طنجاوي بورو
31-10-2022 - 09:10 pm
تعتبر مقاهي الإنترنت في المغرب جزءا أصيلا من إطار تعامل المواطن المغربي مع الشبكة،وقد عرفت هذه الظاهرة الجديدة نجاحها الكبير في المغرب بسبب افتقاد معظم المنازل لأجهزة الكمبيوتر وتوصيلات الإنترنت، وأنه على الرغم من زيادة عدد المنازل المتصلة بالشبكة فإن مقاهي الإنترنت تظل محورا لجذب الشباب .
وقد ظهر أول مقهى للإنترنت في مدينة "فاس" داخل فندق شيراتون وذلك في عام 1998 وبلغت تكلفة الساعة 50 درهما قبل أن تبدأ هذه المقاهى في الانتشار في كل المدن الكبيرة والصغيرة على حد سواء لتنخفض أسعار الاستخدام والتى تتراوح حاليا بين 4-8 دراهم للساعة،(أقل من دولار) وتقدر بعض التقارير غير الرسمية عدد مقاهى الإنترنت في المغرب حاليا بأنها أكثر من 1500 مقهى بينما تقدرها تقارير أخرى بأنها تجاوزت 2500 مقهى تجتذب كل يوم مئات المستخدمين الجدد.
و تساعد مقاهى الإنترنت الكثير من الشباب على تخطى عقبة الفقر والأمية وتبعدهم عن الإنحراف، وأنها تساهم في تقليص نسب البطالة المتفشية في المجتمع المغربى بشكل كبير ، وقدر البعض عدد العاملين في هذه المقاهى بنحو 5 آلاف شاب بينهم خريجو جامعات أو طلبة لا تؤمن لهم المقاهى راتبا متميزا ولكن على الأقل توفر دخلا يساهم في نفقات معيشتهم [.
لا توجد قيود رسمية صارمة خاصة بتراخيص مقاهى الإنترنت حيث ينص القانون على أنه يجوز لكل شخص ذاتى أو معنوى أن يتقدم بطلب لتقديم خدمات الإنترنت وذلك للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ولا يحتاج الأمر إلا لبعض الإجراءات الورقية اللازمة للأنشطة التجارية بشكل عام ، وفى نفس الوقت فإن الشروط تقول أنه إذا اتضح من التصريح السابق أن مضمون الخدمة يمس بالأمن أو النظام العام أو يتنافى مع الأخلاق والعادات الحميدة فإنه يحق للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أن تعترض على تقديم هذه الخدمة وذلك خلال فترة شهرين تبدأ من تاريخ الإيداع المثبت بإشعار تسلم التصريح، ويستمر التصريح بتقديم الخدمة لمدة عام ويتم تجديده سنويا .
وتؤكد مختلف المصادر أن مقاهى الإنترنت في المغرب تؤمن حرية كاملة لزبائنها في التعامل مع شبكة الإنترنت، ويرصد أحد المواطنين عدم وجود أى قيود على المقاهى وأن عددها في تزايد دائم بالرغم من حرمان كثير من القرى منها لعدم توافرها في الأماكن النائية [، بينما يقول مواطن آخر أنه يمكن تصفح جميع المواقع بحرية كاملة بما في ذلك المواقع الإباحية رغم محاولات بعض الجهات الدينية الضغط على السلطات لحجب مثل هذه المواقع ، ومع ذلك يرصد مواطن آخر أن حاكم المدينة التى يقطن بها اتصل بمالكى مقاهى الإنترنت في هذه المدينة الصغيرة وحذرهم من قبول زبائن ينتمون لجمعية "العدل والإحسان" الإسلامية المحظورة، واعتبر المواطن أن هذا التصرف سابقة خطيرة في المغرب .
وترصد منظمة "هيومان رايتس وتش" إحدى الحالات النادرة في الرقابة على مقاهى الإنترنت في المغرب حيث أكد لهم أحد ملاك هذه المقاهى أنه تلقى تحذيرا في فبراير 1997 من عناصر الشرطة المحلية من وجود حظر على استخدام برنامج كمبيوتر جغرافى يحمل اسم 3D Atlas يمنع عرضه أو تشغيله في مقاهى الإنترنت، وعلى الرغم من عدم توضيح سبب منع البرنامج إلا أنه فهم أن هذا البرنامج يحتوى معلومات عن الجمهورية الصحراوية ترى السلطات أنها معلومات خاطئة .
ورغم عدم اتخاذ الدولة أى إجراءات رسمية لتحجيم إمكانية الدخول إلى كل أنواع المواقع إلا أن هذه الدعوات تتردد بين حين وآخر سواء على المستوى الشعبى أو على مستوى الصحافة حيث انتهى تقرير صحفى عن الانترنت في المغرب بالقول أنه لم تقدم حتى كتابة هذه السطور أية سياسات توجيهية أو مبادرة لمراقبة ولوج عالم الإنترنت، أمام انفتاحه الكلي على هذا العالم .
بارك الله في الجميع
الانترنت وسيله تقريبا اغلب العالم تعتمد عليها ولا تستغني عنها
ولكم تحياتي