1. بسم الله الرحمن الرحيم :


2. القاهرة :

بسم الله الرحمن الرحيم :

اعزائي .. لم أكن على موعد مع هذا الموقع الجميل هذا الموقع الذي حرك مشاعري وشعوري تجاه هوايتي المفضلة .. السفر والتجوال طلبا للمعرفة وحبا بالاطلاع على أرض الله الواسعة ..هكذا شدني موقعكم الجميل والذي آمل من الله ان افيد كما استفدت منكم ردا للجميل أولا ومشاركة اخوتي في المعرفة ...
السفر والتجوال كانا حلما يراودني منذ الصغر وأنا الآن في السابعة والأربعين من عمري ..سفرا للمعرفة وتجديد الرؤية وتقفي اثار الأمم والشعوب والاطلاع على اساليب حياة مختلفة وعادات وتقاليد .. عرفت ان هناك عالم آخر عندما تعلمت القراءة على اساتذتي الآفاضل في المدرسة السعودية بحائل في المملكة العربية السعودية ... كانوا يزودوا كل الطلاب بقصص كامل كيلاني وبعض الكتب والمجلات الاستطلاعية وقد شغفني حبا ذلك الفوال في شوارع مصر القديمة كما صوره كامل كيلاني باسلوبه الراقي الذي سافر بخيالي الى تلك البلاد في وقت مبكر من عمري دون ان ينتقل جسدي .. وظل خيالي يحرضني الى الواقع حتى اشتد عودي .. وطلبت من والدي ان يسمح لي بالسفر الى القاهر .. ولم يندهش اطلاقا بل ابتسم والخوف بعينيه ... ابتسم اكبارا لتفكيري وهو الذي يثق بتصرفاتي ويعرف حبي للمعرفة .. ابتسم وتركته ليفكر .. لااريده ان يتعامل معي بعطف بل كنت اطمع ان يتعامل معي كصديق يحتاج المشوره ..وهكذا وبعد يومين اخبرتني امي رحمها الله ان والدي يقول متى قررت السفر ؟
انها الموافقة بلا شك ويجب الاستعداد مبكرا والاختبارات ستنتهي بعد عشرين يوما ... الجواز والشنطة والبنطلون كما شاهدته بالرسومات المصاحبة لقصص كامل كيلاني وكما يرتديه معلموا المدرسة العراقيون والفلسطينيون والمصريون وكما كنت اتمنى ان ارتديه في مدينة كبيرة مثل القاهرة ....
استخرجت الجواز بطريقة تقليدية متعارف عليها في منتصف التسعينات ...
نجحت وبامتياز ؟؟ هديتي لوالدي ان يفخر بي ...
هديته ان اسافر ... سافرت ووصلت الى جدة ثم القاهرة كلها نقلات متتابعة قلبي الصغير احتملها بل طار من الفرح وهو يختم الجواز لأول مرة في حياته ...

القاهرة :

صفحات من الخيال تتبدل الى واقع محسوس النيل واصوات وصخب وسيارات وقطارات وحنتور وترماي وبواب وعمارات وفول ...كل هذه تزيد قلبي خفقانا .. وأكاد ان أصرخ ...انا في القاهره .لم يكن في بيتنا تلفون في حائل كي أعبر لأمي عن مشاعر الدهشة وأحدث والدي عن مصر ارض الحضارة ؟
كنت أحمل كمرة جيده كان ألمانيا زار حائل وأهداها الى عمي .. انها كانون لاتزال عندي ولاتزال تعمل بكل قوة .. لقد صورت الكثير من المشاهد بعفوية اكتشفتها عندما أظهرت أول فلم ابيض وأسود .. قال لي صاحب الاستديو: لا يجب ان تصور هكذا ..وقد تعلمت وصورت صورا جميلة لاأزال أحتفظ بها ..
يوم في المتحف المصري (الانتيك خانا ) هكذا اسمه بالتركي ومشهور هو بهذا المسمى .. ذهبت لمشاهدة الفراعنة وقد قرأت عنهم يوم كامل في مصر من خلال مطبوعة اشتريتها من مكتبة ستنشري بشارع سليمان باشا الذي سكنت به ... وتحديدا في فندق انتر ناشونال ..في هذا المتحف كنوز لاأعتقد انه يوجد مثلها في العالم وقد عرفت هذه الحقيقه عندما سافرت كثيرا الى بلاد مختلفه ..يوجد بهذا المتحف موميات لملوك مصر القديمة التي يمتد تاريخها الى أكثر من سبعة الاف سنه خلالها تشكلت حضارات وسادت ثم بادت وبقي ما اكتشف من اثارهم المصرية القديمة وجميعها تدور حول فلسفتهم عن الوجود ؟
تندهش من براعتهم بالنحت والزخرفة على الحجر الصوان والجرانيت الصلب وبراعتهم بالتطعيم والتشكيل بالذهب الخالص وبراعتهم أيضا بالتحنيط حيث شاهدنا موميا يقال انها لرمسيس ؟
المتحف هو كنز من كنوز التاريخ وهو مرتب بشكل علمي مميز . ((نتابع في مشاركة أخرى ))