قرطبه المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
RRIYADH
22-01-2022 - 06:01 pm
الزمان: الساعة الثالثة عصراً ,2 يناير 1492 ، الموافق 1 ربيع الأول عام 897 لهجرة الرسول
المكان: حصن القصبة في غرناطة
الحدث: عندما عُلق الصليب على حصن القصبة في غرناطة وكان ذلك الإعلان الرسمي لسقوط الأندلس
نعم سَقَطت جنة الأرض الأندلس، بكل عظمتها ، و حُسنِها ، و نعيمها ، و بهجتها.
ذهب نعيمٌ يكذّبه أهل الأقطار البعيدة ، تلاشى و اندثر ، و لم يبقَ منه إلا "الأثار" لتحكي المأساة لعقودٍ تَلَت.
لم يصبر الشاعر أبو البقاء الرندي من "رندة" جنوب الأندلس وهو يراقب بنو الصليب القادمين من الشمال ، و هم يجولون بخيولهم داخل مدينته بألمٍ لو قُسِّم على أهل الأرض لقتلهم غماً وحسرةٍ ، تصرخ دموعه, فيسطّر في سماء التاريخ إحدى أعظم المراثي التي عرفها المسلمون، فيقول باكياً:
لكل شيء إذا ما تم نقصان = فلا يغر بطيب العيش إنسان
هي الأمور كما شاهدتها دولٌ = من سرَّهُ زمنٌ ساءته أزمانُ
وهذه الدار لا تبقي على أحد = ولا يدوم على حال لها شانُ
يمزق الدهر حتمًا كل سابغةٍ= إذا نبت مشرفيات وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو = كان ابن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذوو التيجان من يمنٍ = وأين منهم أكاليلٌ وتيجانُ
وأين ما شاده شدَّادُ في إرمٍ = وأين ما ساسه في الفرس ساسانُ
وأين ما حازه قارون من ذهب = وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكل أمر لا مرد له= حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا
وصار ما كان من مُلك ومن مَلك = كما حكى عن خيال الطيفِ وسنانُ
دار الزمان على دارا وقاتله = وأمَّ كسرى فما آواه إيوانُ
كأنما الصعب لم يسهل له سببُ = يومًا ولا مَلك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة = وللزمان مسرات وأحزانُ
وللحوادث سلوان يسهلها = وما لما حل بالإسلام سلوانُ
دهى الجزيرة أمرٌ لا عزاء له = هوى له أحدٌ وانهد نهلانُ
أصابها العينُ في الإسلام فارتزأتْ = حتى خلت منه أقطارٌ وبلدانُ
فاسأل بلنسيةَ ما شأنُ مرسيةٍ = وأين شاطبةٌ أمْ أين جيَّانُ
وأين قرطبةٌ دارُ العلوم فكم = من عالمٍ قد سما فيها له شانُ
وأين حمصُ وما تحويه من نزهٍ = ونهرها العذب فياض وملآنُ
قواعدٌ كنَّ أركانَ البلاد فما = عسى البقاء إذا لم تبقى أركان
تبكي الحنيفيةَ البيضاءَ من أسفٍ = كما بكى لفراق الإلف هيمانُ
حيث المساجدُ قد أضحتْ كنائسَ ما = فيهنَّ إلا نواقيسٌ وصلبانُ
حتى المحاريبُ تبكي وهي جامدةٌ = حتى المنابرُ ترثي وهي عيدانُ
يا غافلاً وله في الدهرِ موعظةٌ = إن كنت في سِنَةٍ فالدهر يقظانُ
وماشيًا مرحًا يلهيه موطنهُ = أبعد حمصٍ تَغرُّ المرءَ أوطانُ
تلك المصيبةُ أنْسَتْ ما تقدَّمها = وما لها مع طولَ الدهرِ نسيانُ
يا راكبين عتاقَ الخيلِ ضامرةً = كأنها في مجال السبقِ عقبانُ
وحاملين سيوفَ الهندِ مرهقةُ = كأنها في ظلام النقع نيرانُ
وراتعين وراء البحر في دعةٍ = لهم بأوطانهم عزٌّ وسلطانُ
أعندكم نبأ من أهل أندلسٍ = فقد سرى بحديثِ القومِ ركبانُ
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم = قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
لماذا التقاطع في الإسلام بينكمُ = وأنتمْ يا عباد الله إخوانُ
ألا نفوسٌ أبيَّاتٌ لها هممٌ = أما على الخيرِ أنصارٌ وأعوانُ
يا من لذلةِ قومٍ بعدَ عزِّهُمُ = أحال حالهمْ جورُ وطغيانُ
بالأمس كانوا ملوكًا في منازلهم = واليومَ هم في بلاد الضدِّ عبدانُ
فلو تراهم حيارى لا دليل لهمْ = عليهمُ من ثيابِ الذلِ ألوانُ
ولو رأيتَ بكاهُم عندَ بيعهمُ = لهالكَ الأمرُ واستهوتكَ أحزانُ
يا ربَّ أمٍّ وطفلٍ حيلَ بينهما = كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
وطفلةٍ مثل حسنِ الشمسِ = إذ طلعت كأنما ياقوتٌ ومرجانُ
يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً = والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
لمثل هذا يذوبُ القلبُ من كمدٍ = إن كان في القلب إسلامٌ وإيمانُ
اخوكم رياض


