- تمثال El Cid Campeador في مدينة برقش أو برغش
يعتبر Rodrigo (or Ruy) Díaz de Vivar والملقب ب El Cid Campeador أو ما يطلق علية في التاريخ الأسلامي( السيد القنبيطور ) من الشخصيات التي لا يكاد يتفق عليها المؤرخون لما حملته هذه الشخصية من تناقضات عديدة حملت البعض على اعتباره شخصية أسطورية لأن المتأمل في اللقب الذي تلقب به يجد أن لقبه يتألف من شقين ، الأول: ElCid و هو لقب عربي بمعنى السيد و الشق الثاني : Campeador وهي كلمة أسبانية تعني الفائز أو المنتصر ( كما أنها تحمل دلالات أخرى في الثقافة الأسبانية ) فكيف يعقل أن ينال هذا الشخص مكانة لدى المسلمين كما ينالها مع النصارى ويلقب بمثل هذه الألقاب.
من المؤكد و حسب المصادر التاريخية أن شخصية El Cid Campeador من الشخصيات الواقعية التي و جدت في فترة حكم ملوك الطوائف للأندلس و إبان زحف المرابطين إليها. ولد Rodrigo (or Ruy) Díaz de Vivar في مدينة ( برغش أو برقش Burgos ) ولا يعرف تحديدا تاريخ مولده و قد نشأ في بلاط الملك في مملكة قشتالة و أصبح قائدا عسكريا من الطراز الأول وسياسيا بارعا و محنكا.
تقول الروايات الأسبانية أن EL Cid كانت تحت أمرة الملك سانشو حتى وفاته و بعد أن تسلم أخاه الفونسو الحكم بدلا عنه نفى EL Cid خارج مملكته الأمر الذي دفع EL Cid لأن يلتجأ بالمسلمين و يشارك مع القوات الأسلامية في صد الغزوات الأسبانية و عندما تعرضت مملكة الفونسو لتهديد المرابطين قام باستدعاء EL Cid الذي بدوره استجاب للنداء دون أن يشارك فعليا في حرب المرابطين فقد كانت له خططه و طموحاته الشخصية.فقد كان EL Cid يطمح في ملك بلنسية و قد عمل على ذلك وكان له ما أراد و تمكن من أن يحكمها و يعين نفسها ملكا عليها حتى وفاته.
تمثال El Cid Campeador في مدينة برقش أو برغش
بالمقابل نرى أن التاريخ الأسلامي لا يذكر EL Cid بخير يقول عنه الزركلي في كتابه الأعلام :
القاضي ابن جحاف: أمير. كان من أهل بلنسية (بالأندلس) ولما احتلها القادر ذو النون وخلع أميرها عثمان ابن محمد العامري (سنة 478ه) خاف أهلها أن يسلمها ذو النون إلى الأسبان، كما سلم طليطلة، فاتفقوا على قتله وتقديم ابن جحاف، فقتلوا ذا النون وبايعوا ابن جحاف سنة 485 فأقام بها ملكاً إلى أن حاصرها (القنبيطور) وضيق عليها حتى أكل أهلها الفيران والكلاب ثم دخلها صلحاً سنة 488 فكانت دولة ابن جحاف ثلاث سنوات وأربعة اشهر وسبعة أيام. ولم يلبث (القنبيطور) أن اتهم ابن جحاف بأنه أخفى عنده بعض الأموال فأمر بتعذيبه (فجمع له حطب كثير وحفرت له حفرة، فألقي فيها، وجعل الحطب حوله، وأووقدت فيه النار، فكان يضم النار إليه بيديه ليكون ذلك اسرع لخروج روحه!)
والحقيقة لا تزال غامضة حول شخصية EL Cid لاسيما إذا ما أخذنا كلام الزركلي و غير من المؤرخين المسلمين في عين الأعتبار.
ثم كيف يمكن أن يلقبه المسلمون بلقب السيد و في نفس الوقت يكون في منزلة احترام و تقدير من قبل خصومهم النصارى.
الشئ المثير في الموضوع أن EL Cid ترك تراثا أدبيا في محلمته الشعريه الشهيرة ( أغنية السيد ) و التي تضم مئات الأبيات و التي تعتبر ذات أهمية بالغة في الأدب الأسباني.
تستحق كل الشكر على هذا الموضوع الرائع
تحياتي لك