1. الصور من موضوع للاخت مسافرة 2010


2. لها كل الشكر والتقدير


3. الإنسان لا يمل من الإقامة في مدينة جميلة مثلها


4. تتميز حلب بأبنيتها الحجرية المزخرفة بالرخام والقشاني

الصور من موضوع للاخت مسافرة 2010

لها كل الشكر والتقدير

بوابة تاريخية، صورة للحاضر والماضي، يقف الانسان مأخوذا بسحر جلالها وجمالها... إنها حلب الشهباء. مدينة تربعت على هضبة في شمالي غربي سورية إلى جوار الحدود التركية وامتدت على أرض خصبة خضراء حيث أقامها أهلها القدماء
عد المؤرخون مدينة حلب في قائمة أقدم مدن العالم. فقد احتضنت حضارات إنسانية عظيمة بحيث لم يتمالك الرحالة الأجانب من وصفها ب"ملكة الشرق". كما كانت تعتبر من أبرز المدن في العهد العثماني لنظافة شوارعها وصحة مناخها وروعة طبيعتها. واشتهر أهلها كرمز للرقي الحضاري والمدنية المتقدمة والأخلاق الفاضلة على امتداد الأراضي العثمانية إذ فتحوا للضيوف قلوبهم قبل أبوابهم ورحبوا بهم بالمودة الصافية والقبول الحار
وقديما كانت حلب تعد إحدى المدن الثلاثة البارزة بين المدن العثمانية بعد اسطنبول والقاهرة، بل كانت تفوق القاهرة بسبب موقعها الجغرافي حيث كانت نقطة التقاء الطرق التجارية والسياحية ومن ثم مركزا عالميا تلتقي مجموعات الناس على أرضه وتنتشر منه إلى أنحاء المبسوطة مرة أخرى. حلب... المدينة التي حيرت السياح بألوانها المتباينة المتآلفة، فلغات متعددة، وأديان وفرق مختلفة، وأفراد من أعراق متنوعة، وتجار يبيعون سلعا وبضائع أتت من بلاد شتى.. كلها اجتمعت على أرضها، تطوف في شوارعها، وتعيش بين أطرافها

الإنسان لا يمل من الإقامة في مدينة جميلة مثلها

.. ونرى "جون نيوبري" البريطاني يبعث إلى صديقه خطابا يقول فيه "لو تركوا لي أن أختار مدينة للإقامة فيها خارج بريطانيا لاخترت مدينة حلب دون تفكير، لأنها جمعت صحة المناخ إلى روعة الطبيعة
وعندما أصيب أرسطوطاليس بمرض شديد استأذن تلميذه الاسكندر وبقي بحلب لكي يستفيد من مناخها الشافي. كما عبر الرحالة ابن بطوطة عن إعجابه الكبير بها ورأى أنها أنسب مقر للخلافة. وأعتقد أن هواة مسرحيات شكسبير سيتذكرون مدينة حلب في المسرحية الشهيرة "ماكبث" عندما جلست زوجة البحار تأكل الكستناء وتعبر عن حنينها وشوقها إلى زوجها الذي سافر إلى "حلب".. وقد مكث الشاعر الفرنسي لامرتين في حي الكتاب