التعليقات (9)
مهاجر
مهاجر
الأخ رياض Rriyadh
تسلم الله يحفظك على الموضوع

andalus
andalus
شكراً لك اخ رياض
وارجوا منك أن تتحفنا بمثل هذه المواضيع الجميلة

الأندلسي
الأندلسي
حياك الله أخي رياض
بالنسبه للقصيده أعتقد أنها لم تقال في هذا الموضع بالضبط
ولكنها قيلت تحديدا بعد ضياع عدد من المدن الأندلسية. وفي قصيدته
التي نظمها يستنصر أهل العدوة الإفريقية من بني مرين لما أخذ ابن الأحمر محمد بن يوسف
أول سلاطين غرناطة يتنازل للإسبان عن عدد من القلاع والمدن إرضاء
لهم وأملا في أن يبقى له حكمه المقلقل في غرناطة وتعرف
قصيدته بمرثية الأندلس .
لذا أقتضى التنويه
وطاب يومك
والسلام

الرندي
الرندي
أخي الكريم/رياض
شكراً لك على مشاركتك الجميلة. سقوط الأندلس أمر محزن وموجع للقلب ولم أكن أعلم عن هذه القصيدة العظيمة او شاعرها أي شيء قبل ثلاثة أشهر حتى أرسلها لي صديق e-mail بالعمل فطبعتها وعلقتها بالمكتب إعجاباً. لماذا لم نسمع بها في مناهجنا الدراسية من قبل، فهي أبيات شعرية أكثر من رائعة كلها حكم ومراثي وتاريخ واسماء مدن ومواعظ صيغت بأسلوب سهل جميل.
هل لديك معلومات أكثر عن الشاعرابو البقاء الرندي وهل له قصائد أخرى. فكما ترى أنا من المعجبين به جداً رحمه الله فقد تسميت به في هذا الموقع وأعتقد أن/ الشاب/ مشرف بوابة أسبانيا معجب به فهو يختتم مشاركاته بهذه القصيدة.
من هو هذا دارا وماقصته في البيت الحادي عشر( دار الزمان على دارا وقاتله ...
حسب فهمي لتاريخ الأندلس فقد سميت بعض المدن الأندلسية بأسماء شامية (إضافة لإسمائها الأصلية) مثل (حمص) المذكورة بالقصيدة،فأي المدن كانت هل هي أشبيلية حسبما أتوقع أم غيرها.
جزاك الله كل الخير يأخ رياض، ونتوقع منك أكثر إن شاء الله.

