تحتفظ الحلوى البحرينية الشهيرة بنكهتها الخاصة وحضورها المميز في المناسبات لدى شعوب الخليج، بل
تعد »الصوغة« المحببة الخليجيين عند زيارتهم للبحرين، حيث يحرصون على اقتناء الحلوى التي تشتهر
بها ثاني مدينة في البحرين هي مدينة المحرق منذ مئات السنين حتى ان بعض العوائل البحرينية اصبحت
اسماؤها ملاصقة ومعروفة بصناعة الحلوى مثل عائلة »شويطر« التي ذاع صيتها بين دول الخليج في هذه
الحرفة التراثية.
ويقول محمد الغريب صانع الحلوى ابا عن جد في محلات حسين محمد شويطر ان صناعة الحلوى في
البحرين تمتد لاكثر من 180 عاما، وان هذه الصناعة تطورت بشكل كبير من خلال اضافة النكهات الطبيعية
والزعفران والهيل وماء الورد والمكسرات الطازجة.
ويرى الغريب في حديثه« واثناء تحضير الحلوى في مصنع شويطر بالمحرق ان الخليجيين من اكثر الزبائن
شراء للحلوى البحرينية وانهم وراء تطور صناعتها على مدى التاريخ بسبب اقبالهم الكبير، كما ان الجهات
الحكومية والخاصة تحرص ايضا على تقديم الحلوى البحرينية كهدايا للزوار والسواح والمسؤولين.
ويشير الى ان محلات حسين شويطر هي اول من ابتكر الحلوى ذات اللون الاخضر، واضافوا تحسينات
كثيرة لصناعتها، حيث كان سعر ربعة الحلوى ايام الغوص »روبيتان« واليوم هناك اسعار متفاوتة حسب
الطلب والرغبة افضلها الحلوى الملكية وسعر الكيلو منها 5 دنانير وهناك بثلاثة دنانير وبدينارين كل حسب
الاضافات.
وعن السكر والكولسترول الذي تتسبب فيه الحلوى قال الغريب ان اصل الحلوى تتكون من النشاء والسكر
والاضافات ولكن مع تطور الزمن وكثر الحديث عن امراض السكر فقد لجأنا الى تخفيف معدلات السكر
وحرقه جديدا كما خففنا من دهن العدان البحريني الاصلي واضفنا عليه بعض الزيت النباتي لموازنة معدل
الكولسترول فأصبحت الحلوى خفيفة المذاق ومحتفظة بخواصها البحرينية.
ويقول الغريب ان هناك سراً في الحلوى البحرينية ربما بعض الدخلاء على صناعتها من غير المختصين لا
يعرفه، ولهذا فإن هناك تفاوتاً في النكهة والطعم بين بعض المحلات، لكنه يضيف بأن الحلوى البحرينية
اصبحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من مقومات السياحة في مملكة البحرين وانها تجد رعاية واهتماماً من الدولة
ومن القائمين عليها.
ويؤكد الغريب ان الحلوى البحرينية لم تعد وجبة رئيسية كما كان البحارة والغواصون يستخدمونها في
السابق، وانما هي الآن اكلة شعبية حاضرة لدينا في الاعياد والمناسبات ولا يخلو بيت في البحرين منها اذ
لا تحلو القهوة العربية ما لم يسبقها »فندوس« حلوى (أي قطعة من الحلوى).
والله شوقتني لحلوى البحرين وأنا بعيد عنها ..
أتذكر كل يوم خميس عند حلوى شويطر بالمحرق في سوط السوق، أوقف وأنا أشوف الناس كيف يتدافعون من مختلف الجنسيات وهم يشتروا حلوى بالجملة وياخذوها هدية لأهاليهم وحبايبهم ...
بارك الله فيك يا أخي ..
وجزاك الله خير الجزاء على هذا الموضوع الرائع ..
طير البحرين