- مجموعة الغوري أبرز معالم شارع المعز
القاهرة تتحول لمتحف إسلامي مفتوح بتدشين شارع المعز
مجلس الآثار نفذ المشروع بالتعاون مع أجهزة المحليات والمحافظة ووزارة الإسكان
مجموعة الغوري أبرز معالم شارع المعز
أعلنت وزارة الثقافة المصرية أول من أمس أنها انتهت من إنجاز مشروع إعادة تأهيل شارع المعز وفي انتظار تدشينه نهاية الشهر الجاري لتتحول منطقة القاهرة التاريخية إلى متحف إسلامي عالمي مفتوح.
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى المصري للآثار الدكتور زاهي حواس أن المجلس نفذ المشروع بالتعاون مع أجهزة المحليات ومحافظة القاهرة ووزارة الإسكان لتحويل شارع المعز في منطقة القاهرة التاريخية إلى متحف مفتوح للآثار الإسلامية، بحيث يصبح مزارا للمشاة فقط ويحظر فيه مرور العربات لما يضمه من آثار تاريخية ترجع إلى العصور الإسلامية المتعاقبة. يأتي ذلك لأهمية الشارع حيث يعد من أقدم الشوارع التاريخية في العالم، ويصل تاريخه إلى ألف عام تقريبا عندما أسسه الخليفة الفاطمي المعز لدين الله الذي أرسل قائده «جوهر الصقلي» إلى مصر في عام 358 هجرية 969 ميلادية، حيث أصبحت مصر تحت الحكم الفاطمي حتى عام 567 هجرية، وظل على مدى عشرات السنين يتعرض لمخاطر عدة من حيث التعديات والأضرار التي نجمت عن زلزال 1992 وتأثرت به مجموعة من الآثار الإسلامية بالشارع.
وشهدت الآثار الإسلامية الكائنة على جانبي الشارع على مدى السنوات العشر الماضية ترميمات واسعة شملت ترميم 212 أثرا ولم يتبق منها سوى أثر واحد وهو تكية «أبو الدهب» الذي يقع على رأس شارع المعز من ناحية جامع الأزهر.
ويضم الشارع سبيل محمد علي الذي يعد أكبر المشروعات الأثرية الذي تقرر تحويله إلى متحف للنسيج، يظهر مراحل تطوره عبر العصور المختلفة. وتضافرت عملية تحويل شارع المعز إلى متحف مع ترميم 150 أثرا إسلاميا في إطار مشروع القاهرة التاريخية الذي بدأ العمل فيه منذ عام 1997.
يذكر أن تخطيط القائد الفاطمي جوهر الصقلي للقاهرة قد اعتمد على شارع رئيسي يمتد من باب الفتوح شمالاً وحتى باب زويلة جنوباً متوسطاً جبل المقطم شرقاً والخليج المصري غرباً واللذين اتخذا كحدود طبيعية للقاهرة، ولم يكن غريباً أن يلخص هذا الشارع قصة القاهرة بأكملها منذ الإنشاء الأول وحتى الآن،ولتتجسد فيه جميع مظاهر الحضارة الإسلامية في كل عصورها ابتداء من العصر الفاطمي وحتى مطلع العصر الحديث مروراً بالعصور الأيوبية والمملوكية البحرية والجركسية والعثمانية، مع ملاحظة أن انتقال مقر الحكم ومركز الثقل السياسي إلى القلعة ومن بعدها إلى القاهرة الحديثة لم يؤثر كثيراً على قيمة الشارع الحضارية والدينية والفنية والاقتصادية.
وأطلق المؤرخون عليه اسم الشارع الأعظم والقصبة الكبرى، لما تميز به من منشآت ومظاهر الحياة على مر العصور وما خلفته العصور الإسلامية فيه من عمائر ومنشآت وحارات ودروب وفنون وصناعات تجعل منه كتاباً مفتوحاً يحكي بصدق عن شارع احتفظ بقيمته وحضارته أكثرمن ألف عام.
وقد حشد الفاطميون في القصر الشرقي الكبير الذي يشرف على شارع المعز وأنشأه جوهر الصقلي لسيده المعز لدين الله الفاطمي الخليفة الأول من التحف و الطرائف ما لا يكاد يصدقه عقل و وضعوا كل الكنوز في خزائن. ووصف المقريزي هذه الخزائن بعضها بأنها خزائن للسلاح والكتب والكسوات والجواهر والفرش والأقنعة والسروج والخيم والشراب والتوابل.
و دخل كاتب الحوليات الأوروبي غليوم دوتير هذا القصر حين التقى مع آخر الخلفاء الفاطميين العاضد لدين الله فانبهر بكل ما فيه وعبر عن ذلك بقوله : كان المنظر شيقا وممتعا للغاية لدرجة أن الإنسان الأكثر انشغالاً لا بد له من أن يتوقف في أماكن عديدة . ويصف دوتير القاعة التي استقبله فيها الخليفة والتي فرش فيها بساط كبير مصنوع من خيوط ذهبية وحريرية من جميع الألوان والمرصع برسوم الناس والحيوانات والطيور، والمتوهج بالياقوت الأحمر والزمرد وبآلاف الأحجار الثمينة، أما الخليفة العاضد فقد كان جالسا فوق مقعد من الذهب الإبريز الخالص ومزخرف بالفصوص الثمينة والأحجار الكريمة،وعرفت المنطقة الواقعة بين القصر الشرقي والقصر الغربي باسم بين القصرين وقد وصفه المؤرخون بأنه أعمر أحياء القاهرة وأنزهها، حيث كان مسرحا للاحتفالات والمواكب الدينية والمدنية والعسكرية، ويذكر المقريزي أن هذا الميدان كان يتسع لعشرة آلاف من الجنود والفرسان.
منقول : جريدة الوطن السعودية