فارس الأندلس
فارس الأندلس
بوركت يا أخى و نتمنى عودة الأندلس للإسلام مرة أخرى

المنقلب
المنقلب
بالفعل أخي العزيز
Rriyadh
تاريخ محزن .... وقصيدة خالدة
ولعل سقوط غرناطة ... بالصلح لم يكن الفاجعة
الفاجعة ... هي ما تلى سقوط غرناطة من قهر وظلم ومحاكم تفتيش للمسلمين
وهذا العمل ... لن ينساه التاريخ للأسبان
مودتي وإحترامي
أخوك
المنقلب

الرندي
الرندي
آه.. ثم آه.. يالمنقلب هذه الفاجعة (محاكم التفتيش) التي أبحث عنها أو أي معلومات لها علاقة بها فهذه المحاكم إستمرت في عملها حوالي المائتي سنة حتى تتأكد من عدم وجود أي مسلم على أرض الأندلس وكانت فعلاً وصمة عار على أسبانيا. إذا وجدت أي معلومات تتعلق بهذه المحاكم فرجاءً لاتبخل بها علينا.وشكراً لك على مداخلتك على موضوع الأخ الكريم رياض الجميل بارك الله فيكم جميعاً.

فارس الأندلس
فارس الأندلس
  1. إخوانى هذه بعض المعلومات عن وسائل التعذيب

  2. فى محاكم التفتيش

  3. وقد رأيت بها ما يستفز نفسي , ويدعوني إلى التقزز ما حييت .

  4. النهاية :


إخوانى هذه بعض المعلومات عن وسائل التعذيب

فى محاكم التفتيش

عند احتلال نابليون لاسبانية بعد قيام الثورة الفرنسية , أصدر مرسوماً سنة 1808 م بإلغاء محاكم التفتيش في اسبانيا , ولكن رهبان : الجزويت " أصحاب المحاكم الملغاة استمروا في القتل و التعذيب , فشمل ذلك الجنود الفرنسيين , فأرسل المريشال
"سولت " الحاكم العسكري الفرنسي لمدريد الكولونيل "ليمونكي " مع ألف جندي و أربعة مدافع , و هاجم دير الديوان , وبعد احتلال الدير و تفتيشه عنوة لم يعثروا على شئ فقرر الكولونيل " ليمونكي " فحص الارض .
أمر الكولونيل جنده برفع الأبسطة , فرُفعت , ثم أمر بأن يصبوا الماء بكثرة في أرض كل غرفة على حدة , ففعلوا . فإذا الماء يتسرب إلى اسفل في إحدى الغرف , فعرفوا ان الباب من هنا , يُفتح بطريقة ماكرة براسطة حلقة صغيرة وُضِعت إلى جوار رجل مكتب الرئيس . وفُتِحَ الباب بقحوف البنادق , ظهر سلم يؤدي الى باطن الارض , ونزل القائد الكولونيل و جنده . ويذكر هذا الانسان في مذكراته مايلي :
فإذا نحن في غرفة كبيرة مربعة , هي عندهم قاعة المحكمة , في وسطها عمود من الرخام , به حلقة حديدية ضخمة , رُبِطَت بها سلاسل , كانت الفرائس تُقيد بها رهن المحاكمة .
و أمام ذلك العمود عرش " الدينونة " كما يسمونه , هو عبارة عن "دكة" عالية يجلس عليها رئيس الديوان , و إلى جانبيه مقاعد أخرى أقل ارتفاعاً معدة لجلوس جماعة القضاة .
ثم توجهنا إلى غرف آلات التعذيب , و تمزيق الأجسام البشرية . و قد امتدت تلك الغرف مسافات كبيرة تحت الأرض .

وقد رأيت بها ما يستفز نفسي , ويدعوني إلى التقزز ما حييت .

