الأندلسي الصغير
24-01-2022 - 09:02 pm
ظلت منسية زهاء 800 عام، لكن التنقيبات التي أجريت مؤخرًا أزالت عن أهم مدن الأندلس في الهضاب القشتالية الحجاب الذي أسدله الزمن عليها. تتوسط قلعة رباح الهضاب الجنوبية، وقد أحسن الأمويون اختيار موقع بنائها. أصبحت القلعة بعد وقعة الزلاقة أهم معقل اسلامي في وجه طليطلة المسيحية. استولى عليها الفونسو السابع في سنة 1147 وجعل منها طليعة النصارى المتغلغلة في أراضي الأندلس. تنازل عنها سانتشو الثالث القشتالي لرهبانية سيستير Orden del Cister التي غدت أول رهبانية مقاتلة وتبنّت لنفسها اسم القلعة: قلعة رباح Calatrava. ظلت المدينة في يد القشتاليين لغاية سنة 1195 عندما استعادها الموحدون عقب انهزام الفونسو الثامن في معركة الأرك القريبة، ومكثت تحت سلطة المسلمين 17 عامًا فحسب اذ استرجعها الفونسو الثامن ذاته قبيل وقعة العقاب بايام معدودة.
تعتبر قلعة رباح من أوسع مواقع التنقيب الأثرية التي ترجع للقرون الوسطى لحسن بقائها ولاحتفاظها بما تتالى عليها من عهود: أموية وطوائف ومسيحية؟ ومرابطية ومسيحية وموحدية ومسيحية. تمكنت التنقيبات التي بدأت في سنة 1984 من تحديد موقع القصر في أقصى الشرق والأبراج البرّانيةوالخندق المحيط بالمدينة - وهو الوحيد الذي يرجع الى ما قبل القرن العاشر والباقي كاملاً - والنظام الدفاعي الهيدروليّ والأرباض ومقبرة موحدية ومشاغل الفخار..