almotheby
29-10-2022 - 08:32 pm
أحبت أن أقدم لكم بعض الصور الإضافية لجبال فيفا نظرا للتفاعل الذي لاحظته مع هذا الموضوع و آخر صورتين التقطهما المستشرق البريطاني ( جون فلبي) عام 1927م
إن شاء الله تنال لو القليل من رضاكم
تحياتي
كما اقدم لكم فيما يلي بعض المعلومات التاريخية عن هذه الجبال
فيفاء قديمة قدم الزمان، وإنما لا نعزال جبلها وصعوبة المواصلات إليها لم يعتن بها أحد من الرحالة والمؤرخون الأقدمين ، حتى أن الهمداني لم يذكرها باسمها في صفة جزيرة العرب ، بل ذكر ما قرب منها مثل ((انافية)) في غرب الجبل ، فعاش الجبل بأهله في توحشهم وجهلهم وعزلتهم ، فلم نقف على خضوعهم لدولة أو غزوهم بجيش فيما تحت أيدينا من كتب التأريخ ، فيما قبل القرن الحادي عشر الهجري ، وإذا كان الهمداني في استقصائه لمعالم وأماكن الجزيرة العربية عامة وجنوبها خاصة قد أغفل إسمها فغيره من الجغرافيين لا يلام لبعد أولئك الجغرافيين عنة الجزيرة ومن وصل منهم إلى جنوب الجزيرة على قلتهم لم يصلها لبعد جبل فيفاء عن طرق المواصلات ، واعتزال أهله عن الاتصال بغيرهم .
وأول ما وقفنا في كتب التأريخ التي تحت أيدينا هو غزو لجهة جبل فيفاء في سنة 1035ه من فبل جيش الإمام اليمني المؤيد ، وكان لغزو فيفا والإستيلاء عليها قصراً ما أثار دهشة شعراء اليمن الشقيق فأشادوا بذلك ، ومنهم الشاعر صلاح بن عبدالخالق جحاف ، الذي قال :
وتصميم همةٍ قعساءِ
فتحتها عناية الله ذو الملك
غير فتخاء لقوةٍ شعواءِ
قلعة في السماءِ لا يرتقيها
أين فيفاء في الحسن من كيفاء
هو أعلى من حصن كيفاء شأناً
وبعد انتهاء إمامة المتوكل إسماعيل أخي المؤيد تخلصت فيفا من النفوذ، وعادت إليها انطوائها وأهلها إلى توحشهم ، حتى غزاهم أمير المخلاف السليماني بجيش من مرتزقة يام عام 1165ه.وقد انهزم الأمير وجيشه، وغنم الفيفيون أكثر أسلحتهم ، ولم يعد من الجيش إلا فلوله ، وفي سنة1175ه استعد الأمير ووصل المكرمي داعية نجران يطالبه بالأخذ بثأر أصحابه ، وبعد الاستعداد تقدم إلى فيفاء ، فمنى بهزيمة منكرة أشد هولاً وأفدح خسارة من سابقها ، والأتراك على تسلطهم على الجزيرة العربية ، فلم نقف أنهم غزوا أو ملكوا فيفاء في جميع عهودهم ، واستمر الجبل لا يخضع لسلطة ما ، حتى قام الإمام الإدريسي بتشييد إمارته في العقد الثالث من القرن ، واستطاع أن يملك جبل فيفاء ويوطد دعائم الأمن في ربوعه حتى وفاته في سنة 1341ه ، وبعده ظل تابعاً للإمارة الإدريسية حتى انضمت تلك الإمارة إلى حكومة السعودية في سنة 1351ه ، ومن بعد ذلك استتب الأمن في ربوعها وتوسع العمران في نواحيها ، واستصلحت الأراضي للزراعة والغروس وفتحت فيها المدارس ووضع بها جهاز لاسلكي ودوائرومرافق حكومية ودوائر للشرطة ومستوصف ومدارس ابتدائية ومدرسة متوسطة وأخرى للبنات وإمارة ومحكمة شرعية ، وغير ذلك ، كما أصبح من أبنائها من تبوأ مركز القضاء الشرعي وإدارة بعض الدوائر ، ومنه عدد في الجيش يشغل مناصب عسكرية هامة ، وفي القعد الأول من هذا القرن شيد فيها مستشفى حديث ومركز زراعي باسم (هيئة تطوير فيفا)وسفلتت الطريق إلى المركز الحكومي ، وأدخلت إليها الكهرباء ، وعمت نواحيها يد الإصلاح وشيدت بها المباني الحديثة .
من كتاب العقيلي المخلاف السليماني