رأينا غرفاً صغيرة في حجم الإنسان بعضها عمودي و بعضها أفقي , فيبقى سجين العمودية واقفاً على رجليه مدة سجنه حتى يُقضى عليه , ويبقى سجين الأفقية ممدداً بها حتى يموت . وتبقى الجثة في السجن الضيق حتى تبلى , ويتساقط اللحم عن العظم . ولتصريف الروائح الكريهة المنبعثة من الاجداث البالية تُفتح كوة صغيرة إلى الخارج , و قد عثرنا على عدة هياكل بشرية مازالت في أغلالها سجينة .
والسجناء كانوا رجالاً ونساءً تختلف أعمارهم بين الرابعة عشرة و السبعين , و استطعنا فكاك بعض السجناء الأحياء , و تحطيم أغلالهم , وهم على آخر رمق من الحياة , وكان فيهم من جُنَّ لكثرة ما لاقى من عذاب , وكان السجناء عرايا زيادة في النكاية بهم , حتى اضطر جنودنا أن يخلعوا أرديتهم , و يستروا بها لفيفاً من النساء السجينات ...
و انتقلنا إلى غرف أخرى فرأينا هناك ما تقشعر لهوله الابدان , عثرنا على آلات لتكسير العظام , و سحق الجسم .
وكانوا يبدؤون بسحق عظام الأرجل , ثم عظام الصدر و الرأس و اليدين , و ذلك كله على سبيل التدريج حتى تأتي الآلة على البدن المهشم , فيخرج من الجانب الآخر كتلة واحدة .
وعثرنا على صندوق في حجم رأس الإنسان تماماً , يوضع فيه الرأس المعذَّب , بعد أن يُربط صاحبه بالسلاسل في يديه ورجليه فلا يقوى على الحركة . وتقطر على رأسه من ثقب أعلى الصندوق نقط الماء البارد , فتقع على رأسه بانتظام في كل دقيقة نقطة . وقد جنَّ الكثيرون من ذلك اللون من العذاب , قبل أن يُحملوا على الاعتراف , و يبقى المعذب على حاله تلك حتى يموت .
وعثرنا على آلة ثالثة للتعذيب تسمى بالسيدة الجميلة , وهي عبارة عن تابوت تنام فيه صورة جميلة مصنوعة على هيئة الاستعداد لعناق من ينام معها , وقد برزت من جوانبها عدة سكاكين حادة . و كانوا يطرحون الشاب المعذب فوق هذه الصورة , ثم يطبقون عليه باب التابوت بسكاكينه و خناجره , فإذا أغلق مُزِّق الشاب و تقطع إرباً إرباً .
كما عثرنا على جملة آلات لسل اللسان , ولتمزيق أثداء النساء وسحبها من الصدور بواسطة كلاليب فظيعة , و مجالد من الحديد الشائك لضرب المُعذبين وهم عرايا حتى يتناثر اللحم عن العظام .

النهاية :

ولما شاهد الناس بأعينهم وسائل التعذيب جُنَّ جنونهم وانطلقوا فأمسكوا برئيس الدير ووضعوه في آلة تكسير العظام , فدُقَّت عظامه دقاً , وسحقتها سحقاً . و أمسكوا أمين سره , وزفُّوه إلى السيدة الجميلة , و أطبقوا عليهما الأبواب , فمزقته السكاكين شر ممزق , ثم أخرجوا الجثتين , و فعلوا بسائر العصابة كذلك .

الرندي
الرندي
شكراً يافارس الأندلس على هذه المعلومات القيمة المروعة،ماوجدوه كان في القرن الثامن عشر يعني بعد ماتخلصوا من المسلمين، تخيل ماكانوا يصنعون بالمسلمين من قبل ذلك حتى أفنوا من تبقى منهم ولم يستطع الهرب.
أخي الكريم هل تعلم عن كتب أو مراجع لها علاقة بموضوع محاكم التفتيش في القرن السادس عشر والسايع عشر وخاص بالمسلمين.
شكراً لك يأخي مرة أخرى وبارك الله فيك.


خصم يصل إلى 25%