أكتشف العالم بين يديك
المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة.
artravelers.com ..
حظيت مدينة سرقسطة باهتمام العرب المسلمين الذين فتحوها كغيرها من مدن شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حاليًا) في بداية القرن الثامن الميلادي (أواخر القرن الأول الهجري) وركزوا عليها إلى حد ما، حيث حولوا اسمها من سير أغوستا إلى سرقسطة وبنوا فيها الأسوار اليضاء اللون وجعلوها عاصمة لطائفة بني هود في فترة الطوائف التي مرّت بها شبه الجزيرة الإيبيرية بعد تفكك الدولة العربية الإسلامية في الأندلس سنة 1031م، وقد أصبحت أعظم الممالك في هذه الفترة من حيث رقعتها وموقعها وبنوا فيها قصر الجعفرية، أهم المراكز الإسلامية في الشمال والشمال الشرقي الإسباني. بُدئ في بناء هذا القصر سنة 1046م في منطقة واقعة غرب مدينة سرقسطة في عهد، المقتدر بالله (أحمد أبوجعفر)، حيث أُحيط البناء الإجمالي بسور وقُسم إلى ثلاثة أبهاء مستطيلة، أما أماكن إقامة الملوك فقد شُيدت حول بهو مركزي يحتوي على بعض الأشجار وجُعلت الصالات الأساسية مفتوحة على الحديقة عبر بعض الأورقة وذلك حسب تقاليد الأمويين في تشييد القصور ولكن هذا القصر المميز، الذي تم الانتهاء من بنائه سنة 1083م، لم يدم طويلاً تحت سيطرة العرب المسلمين حيث أصبح تابعًا للملوك النصرانيين الأراغونيين، بعد سقوط إقليم أراغون بيد الإسبان سنة 1118م، الذين حاولوا إجراء بعض التعديلات عليه، ففي عهد الملك "بيدرو الرابع" تم إنجاز الأعمال الأكثر أهمية في فترة المدجنين (المودوخاريس) وهي مُصلى سان مارتين، مصلى سان خورخي، إضافة إلى القاعات التي تم بناؤها فوق الصالات والأروقة الإسلامية في الجهة الشمالية مغيرين بذلك بعضًا من بنية القصر وخاصة من حيث ربط الصالات والأروقة مع قاعة العرش. وفي نهاية القرن الخامس عشر أعاد الملوك تشكيل وتوسيع القصر وحُوِّل في فترات لاحقة إلى مركز تحقيق قضائي وأُهمل إلى حدٍ ما. وفي القرن السابع عشر، في عهد فيلبي الثاني، تم تدعيم القصر ومن ثم تحويله في القرن الثامن عشر إلى ثكنة عسكرية، وبقي على هذه الحالة دون إجراء تعديلات مهمة حتى بداية الربع الثاني من القرن العشرين، حيث تم اعتباره عام 1931م موقعًا وطنيًا ذا أهمية تاريخية وفنية أما في القرن العشرين فقد تتابعت عمليات إعادة تأهيل أجزاء القصر حيث تم إصلاح الأجزاء الأكثر أهمية فيه، واكتشاف الكثير من القطع التزيينية العائدة لفترة حكم المسلمين ولفترة المدجنين وبقيت بعض أقسامه غير منتهية إلى أن تم الإقرار بجعله مقرًا للبرلمان الأراغوني عام 1983م، وعودة الاهتمام به. حيث شملته عملية ترميم جدية عام 1985م، حينما حاول المهندسون المكلّفون بالعمل وضع حلول لكل جزء من أجزاء القصر بحسب المشكلة، سواء بالمحافظة على القديم أو بوضع مواد معمارية جديدة، إضافة إلى تجهيزه ببعض المستلزمات الضرورية للزائرين مثل مكان لبيع الذكريات والمنشورات الأثرية، وصالة لجمع القطع الأثرية والمستندات المتعلقة بالبناء، ومداخل خاصة للمعاقين، ومقاه ليتحول بذلك إلى مدينة صغيرة منظمة بعد اثني عشر عامًا من الإصلاح ومن الجدير ذكره أن لجان البحث الأثرية استطاعت نتيجة العمل الدؤوب من