A-T-B
23-01-2022 - 12:53 am
تعتبر النمسا في مقدمة دول اوروبا استقطاباً للسياح الذين تستهويهم بحضارتها العريقة وجمال طبيعتها الخلابة ونهر الدانوب الذي يخترق عاصمتها فيينا وعدداً من مدنها. والعاصمة فيينا تذكر السياح العرب بأغنية اسمهان الشهيرة «ليالي الانس في فيينا» كما تذكرهم بروائع الموسيقى العالمية وخاصة «الدانوب الازرق». ويبحث السواح من كل انحاء العالم الذين يبلغون أكثر من أربعين مليون سائح تقريبا سنويا عن الفن والجمال والثقافة التي تجمعها النمسا في قلب أوروبا النابض وهي عالم راق متألق يزخر بالفن المعماري والقصور والموضة والأناقة فترى بها القصور الفاخرة وسط الحدائق الغناء الزاهية والمباني التي تزين سقفها تماثيل وزخارف سخية وأروع الفنون في قطع الآثار العتيقة، وبالنسبة لرياضة الشتاء المتمثلة بالتزلج فالنمسا لا نظير لها أما بالنسبة للفنون الجميلة فلن تجد مثل النمسا لها موطناً.
وتنتشر في البلد التي أنجبت موتسارت وشوبان وهايدن واستراوس وبرامس وماهلر، 144 ملعب جولف أغلبها أقيم خلال الاعوام العشرة أو الخمسة عشر الماضية. والزائر إلى النمسا يرى مزيجا سياحيا فريدا ففي الصباح يذهب إلى ملاعب الجولف وفي الظهيرة ينطلق إلى زيارة المتاحف والكاتدرائيات الأثرية وفي المساء ينهي يومه بالاستماع إلى عروض موسيقية حية أثناء تناول العشاء في مطعم يعود تاريخه إلى القرن التاسع عشر.
مدينة سالزبورج: مدينة سالزبورج مسقط رأس الموسيقار موتسارت تشتهر بإقامة مهرجان موسيقي كل شهر تقريبا ووصلت حاليا إلى خمسة مهرجانات أسبوعيا تقدم خلالها الحفلات الموسيقية وعروض الأوبرا والموسيقى الشعبية والكلاسيكية وعروض مسرح العرائس النمساوي. وتذكرك مدينة سالزبورج ببعض مشاهد أفلام هوليوود وبالتحديد فيلم (ساوند اوف ميوزك) الذي صور في المدينة عام 1964.
ويمكنك تناول وجبة شهية من أفخر أنواع الطعام المكونة من لحم الضأن لصغير الحمل لانتشار المراعي الخضراء والتي تقدم في أقدم استراحة وهي «ستيفتسكيلير» الملحقة بدير سان بيتر التي ظلت تخدم المسافرين الجوعى على مدى أكثر من 1200 عام وهي واحدة من أقدم المطاعم التي مازالت تعمل بصورة منتظمة في العالم.
ويشتهر مطعم كي أند كي في مدينة سالزبورج بتقديم أطعمة القرون الوسطى (الأصلية) والاستمتاع بفنون القرون الماضية حيث يتم طهي اللحم على موقد حجري مقام في منتصف المائدة التي تجلس عليها لتتناول وجبة من النقانق (السجق) التي تشتهر بها النمسا وتعتبر الوجبة الشعبية التي تباع في الشوارع حيث تجد محلا أو عربة متنقلة لبيع ساندويتش السجق النمساوي كل 100 متر.
