- فقال مارايك بسيد موائد مصر , فقلت علك تقصد الفول , قال: نعم .
أهتم العرب في بداية النهضة الاسلامية وماتلاها بأدب الرحلات وهو علم يقوم على وصف المسافر للمكان والاحداث والشخوص وتوثيقها , واهتموا بها لأنها كانت المصدر لكثير من المعارف المتداوله ,
ومن هناك برزت أسماء كان لها الفضل في توسيع معارف القراء منهم أبن بطوطة الشهير وآخر من قرأت له الشيخ عبدالله بن خميس في كتابه (المجاز بين اليمامة والحجاز)
ولتولعي بهذا العلم فقد شجعتنا مكتوب بايجاد مدونات يستطيع اي منا بناء مدونه تحوي كثيرا من رحلاته وهي تساعده لبناء موهبته الكتابيه ونشر فكره وسوانحه وإشراك الاخرين رحلته
من مدونتي أحببت أن أشارك برحلة للقاهره
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++ ++++++++++++
في القاهرة
منذ ان وطئت قدماي أرض القاهرة وأنا أشرد بذهني متخيلا صوالين الثقافة ومقاهي الكتاب وجلسات الابداع الفكري ,
جالت بذاكرتي قاهرة الستينيات عندما كانت عاصمة الفكر الثقافي ومنارة الابداع العربي , فقررت أن أخلق لنفسي قاهرة الستينيات وسأمشي في درب رواحل المبدعين . فقررت رحلتي في منطقة وسط البلد .
فأرتحلت سيارة أجره حتى اذا وصلت الى ميدان التحرير قلت له كفى فقد وصلت مبتغاي .
وصلت الى ذاك الميدان الفسيح في ضحى يوم ربيعي من ايام شهر ابريل , وكانت الشمس تنثر اشعتها ولفحات النسيم تلثم وجهي فالتفت يميننا فاذا بمبنا ضخم ليس له من ملامحه الا التقوس الجميل وكأنه يحضن الميدان بما فيه انه مبنى مجمع التحرير فاذا وفود الناس قد تقاطرت ميممة صوبه وهو يبتلع الوفود القادمة بلا رحمة ولاهواده , وأستعدت ذكريات سابقة به جعلتنى أحرف وجهي عنه شمالا صوب مبنا قد تقازم بجواره أحسبه كذلك لا أدري ألصغره أم لضخامة مبنى مجمع التحرير ,
نعم انها هي الجامعة الامريكيه شاغلة الدنيا في ذاك العصر , فهناك من رآها منارة للعلم أكرمت بها مصر ومنهم من رآها رمزا من رموز الإختراق الغربي للمجتمع المصري ووسيلة من وسائل هدم حمى الامة العربية وفي عقر دارها القاهرة .
عبرت ميدان التحرير وكأنني أرى وجه هدى شعراوي التي كانت سببا هي ومن كان معها في الحادثة الشهيرة في تغيير اسمه الى ميدان التحرير . تحرير من ماذا والى ماذا ؟ لست أدرى . فتخيلت نفسي أخاطبها لقد رميتي حجابا وهاهن الفتيات يرتدينه مرة أخرى وفي ميدان التحرير نكاية بك !! فتلفت يمينا ويسارا فاذا الغالبية العظمى من الفتيات يرتدين الحجاب , ويتبخترن بجماله في ذات المكان الذي وقفت به , فأغربي
وصلت في الجهة المقابلة الى بداية شارع طلعت حرب الشهير وقد بدأت بعض محلاته بالتثاؤب وبعضها لم يفق من نعاسه بعد , مشيت به عدت خطوات فأنحرفت يمينا الى مطعم فلفله , مكان يعبق برائحة التاريخ ويتميز عن محلات تاريخية كثيرة في القاهرة بالنظافه , تصفحت قائمة الطعام وأومأت الى النادل ببحثي عن الاكل المصري البلدي بعيدا عن قائمة طعام الفنادق التي اصبحت نسخا من بعضها البعض فتتناول افطارك في سنغافوره او القاهرة او باريس او نيويورك سيان .
فقال مارايك بسيد موائد مصر , فقلت علك تقصد الفول , قال: نعم .
فول بالبيض , فول بالبسطرمه . فول ساده , طعميه .. بصاره ... آآه بصاره هي اذن
فعشت أحلامي وعشت ساعتي واستطعمت كل لذة لذلك الطبق من الفول بالزيت الحار ولم أنسى نصيبي من البصاره . أما الشاي فقدمت اعتذاري عندما رأيت خيوط شاي (الليبتون ) تتدلى من الفناجيل , فكدت ان أصرخ به ويحك أفي القاهرة ؟ اين شاي الخمسينه , والبوسطه على ميه بيضاء , وشاي الكنكه , اليك به عني فإني أعرف مكانه .
خرجت من المطعم وسلكت طريقي مكملا شارع طلعت حرب الى ميدان طلعت حرب فرأيت التمثال واقفا شامخا , آه كم من العشاق مروا بك,, كم من السياح التقطوا لك صورا رحلوا بها الى ديارهم .... كم من متعبين القوا بحملهم عليك .كم وكم وكم .
أنا أؤمن ان هذا الميدان هو محطة مهمة لي في كل رحلاتي الى مصر ففيه أعظم ماتفخر به القاهرة . انها مكتبتي الشرق ومدبولي , ففيهما أجد دائما ضالتي , وفيها دائما مايتركني اصدقائي بعد ان يملوا بقائي فيها لساعات طوال أبحث عن الجديد فأجده وعن القديم فأعثر عليه . بعد وقت ابتضعت كتبا وخرجت سائرا في ذات الطريق بعد أن ألقيت نظرت خاطفة الى مقهى (جروبي ) الشهير وهو يحتل ناصية من الميدان ثم مرورا بسينما مترو حتى وصلت الى مقهى (الأمركيين) وقد كان مع صاحبه السابق (جروبي) مرتعا للعشاق يوما ,
وصلت الى نهاية الشارع فأعترض لي شارع فؤاد (شارع 26 يوليو) فعبرته الى شارع ضيق فأنعطفت في اخره يمينا الى مقهى ام كلثوم ذلك الرمز التاريخي العربي ونلك الشخصية التي اجتمع اليها العرب ولم يجتمعوا الى غيرها قط, فاذا منحوتا رأس ام كلثوم وبتسريحة شعرها الشهيره وقد جمعته خلف رأسها . جلت بنظري في المكان فاذا اركان المكان قد كتب بها لوحات صغيره ( هنا كان يجلس الموسيقار محمد عبدالوهاب ) (هنا كان يجلس أحمد رامي ) فأرتميت في أحد زوايا المحل فاذا الصور تملئ ارجائه صورة للست مع الشيخ زايد وصورة لها مع عبدالناصر وصورة لها مع الامير عبدالله الفيصل صاحب الاطلال وثورة الشك وقد كتب تحتها (صورة للسيده أم كلثوم مع الملك فيصل ) فقلت لنفسي (عديها ) .
أفاقني صوت النادل : نشرب ايه حضرتك .؟
شاي كشري ....
تحياتي ،،،،