الحصول على مخلفات أثرية إسلامية مهمة تم وضعها في المتاحف الإسبانية المهتمة بالآثار، من هذه الآثار: قوسين متوازيين مزينين بشكل رائع يعودان لفترة حكم الطوائف في القرن الحادي عشر الميلادي، ناهيك عن المخطوط الأثري المهم الذي حُصل عليه عام 1998م في قاعة العرش وهو مخطوط كامل للقرآن الكريم يعود إلى أوائل القرن السادس عشر الميلادي وهي الفترة التي بَدَأ فيها طرد الموريسكيين (المسلمين الذين بقوا في بلدانهم بعد سقوطها بيد الإسبان) من مملكة أراغون وعاصمتها سرقسطة ويلاحظ المتابعون لأخبار هذا القصر، اهتمام الجهات المعنية في إقليم أراغون بهذا الأثر التاريخي حيث قال رئيس البرلمان في هذا الإقليم منذ عدة أعوام في الرد على أحد الصحفيين بأن هذا القصر يجب أن يكون مكانًا ثقافيًا وفكريًا مفتوحًا للجميع وخاصة الأراغونيين الذين يحاولون افتتاح مركز للدراسات الإسلامية فيه بالتعاون مع بعض المراكز والمنظمات مثل جامعة سرقسطة والمجلس الأعلى للبحث العلمي، إضافة إلى بعض السفارات العربية في العاصمة الإسبانية مدريد التي لها اتصالات ثقافية مع الجهات الأراغونية المختصة ومما تقدم يمكن القول: إن قصر الجعفرية الذي لم يحظ بالدراسة والتعريف في الإعلام الإسباني والعربي، مقارنة مع الآثار الأندلسية الموجودة في جنوب إسبانيا كقصر الحمراء في غرناطة والجامع الكبير في قرطبة وبرج الخيرالدا في إشبيلية.. هو واحد من آثارنا الإسلامية البارزة في أسبانيا التي يجب علينا الوقوف عندها والتأمل في تاريخها المجيد آمل أن تجد في هذا الموضوع المعلومة التي تبحث عنها مودتي وإحترامي أخوك المنقلب
أخي العزيز
AtaArab
أنقل لك ما ذكرة الدكتور غازي حاتم عن هذا القصر
قصر الجعفرية في سرقسطة
حظيت مدينة سرقسطة باهتمام العرب المسلمين الذين فتحوها كغيرها من مدن شبه الجزيرة الإيبيرية (إسبانيا والبرتغال حاليًا) في بداية القرن الثامن الميلادي (أواخر القرن الأول الهجري) وركزوا عليها إلى حد ما، حيث حولوا اسمها من سير أغوستا إلى سرقسطة وبنوا فيها الأسوار اليضاء اللون وجعلوها عاصمة لطائفة بني هود في فترة الطوائف التي مرّت بها شبه الجزيرة الإيبيرية بعد تفكك الدولة العربية الإسلامية في الأندلس سنة 1031م، وقد أصبحت أعظم الممالك في هذه الفترة من حيث رقعتها وموقعها وبنوا فيها قصر الجعفرية، أهم المراكز الإسلامية في الشمال والشمال الشرقي الإسباني.بُدئ في بناء هذا القصر سنة 1046م في منطقة واقعة غرب مدينة سرقسطة في عهد، المقتدر بالله (أحمد أبوجعفر)، حيث أُحيط البناء الإجمالي بسور وقُسم إلى ثلاثة أبهاء مستطيلة، أما أماكن إقامة الملوك فقد شُيدت حول بهو مركزي يحتوي على بعض الأشجار وجُعلت الصالات الأساسية مفتوحة على الحديقة عبر بعض الأورقة وذلك حسب تقاليد الأمويين في تشييد القصور