كما يجب أن لا يفوتك زيارة الغابة التي يبلغ عمرها 917 عاما التي تضم مجموعة من المباني التي تمثل أفضل المباني على الطراز التاريخي العريق في أوروبا إلى جانب العرض المثير لأدوات التعذيب التي كانت تستخدم في إحدى غرف التعذيب في هذه المنطقة حتى بداية القرنين الماضيين. وعلى هواة العظمة والفخامة أن يتوجهوا إلى نادي «زيل أم سي جولف كلوب» الذي يضم ملاعب ذات 18 حفرة توجد على أراض مستوية يحيط بها جبال «هوه تورين» التي يبلغ ارتفاعها 14 ألف قدم ويغطي الجبال الجليد طوال العام تقريبا ورغم أن القمم الجليدية تبعد عدة أميال إلا أنها تبدو قريبة وتوحي للمشاهد بأنه يستطيع لمسها. وعلى هواة التقاط الصور الفوتوغرافية أن يقوموا باستخدام القطار المعلق على كيبل (التليفريك) ليشاهد أكثر من 300 قمة جبل في رحلة مثيرة وتمكنهم من التقاط تصوير للزهور البرية الموجودة في جبال الألب. مقاهي فيينا الكلاسيكية: تشتهر فيينا بمقاهيها الكلاسيكية حيث ألف بيتهوفن أعذب وأروع سيمفونياته بمقهى لا يزال قائما ويحمل اسمه وتزينه رسومات ولوحات قديمة ووضعت في أحد المقاهي أيضا صور للمطربة أسمهان صاحبة (ليالي الإنس في فيينا).
وتعتبر مقاهي فيينا من أهم روافد صناعة السياحة في العاصمة النمساوية واحتفظت منذ مئات السنين بطابع خاص يميزها ويجذب إليها السياح من جميع أنحاء العالم. وتقول الأساطير إن الفضل في اكتشاف سكان فيينا للقهوة يرجع للأتراك الذين حاصرت جيوشهم المدينة عام 1683 حيث جلبوا معهم حبوب القهوة إلا أن سكان فيينا لم يستسيغوا طعمها المر كما كان يشربها الأتراك فأضافوا لها العسل وأحيانا الحليب أو الكريمة مخترعين بذلك أصنافا جديدة من القهوة لا تزال تقدم حتى الآن. وفي القرن التاسع عشر بدأت المقاهي بالانتشار بفيينا أو ما يسمى ببيوت القهوة التي صارت تقدم لعامة الناس بعد أن كانت مقتصرة على أفراد الطبقة العليا ومن أشهر تلك المقاهي مقهى يسمى ""هافيلكا"" ما يزال قائما حتى الآن. إن ما يميز المقاهي في فيينا أنها لا تقدم أصناف قهوة أجنبية إنما تحافظ على أصنافها منذ مئات السنين وكذلك الحال أيضا بالنسبة لأصناف الكعك والحلوى التي تقدم بجانب القهوة أشهر كعكة هي «ساخر» التي ابتكرها الشيف فرانز ساخر عام 1860 وسميت باسمه ويكاد لا يخلو مقهى في فيينا من كعكة الشوكولاتة الشهية تلك التي تصنع وفقا لوصفتها الأصلية في مقهى ساخر الذي ما يزال قائما بقلب العاصمة النمساوية.
وتميزت مقاهي فيينا بأنها تقدم مع كل فنجان قهوة كأس ماء يعود تقديمه لافتخار أهل فيينا بمياههم النقية التي تأتي من الجبال فهم يقدمونها دائما للضيوف. وتنتشر المقاهي التي يقصدها السياح قرب الأماكن السياحية والتاريخية والمحال التجارية ولا يعتبر الزائر إلى فيينا قد شاهد المدينة بالفعل إن لم يرتد احد تلك المقاهي ويتناول ما لذ وطاب من مأكلها ومشربها. وكانت تلك المقاهي وما تزال مكانا ليس لاحتساء القهوة فقط إنما للتسلية والاستراحة والالتقاء بالأصحاب والمعارف وعادة ما يرتادها أفراد الطبقة الوسطى من الشعب من رجال الأعمال والساسة لمناقشة قضاياهم وعقد صفقاتهم واتفاقاتهم. كما ويقصد الأدباء والفنانون المقاهي لمناقشه قضايا ثقافية وأدبية.
منقوول,,,