- بسم الله الرحمن الرحيم
- من كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان .
بسم الله الرحمن الرحيم
لم أكن سابقا أهتم بتوثيق الأماكن التي أطوفها ،، حيث كنت عادة ما أتكلم مع من أعرف عنها ،،، ومن ثم تسقط من ذاكرتي ،،،، أما الآن وبعد إنضمامي لهذا الصرح السياحي الكبير ،،،، أصبحت أكثر اهتماما بالبحث والتصوير ،، التوثيق ،،،، رغبة مني في نشر ما أعرفه ،،، عسى أن يستفيد منه أحد يوما ما ،،،، ولأنني تعودت ،،، أنا أقول لكم كل شي عن سفراتي ورحلاتي .
كنت في رحلة إلى المملكة العربية السعودية ،،،، لغرض العمرة ،،،،،، وأنا بطبعي أحب في حالة سمعت عن مكان أو أثر ،،، أن أزوره إذا كان في طريقي ،،، وإذا كان لن يؤثر على خط سير الرحلة خاصة إذا لم أكن وحيدا .
المهم جزء الرحلة الأهم كان في مكة ،،،،، وكنت منذ فترة أسمع عن عين زبيدة أو بئر زبيدة ،،، حيث أن المسميات تختلف من كتاب إلى آخر ،،، ومن جيل إلى الذي يليه .
كنت أرى الحائط في رحلات الحج ،،، واسأل عنه ،،، ويقال لي كل مرة شيء ،،، حتى أن بعضهم يخلط بين العين أو البئر ،،، وبين سور مكة القديم .
فبحثت وبحثت ،،، وصار لدي معلومات عنه ،،،، وعندما زرت المملكة ( حفظها الله ) قلت خلوني أكتشف المكان ميدانيا ،،، وقد حصل ما خططت له بفضل الله أولا وأخيرا .
صدقوني بعض الأماكن في البئر ،،،، أو الحائط ،،، مبينة بشكل عجيب جدا ،،، ورائع ،،، وأنا مستغرب أن الأخوة في السعودية مهملين هذا المعلم الرائع العجيب ،،، الهندسي .
وسأبدأ بالكتابة عن زبيدة زوجة هارون الرشيد ، التي وسم البئر باسمها .
من هنا سأقتبس الكلام ،،، للحديث عن البئر ،،،، أو الحائط وعن من بناه ،،،،، فتابعوني جزاكم الله خيرا .
زبيدة بنت جعفر بن ابى جعفر المنصور بن محمد بن على بن عبد الله ابن العباس ام جعفر الهاشمية العباسية واسمها امة العزيز زوجة هارون الرشيدوبنت عمه وام ولده الأمين محمد الامين المقتول بيد طاهر بن الحسين بسيف المأمون .
ماتت زبيدة وهى اعظم نساء عصرها دينا وأصلا وجمالا وصيانة ومعروفا احصى ما انفقته فى حجة واحدة فكان الفى الف دينار قال ابو المظفر فى مرآة الزمان .
قلت : ولعلها عمرت فى هذه الحجة المصانع التى بطريق الحجاز او بعضها ، وكان فى قصر زبيدة مائة جارية تقرأ القرآن فكان يسمع من قصرها دوى كدوى النحل من القراءة ولم تزل زبيدة فى حشمها ايام زوجها الرشيد وفى ايام ولدها محمد الامين وفى ايام ابن زوجها عبد الله المأمون لم يتغير من حالها شىء الى ان ماتت فى هذه السنة وقيل فى سنة ست عشرة ومائتين وهو الاشهر .
واما ما فعلته من المآثر والمصانع بالحجاز وغيره فهو معروف لا يحتاج إلى ذكره هنا .
وكانت مع هذا الجمال والحشمة فصيحة لبيبة عاقلة مدبرة .
منقول من كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة لجمال الدين أبو المحاسن
من كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان .
نقل قول الحافظ أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب إنها سقت أهل مكة الماء بعد أن كانت الراوية عندهم بدينار وإنها أسالت الماء عشرة أميال بحط الجبال ونحوت الصخر حتى غلغلته من الحل إلى الحرم وعملت عقبة البستان فقال لها وكيلها يلزمك نفقة كثيرة.
فقالت أعملها ولو كانت ضربة فأس بدينار فبلغت النفقة عليه ألف ألف وسبعمائة ألف دينار قال اسماعيل بن جعفر بن سليمان حجت أم جعفر زبيدة فبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين ألف ألف ولها آثار كثيرة في طريق مكة والمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والتسليم . وإنه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن ولكل واحدة ورد عشر القرآن وكان يسمع في قصرها كدوي النحل من قراءة القرآن وإن اسمها أمة العزيز ولقبها جدها أبو المنصور زبيدة لبضاضتها ونضارتها .
الجزء القادم بإذن المولى أتكلم عن بناء البئر ومدى أهميته
والله المستعان
.. .. .. ..
.
..
..
.. .. ..