- معالم المدينة ستتغير قبل عام 2011
- لندن : «الشرق الاوسط»
- ناطحات سحاب جديدة تظهر في لندن حتى عام 2011
العرب يزاحمون في بناء أعلى أبراج لندن العقارية
معالم المدينة ستتغير قبل عام 2011
لندن : «الشرق الاوسط»
تعيش لندن هذه الايام فورة عقارية غير مسبوقة يجري من خلالها سباقا مع الزمن على تغيير بروفيل المدينة بالاحدث والاعلى والاضخم من الابراج العقارية. ومن المتوقع ان تشهد المدينة سلسة من ناطحات السحاب التي سوف تغير من معالمها التقليدية في غضون سنوات قليلة. من ابرز المشاريع المرموقة برج "بيناكل" (The Pinnacle) او الذروة، الذي سيكون الاعلى في منطقة السيتي المالية التي لا تتعدى مساحتها الميل المربع الواحد. وكانت شركة المانية اسمها "بيفا" تقوم بالمشروع حتى باعته في الشهر الماضي بمبلغ بفوق المليار استرليني لشركة الاستثمار العقاري العربية "أراب انفستمنتس" التي تعمل من منطقة نايتسبريدج، بتمويل خليجي بالكامل. وعلى رغم ضخامة حجم الاستثمار في المشروع الا انه ليس المشروع العربي الوحيد بين ابراج لندن، حيث تدخل سلطنة عمان شريكا في مشروع آخر.
ولن يكون المشروع العربي في لندن بلا منافسين خلال السنوات المقبلة حيث يعمل مستثمر اخر اسمه جيرالد رونسون على بناء ناطحة سحاب، يطلق عليها اسم "هيرون تاور"، على مقربة من "الذروة" العربية. ولكن حتى هذا المشروع يشارك فيه ايضا رأس المال العربي، حيث وقع رونسون تعاقدا مع ثلاثة بنوك المانية لاقتراض مبلغ 370 مليون استرليني، بضمانات تشمل مشاركة رأسمال عماني حكومي في المشروع بالاضافة الى عدد من مستثمري العقار من القطاع الخاص.
وهناك العديد من المستثمرين الآخرين الذين يسعون لبناء ناطحات أخرى في وسط العاصمة البريطانية من بينهم شركة "بريتيش لاند" التي تخطط لبناء ناطحة اسمها "ليدنهول" تعلو الى 44 طابقا، وشركة "غريت بورتلاند" التي تخطط هي الاخرى لبناء ناطحة بارتفاع 40 طابقا. ويزدحم طابور الشركات التي تريد ان ترسم هي الاخرى بعض معالم لندن العقارية الجديدة في القرن الحادي والعشرين.
من ناحيتها تقول شركة "بريتيش لاند" انها قررت بالفعل المضي في مشروعها لاقامة ناطحة طولها 225 مترا، بتمويل قدره 286 مليون استرليني، تستخدم كمقر لمكاتب الشركات. ويأتي هذا القرار في وقت تعترف فيها الشركة ان سوق العقارات التجارية في لندن يواجه مرحلة من الهبوط التدريجي خلال العامين المقبلين. ولكن هدف الشركة يتخطى المدى المنظور حيث يدخل عقارها الى السوق في عام 2011. وترى الشركة ان هناك الكثير من الطلب على العقارات الذكية في المستقبل، وعلى هذا الاساس تبدأ عمليات البناء في برج "ليدنهول" من دون الحصول على اتفاق مع مستأجرين مسبقا كما جرى العرف في هذا القطاع. وتبقى مخاوف من ان دخول العديد من الناطحات في السوق في توقيت متزامن من شأنه ان ينعكس سلبيا على العوائد الايجارية.