ولكن هذا القصر المميز، الذي تم الانتهاء من بنائه سنة 1083م، لم يدم طويلاً تحت سيطرة العرب المسلمين حيث أصبح تابعًا للملوك النصرانيين الأراغونيين، بعد سقوط إقليم أراغون بيد الإسبان سنة 1118م، الذين حاولوا إجراء بعض التعديلات عليه، ففي عهد الملك "بيدرو الرابع" تم إنجاز الأعمال الأكثر أهمية في فترة المدجنين (المودوخاريس) وهي مُصلى سان مارتين، مصلى سان خورخي، إضافة إلى القاعات التي تم بناؤها فوق الصالات والأروقة الإسلامية في الجهة الشمالية مغيرين بذلك بعضًا من بنية القصر وخاصة من حيث ربط الصالات والأروقة مع قاعة العرش. وفي نهاية القرن الخامس عشر أعاد الملوك تشكيل وتوسيع القصر وحُوِّل في فترات لاحقة إلى مركز تحقيق قضائي وأُهمل إلى حدٍ ما. وفي القرن السابع عشر، في عهد فيلبي الثاني، تم تدعيم القصر ومن ثم تحويله في القرن الثامن عشر إلى ثكنة عسكرية، وبقي على هذه الحالة دون إجراء تعديلات مهمة حتى بداية الربع الثاني من القرن العشرين، حيث تم اعتباره عام 1931م موقعًا وطنيًا ذا أهمية تاريخية وفنية
أما في القرن العشرين فقد تتابعت عمليات إعادة تأهيل أجزاء القصر حيث تم إصلاح الأجزاء الأكثر أهمية فيه، واكتشاف الكثير من القطع التزيينية العائدة لفترة حكم المسلمين ولفترة المدجنين وبقيت بعض أقسامه غير منتهية إلى أن تم الإقرار بجعله مقرًا للبرلمان الأراغوني عام 1983م، وعودة الاهتمام به. حيث شملته عملية ترميم جدية عام 1985م، حينما حاول المهندسون المكلّفون بالعمل وضع حلول لكل جزء من أجزاء القصر بحسب المشكلة، سواء بالمحافظة على القديم أو بوضع مواد معمارية جديدة، إضافة إلى تجهيزه ببعض المستلزمات الضرورية للزائرين مثل مكان لبيع الذكريات والمنشورات الأثرية، وصالة لجمع القطع الأثرية والمستندات المتعلقة بالبناء، ومداخل خاصة للمعاقين، ومقاه ليتحول بذلك إلى مدينة صغيرة منظمة بعد اثني عشر عامًا من الإصلاح
ومن الجدير ذكره أن لجان البحث الأثرية استطاعت نتيجة العمل الدؤوب من الحصول على مخلفات أثرية إسلامية مهمة تم وضعها في المتاحف الإسبانية المهتمة بالآثار، من هذه الآثار: قوسين متوازيين مزينين بشكل رائع يعودان لفترة حكم الطوائف في القرن الحادي عشر الميلادي، ناهيك عن المخطوط الأثري المهم الذي حُصل عليه عام 1998م في قاعة العرش وهو مخطوط كامل للقرآن الكريم يعود إلى أوائل القرن السادس عشر الميلادي وهي الفترة التي بَدَأ فيها طرد الموريسكيين (المسلمين الذين بقوا في بلدانهم بعد سقوطها بيد الإسبان) من مملكة أراغون وعاصمتها سرقسطة
ويلاحظ المتابعون لأخبار هذا القصر، اهتمام الجهات المعنية في إقليم أراغون بهذا الأثر التاريخي حيث قال رئيس البرلمان في هذا الإقليم منذ عدة أعوام في الرد على أحد الصحفيين بأن هذا القصر يجب أن يكون مكانًا ثقافيًا وفكريًا مفتوحًا للجميع وخاصة الأراغونيين الذين يحاولون افتتاح مركز للدراسات الإسلامية فيه بالتعاون مع بعض المراكز والمنظمات مثل جامعة سرقسطة والمجلس الأعلى للبحث العلمي، إضافة إلى بعض السفارات العربية في العاصمة الإسبانية مدريد التي لها اتصالات ثقافية مع الجهات الأراغونية المختصة
ومما تقدم يمكن القول: إن قصر الجعفرية الذي لم يحظ بالدراسة والتعريف في الإعلام الإسباني والعربي، مقارنة مع الآثار الأندلسية الموجودة في جنوب إسبانيا كقصر الحمراء في غرناطة والجامع الكبير في قرطبة وبرج الخيرالدا في إشبيلية.. هو واحد من آثارنا الإسلامية البارزة في أسبانيا التي يجب علينا الوقوف عندها والتأمل في تاريخها المجيد
آمل أن تجد في هذا الموضوع المعلومة التي تبحث عنها
مودتي وإحترامي
أخوك
المنقلب