ظاهرة تحتاج لوقفة لأنها تعيد إلى الأذهان فكرة قديمة كادت أن تتوارى في ظل حالة التردي التي تتفشى في جسد المجتمعات نتيجة مطحنة الحياة والانشغال بخواء البطن على حساب غذاء العقل.. تلك الظاهرة التي أبدعها السعوديون في القاهرة حيث أعادوا لابنة المعز بريقها الثقافي من خلال منتديات ثقافية أقرب إلى الصالونات القديمة التي خرج منها شعراء وأدباء وسياسيون غيروا في تاريخ المجتمع المصري والعربي وكانت مواقفهم لها الأثر الأكبر في تشكيل وعي هذا المجتمع.. وفي الموسم الصيفي يزداد حضور المملكة الثقافي عبر لقاءات وأمسيات ومؤتمرات تأخذ حيزا كبيرا من زمن القاعات المتميزة لفنادق القاهرة الكبرى والتي تعتبر أساسا للحفلات والسهرات والأفراح إلا أن السعوديين اختاروا هذه الأماكن لتتحول إلى منابر ثقافية ينطلق من خلالها الشعر في أمسيات معطرة بنسائم الصيف المصرية.. ولقاءات وجدل في ندوات ساخنة ومؤتمرات هامة.. هكذا تلتقط الكاميرا صورة مختلفة لنفس المكان!.