من ناحية اخرى تؤكد شركة "لاند سيكيورتيز" انها سوف تبدأ البناء فور حصولها على الترخيص لناطحة سحاب تخضع الان لتحقيق حكومي بسبب انعكاسها السلبي على التراث. واذا تمت الموافقة سوف يكون البناء ايضا من دون الحصول على تأكيدات مسبقة من مستأجرين راغبين في العقار. ولا تأبه هذه الشركات بتحولات السوق في عام 2011 الذي ستدخل فيه العديد من المشروعات الجديدة الى السوق، لان الاستثمار العقاري بهذا الحجم يكون للمدى البعيد. وسوف يكون الفارق بين مبنى وآخر هو عامل القيمة المضافة الذي ستحاول كل شركة ان تبرزه في تسويقها العقاري. وفي نهاية المطاف تنظر كل شركة عقارية في لندن الى قيمة استثمارها من زاوية البيع بعد البناء. وكانت اخر الصفقات المربحة التي جرت قبل اسابيع بيع شركة "بريتيش لاند" لمبني البنك الاوروبي للاعمار والتنمية الى شركة استثمار المانية بمبلغ وصل الى 406 ملايين استرليني. وساهم في هذا النشاط المعماري غير المسبوق في تغير مناخ اصدار التراخيص العقارية التي كان من شبه المستحيل الحصول عليها حتى تم بناء مبنى شركة التأمين السويسرية المعروف باسم "غيركن" والذي يرتفع في هيكل بيضاوي زجاجي ملفت للنظر الى درجة انه يناطح الان معالم لندن التاريخية في التعريف بلندن. وكان لبلدية لندن دورا كبيرا في تشجيع اصدار تراخيص البناء لكي تفتح افاق المستقبل لكي تنافس لندن مدن اوروبا الاخرى في استضافة الاستثمار الاجنبي في العقار وفي المجالات الاخرى التي تعمل من العقارات الجديدة.
وبلغ من حدة الصراع على بناء الناطحات في لندن في الوقت الحاضر ان بعض الجهات التقليدية اخذت تحذر من مخاطر انتشار الناطحات بلا حساب في وسط لندن. ويزداد الخوف كلما اقتربت هذه الناطحات من قصور ملكية او معالم تاريخية، حيث ظهرت اول انتقادات اعلامية لبناء الناطحات في لندن في اعقاب اعلان شركة "لاند سيكيورتيز" انها بصدد بناء ناطحتي سحاب احداهما في حي فيكتوريا القريب من قصر باكنغهام التاريخي، والثانية بالقرب من برج لندن السياحي. والمبنى الاخير تعترض عليه هيئة التراث البريطاني التي تقول انه سوف يفسد الذوق العام في حي تاريخي عريق. وتذهب الهيئة الى حد المطالبة بمنع بناء المزيد من ناطحات السحاب في لندن، على الاقل في المسار الذي يوازي نهر التيمز حتى شرقي لندن. ويتم التحقيق حاليا في حالة ناطحة سحاب حي فيكتوريا لمعرفة مدى اضرارها على المنظر العام من قصر باكنغهام. وكانت شركة "لاند سيكيورتيز" قد كلفت شركة "كول بيدرسون فوكس" التي تبني اعلى ناطحة سحاب في العالم في شنغهاي لبناء ناطحتين في حي فيتكوريا لا يقل طول كل منهما عن 50 طابقا. وفي الوقت الذي تحاول فيه المجالس المحلية عرقلة مثل هذه المشاريع يستعد عمدة لندن لتحقيق انتصار قانوني بانتزاع حق الفيتو من مجالس احياء لندن لكي تكون له الكلمة الاخيرة في تطوير لندن والسماح ببناء الناطحات فيها حتى تنافس العواصم الاخرى.
ولجأ احد احياء لندن، وهو حي ويستمنستر، الى هيئة اليونسكو، لكي تتدخل لحماية التراث التاريخي في لندن من الناطحات وكتبت الهيئة فعلا احتجاجا الى الحكومة البريطانية تعترض على عدم تدخلها لحماية المواقع الاثرية.
من مخاطر هذا التوسع الرأسي غير المسبوق في لندن زيادة الامدادات العقارية بطريقة غير محسوبة يعتبرها البعض مضاربة عقارية لان البناء يجري من دون ضمانات الحصول على مستأجرين. وفي نهاية الربع الاول من العام الجاري كانت المساحة الشاغرة للعقارات التجارية في لندن حوالي 8.3 مليون قدم مربع، بنسبة 5 في المائة انخفاضا عما كانت عليه منذ عام واحد. وتشير شركة "نايت فرانك" العقارية ان نشاط البناء الجاري حاليا سوف يضيف مليون قدم مربع اخرى الى السوق. ولكنها تشعر بالتفاؤل ان المساحات الجديدة سوف يتم استغلالها من قطاع البنوك المتوسع دوما في لندن. هذا وتعد لندن حاليا هي الموقع الاغلى عقاريا في العالم متفوقة بذلك على إمارة موناكو التي كانت تعرف تقليديا بأنها جنة الاثرياء. وسبب هذا الانطلاق العقاري هو الاستثمار الاجنبي خصوصا من مناطق مثل الشرق الاوسط وروسيا وشرقي آسيا. وتحظى لندن باكبر عدد من اثرياء العالم من المقيمين فيها، ومعظم هؤلاء من الاجانب ايضا.
