иман
16-12-2022 - 12:24 am
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
دمشق الشام هي أهل الشام و أهلي
دمشق هي أجدادي الذين يعانقون ثراها
هي عائلتي العريقة التي ضمتني بحنانها
و أصدقائي الذين نشأنا معا بين أحضان مدينتا
و إلى الشام الغالية و أهلها الكرام أهدي هذه المساهمة
كم أنت جميلة يادمشق، كفراشة تلامس أزهار الصباح النيروزي، تهزها برهافة العاشق فتفوح عطراً، أو كصبية تمور
بغلالات شفافة برقيق بنانها رحيق الياسمين والنارنج والفل تؤوب به إلى عمق التاريخ وجذور العراقة والحضارة، لكنها
تحتضن أيضاً الحداثة والمعاصرة والتطور.
أسترسل في حبك يا دمشق، أنظم فيك قصائد الغزل لا كما ينظمها الشعراء، وأتغنى برحابك المشرقة لا كما يتغنى بها
الأدباء والرحالة والزوار والسياح، بل بما يغور في عمق ذاتي من صدق الوفاء ورقيق المحبة والالفة.
كم من حضارة مرّت بك فذابت في كيانك الرحب الأبدي الحنون.
ألم تنجبي يادمشق فلاسفة ومشاهير وعظماء وأباطرة تركوا بصماتهم في جبروت روما.
ألم تنطلق منك الفتوحات الأموية فتنشر الفكر العربي الاسلامي حضارة ومعرفة ورقي وتصل الصين بالمحيط الأطلسي.
ما كنت أبداً يادمشق كهولاكو وجنكيز وتيمور، هم استباحوك وخربوك وفرّغوك من مهرة صناعتك لكنك صمدت، وكانت
الحياة تعود إليك في كل مرة.
كنت الرحمة والرأفة في التعامل والشهامة عند الفتح. لم تشوهي تاريخ الامم التي انطوت تحت وارف ظلك، وأبقيت على
مشاعرهم وأسماء مدنهم وقراهم القديمة، حتى قال فيك غوستاف لوبون صاحب كتاب(حضارة العرب)المشهورة:«ماعرف
التاريخ فاتحاً أرحم من العرب».
ألم تمنحي الإنسانية أسس المعرفة والعلوم والفيزياء والكيمياء والطب والفلك والهندسة والرياضيات.
أرأيت إلى قاسيون الجبل يطل عليك بكبرياء الإباء، يذود عنك الرياح القادمة من الشمال، ويحتضن غوطتك الغّناء بكل
شجرة ونبتة ريحان وفاكهة.
عماراتك في الجبل وفي السفح تتناثر كحبات الزيتون على الشجرة المباركة.
ألم تصمدي يادمشق للفرنجة صمود الميامين ورددت حملاتهم فلم يدخلوك أبداً. بيوتاتك العتيقة مفعمة بالأريج تحنو
وتتلامس في حاراتك القديمة كصدر عاشق تغور في أعماقه ملاحم الوجد والهيام.
أزقتك القديمة الضيقة المعتمة تنساب كجداول أمواه بردى وأنهاره السبعة، متلاقية متشابكة، ملتوية ملتفة، تتقارب حيناً ثم
تتباعد لتعود وتتلامس من جديد.
أخصاص شبابيكك الخشبية تهمس بصمت حكايا الحب النقي الذي كان محرماً في يوم من الايام.
أسواقك الغنية بالمعروضات من السلع تاريخ أزلي أبدي مفعم باللون والعبق والحركة والحياة.
أبواب سورك كبوابات التاريخ مشرقة بالصمود والتصدي لكل الغزاة الطامعين.
أو ابدك تروي بصمات الأقدمين وملاحم البطولات والإباء، فتمور في ذاتي حكايا تراثك وترتدي ملابس الخشوع والإجلال.
ليلك يادمشق ضياء، أحياؤك أحداث ومشاهد وذكريات، حدائقك فراديس جنان ورياض، مقاهيك ترتاح في أعماق الغوطة
وطريق المطار.
أهلك لطفاء كرماء كأكرم العرب، تحتضنين الغريب قبل القريب بحنان الولود على الوليد.
خانق ربوتك تاريخ مفعم بالذكريات، يتلوى وأنهاره السبعة كأفعى وفية حنون لاتؤذي، يوم كان هذا الخانق مدينة مستقلة
بذاتها، فيها التخوت والقصور وكل أنواع الحبور، أسواق وحمامات وقصر مجاني للفقراء أقامه نور الدين الشهيد لما رأى
فيك إلى قصور الأغنياء.
أ أنا مغرمة بكِ يا دمشق فأنتِ أنتِ، بعد الله، وزوجي وأولادي، حبي الأول والأخير.
دمتِ ودام ترابك يادمشقُ
دمتِ ودام ترابك ياسورية الحبيبة.
تحياتي
إيمان
كلمات تعبر عن شعور داخل القلب تجاه وطن غالي على قلبك وعلينا جميعا ...
أجمل ماكتبتي ايمان , أجمل ماخطت يداك واناملك تعبيرا لحبك عن وطنك الغالي ...
من أروع مارأيت هنا في البوابة هذه الكلمات المعبرة عن حب الوطن الغالي ..
شكرا لك ايمان , استمتعت كثيرا بهذه الكلمات الرائعه ..
تحياتي وتقديري ..