الجبل الأشم
28-05-2022 - 10:07 pm
مرحباً
بكم يا كرام
وأسعد الله أوقاتكم بكل خير .....
لفت انتباهي عند تصفح
بعض بوابات السفر إلى بعض الدول تقارير من نوع جديد بعض الشيئ ، لاحظته هذه السنة
أكثر مما قبل ، وهي التبرم والسخط والإحباط من البلاد المسافر إليها ، وكتابة ما
يخالف الكثير ممن أثنى عليها .....
حتى إن المنتقد ليعجب من المثني كيف تثني
عليها ؟! ويلمزه ضمناً بين أسطر الحديث بأنه لا يعرف كيف يقيم البلاد ، وأنه مبالغ
في وصفها ومدحها وهي لا تستحق عشر هذا المدح
فيرد المثني ، كيف لم تستمتع
بها ؟! ويلمزه ضمناً أن سفرتك لم يكن مخطط لها ، فعدم التخطيط تخطيط للفشل !
ويبدأ كل فريق برمي الكرة في ملعب الآخر ،، وهكذا دواليك
أكثر تلك
الدول التي حصلت على هذه النظرة هي ماليزيا والنمسا ثم سويسرا ..... حتى إن بعضها
صارت ظاهرة في بعض البوابات ..... لا علينا ....
هل حقاً هذه الدول سيئة إلى
هذه الدرجة التي تجعل الشخص يندم ويتأسف على ما دفع فيها كل ريال في سبيل السفر
إليها ؟!
هل حقاً تلك الدول لا تملك شيئاً من مقومات السياحة حتى يتم
التهجم عليها ووصفها بالبلاد البائسة سياحياً ...؟!
قبل الولوج لمثل هذا
الموضوع أحب أن أقدم بمقدمة بسيطةٍ معروفة لدى الجميع ، وهو أن الإنسان مخلوق ومركب
من صفات متعددة ، فهو مثل القالب الذي يحوي تراكيب مختلفة ، فهذا العصبي وهذا
الحليم ، وهذا الوقور وهذا الأنوك ، بل حتى في ظاهره يختلف عن غيره فمنهم أبيض
وأسود وأحمر وما بين ذلك
بل حتى الأمور الحياتية الأساسية تختلف من إنسان
لآخر ، فهم يختلفون في مطعمهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم ، فما بالك بغيرها من أمور
ثانوية في الحياة ؟!
وعلى ذلك بنى الحكماء قولتهم الشهيرة ( لولا اختلاف
الأذواق لبارت السلع ) فما كل ما يعجبك يعجب غيرك ....
نأتي الآن إلى
المقصود من الموضوع .....
نتفق جميعاً أن شريحة كبيرة من المجتمع الخليجي لا
يستغنون عن السفر ، وتختلف وجهاتهم السياحية كل سنة ، فالمرء بطبعه يحب التغيير
ويكره الرتابة ...
لذلك تجد المشاركات كثيرة في هذا المنتدى تسأل عن وجهات
مختلفة ....
ولكن الموضوع المهم وما أراه لب الموضوع وأساس الخلاف الذي
لو اتفق عليه الكل لزالت الإشكالات ولكتب للسفرة النجاح الباهر ..... هو
ما الذوق الذي يعجبك وتريده في البلاد
المسافر إليها ؟نعم هذا هو لب الموضوع وأساس الخلاف
البعض يريد بلاداً تعج ببني جنسه من الخليجيين عادة ، ويحب أن يجوب الشوارع
التي تمتلئ بهم ،يحب السهر والحفلات ويحب أن يرى العرب بشكل عام أمامه ، وإذا وصفت
له الطبيعة الساحرة قال : ليه ؟ أنا خروف برعى بالبرسيم ؟؟
وإذا قلت
له هناك الأشجار المتعانقة الطويلة الخضراء قال : ليه ، أنا قرد باستمتع بتسلقها
؟؟
فهذا وجهته باريس والقاهرة ولبنان ،أما أن يتم توجيهه إلى زيلامسي
وولوف قانق وماليزيا وفيينا، فسوف يحقق فشلاً ذريعاً في سفرته ما لو سافر إليها
اذكر أحد المسافرين رجع من باريس لمدة 14 يوم ، وهو يطير فرحاً ، فلما سئل
كيف السفرة ؟ قال : جميلة جداً جداً ،
طيب أين ذهبت ، قال : باريس فقط !
