- النادلون عميان والزبائن يأكلون في العتمة الدامسة
النادلون عميان والزبائن يأكلون في العتمة الدامسة
هل من الممكن أن نتخيل مطعماً اسمه «في الظلام"؟ هذا الاسم قد يصلح أن يكون عنواناً لرواية أو قصيدة ولكن ليس لمطعم يفد اليه الناس ليأكلوا ويلتقوا ويتحدثوا. إلا أن «في الظلام» هو مطعم حقاً وقد يكون أغرب مطعم في العالم، لأن زبائنه يأكلون في العتمة التامة... ولأن نادليه عميان! لا يستطيع أحد أن يستوعب «فكرة» هذا المطعم الباريسي الفريد الذي يقع قرب مركز جورج بومبيدو الشهير ما لم يزره ويدخل عتمته الشديدة ويأكل مستمعاً الى موسيقى حية تعزفها فرقة «خفية» أو الى قصائد ونصوص قصصية يقرأها شعراء وروائيون فرنسيون بأصواتهم من غرفة مجاورة! هكذا لا يبدو هذا المطعم مجرّد مطعم يزوره الزبائن ويغادرون كعادتهم، بل هو «تجربة» يخوضها الزبائن ويعيشون أبعادها ويحملون أثرها في روحهم. وفي قلب هذا الظلام حيث قد تطيب اللقمة، يتبادل الزبائن الأدوار مع النادلين، فيصبحون هم غير مبصرين فيما النادلون العميان هم الذين يبصرون في هذه العتمة الشديدة ويخدمون زبائنهم بألفة وسرور معتمدين حدسهم الداخلي وحواسهم الأخرى. واللافت في مثل هذه الجلسة القاتمة ان النادلين العميان لا يخطئون بين طاولة وأخرى ولا بين صحن وآخر. فهم يعلمون أين تقع الطاولات وماذا يريد الزبائن أن يأكلوا، علماً أن الوجبة تكون دوماً «متوسطية» بحسب ما شاءت ادارة المطعم. والنادلون هم الذين يتولون بدورهم مهمة إدخال الزبائن الى الردهة الكبرى التي لا يستطيع أحد فيها أن يرى حتى إصبعه. يقف النادل (أو النادلة) أمام الباب وخلفه يقف الزبون الأول واضعاً يديه على كتفي النادل وخلفه يقف زبون ثاني يضع أيضاً يديه على كتف الأول... وهكذا دواليك. يمشي النادل ويقود الزبائن الى طاولاتهم وكراسيهم. وفي الداخل يشعر الزبون أنه في عالم دامس لا يسمع فيه إلا الموسيقى وقرقعة الصحون والملاعق وبعض الأحاديث والضحكات. وقد يحتاج الزبون الذي يدخل المطعم للمرة الأولى الى بعض الوقت كي يعتاد الجو ويبدأ في الأكل، وقد يستخدم يديه وأصابعه إذا لم يتمكن من استعمال الملعقة أو الشوكة والسكين... فما من أحد يبصره كيف يأكل. التدخين في المطعم ممنوع والهاتف الخلوي ممنوع وكذلك أي شيء يمكن أن يبعث بصيص نور. فالظلمة يجب أن تكون تامة وراء الستارات السوداء بدورها. يتسع المطعم لما يقارب 58 زبوناً والزبائن يجب أن يتوزعوا مجموعات كي يتمكن النادلون من ادخالهم متشابكين أيادي الى أكتاف، ونادراً ما يأتي زبون وحده. ويخرج الزبائن كما دخلوا الى غرفة جانبية تسمى «البار» وضوؤها يكون خافتاً قليلاً لئلا يبهر عيون الخارجين «من الظلام». ومثلما يجعل المطعم زبائنه يأكلون في العتمة، يجعلهم أيضاً «يقرأون» في العتمة مستمعين الى القصائد والنصوص تقرأ عليهم. و"القراءة» هذه تصر عليها ادارة المطعم كما تصر أيضاً على برنامج ثقافي يرافق الأمسيات. ويحيي المطعم في أحيان سهرات خاصة ذات طقوس احتفالية على طريقة «الزن» الآسيوية وسواها. وأبوابه تفتح ظهراً مثلما تفتح ليلاً، ولا يمكن ارتياده من دون موعد وخارج النظام المعتمد والموزع على فترات. وتقول المسؤولة الاعلامية في المطعم ان الكثيرين من الذين يأتون يعودون مرة أخرى واثنتين وثلاثاً وهناك زبائن دائمون منذ أن فتح المطعم أبوابه قبل سبعة أشهر. والاقبال جيد جداً وخصوصاً في المساء. وبعض النادلين كما تقول يدعون أهلهم «المبصرين» ليشاركوهم هذه التجربة ويشعروا بما يشعرون به هم طوال حياتهم. وثمة زبائن عميان يأتون أيضاً الى المطعم وخصوصاً خلال بعض النشاطات الثقافية. على غلاف «الكتيب» الخاص بالمطعم نقرأ الجملة الآتية: «الناس يقودهم الأعمى الذي في داخلهم». هذه الجملة المستلّة من كتاب للفرنسي جان كلود ايزو تعبّر تماماً عن هذه التجربة الفريدة التي يعيشها الزبون خلال ساعتين في هذا العالم الداخلي، المغرق في ظلامه ولكن المفعم بالأحاسيس والأفكار والتخيلات. فالنادلون العميان هم مبصرون حقيقيون وسط هذه الظلمة فيما الزبائن المبصرون يغوصون في عتمة هؤلاء الأصدقاء الذين يخدمونهم بحبور كبير، مكتشفين معنى الضوء الروحي الكامن في أعماقهم والذي ينير لهم الظلمة المحدقة بهم.
للامانه منقول من جريدة الحياة
وانا عن نفسي جربت هالمطعم الحقيقة خيال وشي رهيب صراحه لكن ظلام لكن اكلهم حلو ولا عندهم ذاك الغلا مره ..
واللي يبي يروح يقول لي اعطيه العنوان بس بشرط يعزمنى معاه ..
دمتم بود
وفعلا سبق وان قريت عن هذا المطعم الغريب من نوعه وكان اول فرع له في فرنسا مفتوح من سنتين
والان موجود بلندن واسمه dans le noir
واتوقع انو له فرع في طوكيو او بيفتح بطوكيو ان ماخاب ظني
عاد انا مااتخيل اني اباكل في هالمطعم وشلون اكل شي ماشوفه والله طيب لو طاح بالصحن ذبابه يعني اكلها ونا مدري يع وبعدين موب يقولون العين تاكل قبل 000 خ عاد هذا رايي
يعطيك العافيه اخوي واكيد في ناس تعجبهم هالنوعيات من المطاعم من باب التغيير وشي غريب