- ميدل ايست اونلاين
البوم ينعق في منتجعات سريلانكا السياحية الخلابة
كارثة تسونامي لا تزال تجبر عشرات الآلاف من السياح على عدم المخاطرة بزيارة سريلانكا.
ميدل ايست اونلاين
كارثة تسونامي لا تزال تجبر عشرات الآلاف من السياح على عدم المخاطرة بزيارة سريلانكا.
هذا الوقت من السنة هو من الناحية الفنية ذروة الموسم السياحي في سريلانكا الذي تمتلئ فيه الفنادق المطلة على الساحل الجنوبي بالنزلاء وتكتظ الشواطئ بهواة حمامات الشمس وتعج مدارس تعليم الغطس والمطاعم بالرواد وينتعش عمل سائقي التاكسي.
بيد أنه بعد أكثر من شهرين من كارثة أمواج المد العاتية (تسونامي) التي ضربت المنطقة فإن أعدادا قليلة من السياح جاءوا إلى هذه المنتجعات الخلابة رغم أن قسما كبيرا من البنية الاساسية للسياحة أعيد بناؤه.
ويقول المسئولون إن عدد السياح القادمين إلى سريلانكا منذ الكارثة انخفض بنحو 90 في المائة. بيد أنه تراودهم آمال كبار في أن يعود السياح بأعداد كبيرة في تشرين الثاني/نوفمبر عندما يبدأ الموسم السياحي الجديد رسميا.
ولكن حتى إذا زاد عدد السياح في وقت لاحق من العام فإن بعض سكان السواحل يقولون إنهم يخشون أن يكونوا قد أشهروا إفلاسهم قبل تحقق ذلك. ويعتبر هؤلاء الاشخاص الذين لا يكسبون الان إلا القليل أو لا يكسبون البتة من الذين تأثروا بشكل غير مباشر بالكارثة ومن ثم لا يحق لهم الاستفادة من المساعدات الحكومية الشحيحة التي توزع على المنكوبين.
ومن هؤلاء إيه.اتش نيدال الذي يقول إنه سيتعين عليه قريبا البحث عن وظيفة جديدة. وكان نيدال حتى وقوع الكارثة في 26 كانون الاول/ديسمبر الماضي يشغل قاربا لممارسة رياضة الغطس كان يدر عليه ربحا وفيرا لكن هذا القارب يقبع الان على شاطئ أوناواتونا الجميل بلا حراك. وطلب شخصان فقط الذهاب للغطس منذ وقوع الكارثة. ولم يعد نيدال قادرا الان على دفع رواتب عماله ومن ثم فإنه يمنحهم بعض النقود كلما تيسر له ذلك.
بيد أن هذا لم يمنع الموظفين من العمل معا على إعادة بناء مدرسة الغطس. ويقول نيدال "إننا ننتظر السياح .. لكننا لا نعرف متى سيعودون".
لكن نيدال ليس وحده الذي يبحث عن عمل وهو غير واثق من أنه سيجده. فالالماني مايكل فيلاند مدير فندق لانكا برينسس على شاطئ بيرويلا بالقرب من بنتوتا اضطر لتسريح نحو خمس عدد الموظفين وعددهم 350 عاملا.
لكن العمال الذين جرى تسريحهم وجدوا شيئا من السلوى في محنتهم. فزبائن الفنادق الدائمون من ألمانيا والنمسا وسويسرا تبرعوا بعشرات الالاف من اليورو للمساعدة في إعادة بناء المنتجع الامر الذي مكن فيلاند من منح العمال المسرحين بعض المساعدات المالية.
وبينما أخذ عدد كبير من الموظفين عطلتهم السنوية حاليا فإن 165 عاملا يقومون الان بخدمة 24 سائحا فقط. ولا يزيد عدد الغرف المشغولة بالفندق على 17 من مجموع 110 غرف. وحذر فيلاند من أن "نيسان/إبريل وأيار/مايو سيكونان سيئين أيضا".
وقال نزلاء الفندق في مقابلة معهم أنهم لم يندموا على الحضور وإن كان بعضهم جاء بعد تردد يمكن فهم مبرراته.
ويقول هاينريش بيندر مدير أوبرا ولاية بافاريا السابق "إن الاجازة رائعة ونحن سعداء بمجيئنا هنا .. عندما يسير المرء على الشاطئ وينظر إلى المباني المدمرة فإن هذا يؤثر فيه كثيرا". ووعد بأن يوصي أصدقاءه بزيارة سريلانكا عندما يعود إلى ألمانيا.
وتقول راقصة الملاهي الليلية والممثلة ليزا فيتز إنها سألت نفسها قبل المجيء عن شعورها عندما تقيم في فندق فخم وسط كل هذا الدمار. وأضافت "لكني فكرت أنني إذا لم أحضر فإنني بهذا لن أفعل شيئا من أجل هذا البلد".
وتشير فيتز إلى أنه طالما احجم السياح عن الحضور فإن الوضع القاتم في سريلانكا سيستمر.
وعبر عن مشاعر مماثلة مدير السياحة في سريلانكا إس. كالياسيلفام الذي قال "على المرء أن يوضح للسياح أن أفضل طريقة للمساعدة تتمثل في زيارة سريلانكا" ورسالته للسياح بسيطة ولكن واضحة "تعالوا من فضلكم".
ويقول فيلاند مدير الفندق أنه لا يزال متفائلا برغم قتامة الوضع حاليا ويضيف "لن نغلق الفندق. وهذا الامر غير وارد مطلقا .. فلدينا رغم كل شيء مسئولية اجتماعية هنا".(دبا)
كثير مترددين في زيارة سريلانكا والمالديف
بسبب آثار التسونامي