طيب كيف جدولك ؟ ما زهقت !! 14 يوم في باريس فقط
قال : أبداً ،
أقوم الساعة 5 العصر واتغدا ، وأروح الشانز الساعة 8 وأجلس هناك أناظر الرايح
والجاي في المقاهي إلى الساعة 4 فجراً ثم أعود للفندق وأنام !! وكل يوم على
هذه الحالة ! فهذا فعلاً تصلح له باريس أو قل شارع الشانز فقط
البعض
يريد بلداً رخيصاً بعيداً عن التكلفة ، ولا يعنيه بالدرجة الأولى جمال الطبيعة عند
التكلفة ، ويتضايق عند رؤيته أسعاراً مرتفعة
فتراه دوماً ما يكرر ( تصدقون !!
الببسي هناك لقيته ب 7 يورو ! = 35 ريال وعندنا بريال !! ، تصدقون لقيت القهوة ب
9 يورو = 45 ريال وعندنا ب 3 ريال !! تصدقون رحت المطعم مع زوجتي واثنين من عيالي
وما طلبنا شيئ كثير وطلع الحساب ب 80 يورو = 420ريال بينم عندنا في أفخم مطعم لن
تتجاوز فاتورتك 100 ريال )
فتراه يقل على نفسه الطعامَ والشراب ويتضايق عند
دفع المال ويظل شبح هذا الغلاء يطارده أشهر عديدة بعد عودته إلى بلده الأصلي فمن
الفشل الذريع أن توجهه إلى باريس أو النمسا أو سويسرا فهذا وجهته إلى سوريا
وماليزيا على أبعد تقدير ،،،، فهو يستمتع بالرخص وإن لم يكن بذاك الجودة ويقدمه على
غيره فتجده مثلاً يقول عن سوريا ( تصدقون شريت تيس كامل ب 150 ريال
)!
البعض لا يحسن لغة الأجانب كالأنجليزية مطلقاً ، ويكره السفر البعيد ولا
مانع عنده من السياحة في بلده ، وعنده مجموعة من الأطفال ومتعود على بلده ولا يحب
التغيير كثيراً فمن الخطأ أن توجهه إلى ماليزيا ، وهناك مثال يحضرني قرأته في بوابة
ماليزيا خلاصته أن سائحاً كره ماليزيا وكتب فيها تقريراً سيئاً ، فكانت من السلبيات
الجديرة عنده بالذكر هناك والتي أقضت مضجعه أنه لم يجد مطعم مندي في كوالالمبور !!
فهذا وجهته للطائف حيث تكثر مدن الترفيه الرخيصة نسبياً ، وتكثر مطاعم المثلوثة
والحنيذ
ولا تتجاوز اللعبة الواحدة للطفل خمسة ريالات وأحياناً 3 ريالات
..
البعض الآخر ( وأنا منهم ) يحب الهدوء والطبيعة الساحرة والمناظر الخلابة
، والأجواء الباردة نسبياً ، والأرياف البكر ، والشواطئ ذات الأمواج العالية ،
ويكره السهر وأماكن تجمع الخليجيين والعرب بشكل عام ولا مانع عنده من الصرف المعتدل
في سبيل راحته فمن الخطأ أن يتم توجيهه إلى القاهرة أو لبنان أو حتى ماليزيا لكثرة
الخليجيين فيها فهذا وجهته إلى أمريكا واستراليا والنمسا وسويسرا وبروكسل وما إلى
ذلك ،..
كما أني لا أجد عذراً لكل مسافر لم تعجبه البلاد المسافر إليها إن
كانت من البلاد المشهورة هنا في المنتدى لأن المنتدى تمتلأ أروقته بالتقارير
المفصلة على كل البلاد ، وتزيد الصور عن آلاف الصور في تصوير أدق تفاصيل تلك الدولة
فعلى السائح أن يختار وجهة سفره على ما يناسبه هو لا على ما يناسب صاحب
التقرير ، ويستفيد من صاحب التقرير حكاية التجربة والصور لا غير ،
فذوقك وما يناسبك أنت من يحدده لا غيرك يا عزيزي
تحياتي للجميع والمعذرة على الإطالة فالحديث ذو شجون
،،،،،
جميع الأمثله اللتي ذكرتها , تبادرت إلى ذهني بعدما قرأت العنوان ..
فالكثير يتذمر بعد زيارته لدولة معينه , و يأتي للمنتدى فبدل أن يشكر الاعضاء على مساعدتهم له اثناء بحثه , ينهال عليهم بعبارات التذمر
الاحظ كثيراا من اشخاص يتذمرون من مدن معينه وانها لا تستحق الزياره , فقط لانهم من اصحاب لندن و باريس و جنيف اللذين تعودوا على اماكنهم المعينه و مقاهيهم و شوارعهم و اصحابهم من نفس جنسيتهم
و لا يبحثون عن السياحة !
كل الشكر أخي ..