تتميز حلب بأبنيتها الحجرية المزخرفة بالرخام والقشاني

. وبفضل هذه التركيبة المعمارية حافظت المدينة على نسيجها العمراني العائد إلى أكثر من 2400 سنة. وتتميز أيضا بقلعتها الشامخة وخاناتها الواسعة وأسواقها الحجرية وأبوابها العشرة. تستقبل حلب اليوم آلاف الزوار من شتى بقاع الأرض من عرب وأجانب، ونراها تعج بالناس في فصل الصيف خاصة، وتتحول إلى مهرجان يعرض التاريخ حيا
وقد شهدت المدينة العريقة دولا وحضارات كثيرة من أكاديين وآشوريين وإغريق وبيزنطيين حتى دخلها الجيش الإسلامي في عام 636 بقيادة أبي عبيدة بن الجراح سلما من باب أنطاكية. وفي عام 1516 دخلها الجيش العثماني تحت قيادة السلطان سليم الأول بعد معركة "مرج دابق" التي وقعت قرب مدينة حلب. ولما فتحها صلى في الجامع الأموي الكبير، فلقبه إمام الجامع ب"حامي الحرمين". فسارع السلطان إلى تعديل هذا اللقب ب"خادم الحرمين" وبقي اللقب ملتصقا بالسلاطين العثمانيين حتى نهاية عهدهم. واستمر الحكم العثماني نحو 402 سنة حيث انتهى مع نهاية الحرب العالمية الأولى (1918). أما اليوم فهي مدينة من أهم مدن سورية
ولمدينة حلب أبواب متعددة يعود أقدمها إلى القرن الثاني عشر الميلادي. وقد تم تجديدها عدة مرات، فبقي بعضها حتى اليوم كباب أنطاكيا، وباب النصر، وباب قنسرين، وباب المقام، وباب الحديد، واندثر البعض الآخر ولم يبق سوى اسمه كباب الفرج وباب جنين وباب النيرب
وإذا طلبت مني أن أقترح عليك مكانا تستطيع أن تلتقط منه أجمل صورة لأهم معلم في مدينة حلب -ألا وهي القلعة التي تذهل الناظر إليها إذ أنها استقرت في قلب حلب- فأنصحك أن تذهب إلى حي الشهباء. فأنا واثق من أنك ستشعر بما شعربه كل الزائرون عند أول رؤية... هيبة... عظمة... شموخ... وجلال... ولا تسأل عن منظر حلب من القلعة وهي تغطي الآفاق بأكملها. إنه لشعور لا يمكن وصفه ولا نسيانه! كأنك تشاهد الحاضر من الماضي على شاشة تلفاز عملاق. وترى أن المدينة ما زالت تحافظ على نسيجها التاريخي
ووصفها الرحالة العربي ابن بطوطة في كتابه الشهير "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" بقوله: "وقلعة حلب بداخلها جبان ينبع منهما الماء، فلا تخاف الظمأ، ويطيف بها سور، وعليها خندق عظيم ينبع منه الماء، وسورها متداني الأبراج قد انتظمت بها المعالي العجيبة المفتحة الطبقات، وكل برج منه مسكون
قلعة حلب تفتح أبوابها للزائرين من مختلف أرجاء العالم.. أبوابها التي لم تفتحها لأي قائد أو جيش غزاها طوال التاريخ.
بعد خروجنا من القلعة يلقانا خان الشونة الذي أقامه الوالي العثماني خسرو باشا قبل 450 سنة حيث تعرض فيه الملابس الشعبية والأمتعة المتنوعة الأخرى. وإن شئت فاشتر منه شيئا تذكارا لك. ثم دع جامع الخسروية مع تكياته وزواياه يستضفك. فقد شيده سنان العظيم المعماري العثماني المشهور عام 1554 م. وهو شبيه بجامع أياصوفيا في اسطنبول بقبته الواسعة وطرازه الفني. وما زال يستخدم كمدرسة لنشر العلوم الشرعية حتى اليوم
هل انتهيت من جولتك هنا؟ فهيا بنا إلى السويقة إذن. وهي سوق رئيسة تاريخية من بين 37 سوق في حلب، عندما تدخل السويقة تظن للوهلة الأولى أنك دخلت كهفا، لأنها سوق مغطاة من أولها إلى آخرها، فتنسى كل شيء رأيته آنفا، غير أن هذا الشعور لا يدوم طويلا، لأنك سرعان ما تتأقلم مع جو السوق. والسويقة شقيقة السوق الحميدية في دمشق بشكلها ونمطها
لقد ذكرنا أن عدد الأسواق في حلب القديمة 37 سوقا تختص كل واحدة منها بنوع من البضاعة والحرف. ولكل منها أبواب لها حارس خاص يقوم بمهمة فتحها وإغلاقها كل يوم. وتعد هذه الأسواق من أجمل أسواق الشرق العربي الإسلامي لما تمتاز به من طابع عمراني فريد. وكل ما ذكرناه حتى الآن يدعوه أهل حلب ينة
بمدينة الجمال والتاريخ
هل قررت الان السفر
لمدينة التاريخ والجمال
تحياتى
اخوكم ابو مضاوى