إلى جانب 153 شخصا بينهم 65 طبيبا و153 إماما من بينهم مرشدات دينيات من الفوج الأول الذي تخرج من الوزارة هذا العام.
وتتلخص مهمة هذه البعثة في تسهيل مهمة الحج على المواطنين المغاربة، ومراقبتهم صحيا وإرشادهم من الناحية الفقهية في المشاكل التي قد تعترضهم.
وانطلقت رحلات الحج المغربية في الرابع من الشهر الجاري، وستنتهي يوم 24 من الشهر نفسه.
وبحسب مراسل إسلام أون لاين.نت سيكون "الوفد الرسمي" آخر المغادرين، ويضم عادةً كبار ضباط الجيش والوزراء والموظفين السامين الذين يتقدمون بين يدي الملك قبل السفر إلى الديار المقدسة.
الخبر منقول من موقع (اسلام اون لاين)
تم التعديل في المشاركة
المشرف النظرة الثاقبة