ويعاني الاثرياء في لندن حاليا من عدم وجود العقارات الفاخرة التي تكفي الطلب، مما رفع الاسعار الى معدلات خيالية، كما ان معدل ارتفاع الاسعار في القطاع الفاخر تفوق معدلات ارتفاع اسعار العقار في القطاعات الاخرى. وخلال السنوات العشر الاخيرة كان نمو هذا القطاع في لندن بنسبة 232 في المائة وهو ما تخطى نسبة نمو العقار البريطاني من ناحية ومعدل الارتفاع في مدن العالم الاخرى ايضا.
ناطحات سحاب جديدة تظهر في لندن حتى عام 2011
- "بيناكل": وهى اعلى ناطحة سحاب في لندن تمت الموافقة المبدئية عليها يعلوها شكل حلزوني ويدخل فيها الاستثمار العربي بكثافة عبر شركة "أراب انفستمنتس" التي تعمل من منطقة نايتسبريدج ومواقع اوفشور. ويرتفع المبنى الى 945 قدما.
- "شارد اوف غلاس": وهي ناطحة سحاب مبنية، كما يدل اسمها، على شكل قطعة زجاجية مدببة. ولو جرت الموافقة علي المبنى سوف يكون هو الاعلى في كل انحاء لندن بحيث يستطيع الساكن في الطوابق العليا منه ان ان يكشف كل انحاء العاصمة. صمم المبنى المعماري رينزو بيانو وتشارك في التمويل عدة شركات بعضها من خارج بريطانيا، ولكن من دون تأكيد لوجود استثمار عربي فيه. يرتفع المبنى الى حوالي 1016 قدما. وتقول الشركات المشرفة على المشروع انها يمكن ان تبدأ فيه هذا العام فور صدور الترخيص واتمام اجراءات التمويل.
- "هيرون تاور": تدخل سلطنة عمان مستثمرا في ناطحة السحاب "هيرون تاور" التي تقع في حي السيتي وترتفع الى حوالي 794 قدما.
"لايدنهول بلدنغ" وتملكه شركة بريتيش لاند وهو مربع الشكل ويصل ارتفاعه الى 736 قدما. وتقوم الشركة ببنائه من دون ضمان الحصول على مستأجرين له مسبقا.
- "تاور 42" وهو برج زجاجي قاتم اللون تعلوه قمة مكعبة الشكل ويشارك في تمويله عدد من كبار المستثمرين العقاريين من بينهم شركة "هيرميس". ويرتفع البناء الى حوالي 600 قدم.
"برودغيت تاور" وهو برج تجاري تقيمه على مشارف حي السيتي شركة "بريتيش لاند" ويرتفع الى 540 قدما.
- مبنى "ويليس" وهو ملاصق لبرج "غيركن" الزجاجي ولكنه يقل عنه حجما وطولا، وتقوم بالمشروع ايضا شركة بريتيش لاند، وهو يرتفع عن سطح الارض بحوالي 415 قدما.
- أكبر 10 أثرياء في بريطانيا يشعلون سوق العقار فيها
- معظم كبار الاثرياء في بريطانيا من الاجانب المقيمين فيها، ولا تقتصر نشاطاتهم الاستثمارية على العقار وانما تنتشر اهتمامتهم للعديد من المجالات الاخرى. ولكن وجودهم في لندن يزيد من حدة التنافس وارتفاع الاسعار في المدينة التي اضحت الاغلى على مستوى العالم. وهؤلاء بترتيب ثروتهم هم:
> لاكشمي ميتال: ويبلغ حجم ثروته 19.3 مليار استرليني، جمعها من صناعة الحديد والصلب > رومان أبراموفيتش: حجم ثروته 10.8 مليار استرليني، كونها من صناعة النفط ومشاريع الاستثمار > دوق ويستمنستر: حجم ثروته سبعة مليارات استرليني، كلها من صناعة العقار > الاخوان هندوجا: حجم ثروتهما يبلغ 6.2 مليار استرليني، كوناها من مجالات الصناعة والتمويل > دافيد خليلي: حجم ثروته 5.8 مليار استرليني، كونها من العقار وتجارة القطع الفنية > هانز راوسنغ: حجم ثروته 5.4 مليار استرليني، كونها من صناعة التغليف > السير فيليب غرين: حجم ثروته 4.9 مليار استرليني، كونها من التجارة للمستهلك > جون فريدريكسون: حجم ثروته 3.5 مليار استرليني، كونها من صناعة الشحن البحري > الاخوان روبن: حجم ثروتهما 3.4 مليار استرليني، كوناها من صناعة المعادن والعقارات > جون راتكليف: حجم ثروته 3.3 مليار استرليني، كونها من صناعة الكيماويات