data_travel/data/500/ADEL.JPGجبيل مدينة الحرف، قديمة في التاريخ، تعاقبت عليها عشرات الثقافات البشرية مما جعلها من أغنى المناطق الأثرية في العالم. حالياً هي القاعدة الأساسية لمركز القضاء. الحركة السياحية فيها لا تهدأ، فنادق ومنتجعات سياحية ومطاعم فيما يستقطب الشاطئ الفينيقي رواد السياحة والاستجمام تحت أشعة الشمس. كثيرون هم الذين مرّوا بجبيل وتركوا بصماتهم على جدرانها، وشكلّوا لغزاً لكل من أتى بعدهم، (أرنست رينان)، (بيار مونتييه)، (موريس دونان)، و(أرنست كولون) وسواهم في الثلاثينيات نقبوا كثيراً وسبروا أغوار المدينة بحثاً عن كنوز التاريخ، والحضارات وسعياً للكشف عن الأسرار المدفونة في باطنها، من الآثار الفينيقية والصليبية والامورية والفرعونية الى الأشورية والبابلية والفارسية والإغريقية والرومانية والبيزنطية والعربية وغيرها.
فمن مرفئها القديم الفينيقي الذي صدّر الأبجدية والتحف والصباغ والزجاج وخشب الأرز مروراً بالقلعة الصليبية وكنيسة مار يوحنا مرقس الصليبية، الى متحف الشمع الذي يجسّد مشاهد من تاريخ لبنان، الى منطقة السوق القديم وطرقاته التي سلكتها شعوب كثيرة مخلّفة وراءها آثاراً وحضارات عديدة، كل هذا غيض من فيض مما تختزن هذه المدينة في باطنها من أسرار كثيرة بانتظار إعلانها.
ومن أولويات المدينة، المحافظة على الآثار والتراث والتخطيط لمشاريع سياحية عمرانية إنمائية وبيئية تحفظ لها وجهها الحضاري والتراثي والأثري. فمن رعاية مهرجاناتها السياحية الدولية، الى تعبيد طرقاتها، وتحديث مداخلها، الى المحافظة على التعايش المسيحي - الإسلامي فيها، بحيث أصبحت رمزاً ومضرب مثل لكل اللبنانيين، مدينة للسلام كما أعلنتها الأونيسكو.
مدينة فينوس وأدونيس وعشتروت، وأحيرام، تحتضن بين الماضي والحاضر، قصصاً ترويها، جدرانها الأثرية ووجوه مواطنيها الذين يتسامرون في لياليها المقمرة.
فيما يتعلق بموضوع المتابعة لترميم المدينة القديمة، فان مشروع الإرث التراثي الذي تستفيد منه جبيل يشتمل على ثلاث مراحل: المرحلة الأولى تتناول تأهيل مستديرة مدخل جبيل الطريق الروماني وتحويله الى حديقة أثرية، والمرحلة الثانية تطال أسواق جبيل القديمة محيط القلعة، السوق القديم، محيط الموقع الأثري. أما المرحلة الثالثة فتشمل واجهة جبيل البحرية والميناء.
ويقول رئيس البلدية جينو كلاب ان البلدية باشرت تنفيذ المرحلة الأولى من الإرث التراثي والتي تطال مستديرة اوتوستراد جبيل على أن ينشأ عليها مبنى لإدارة السياحة تابع للبلدية تصل بالحديقة الأثرية عبر نفق تحت الأرض ومركز للمعارض والاجتماعات والمؤتمرات. قسم كبير من جبيل وبخاصة جبيل القديمة تشرف عليها وتديرها وزارة الثقافة وبالتحديد مديرية الآثار.
وجبيل مصنفة من قبل الأونيسكو (تراث الإنسانية) منذ عشرين سنة، ولمنظمة الأونيسكو رأي ودور في إدارة جبيل القديمة وحمايتها بموجب اتفاق دولي بين الدولة اللبنانية والمنظمة، بموجبه تلتزم الدولة اللبنانية حماية الموقع (الاركيولوجي) في جبيل وعدم إلحاق الضرر به وهو السبب الأساسي لوقف تنفيذ مشروع ردم الشاطئ الرملي جنوبي جبيل لتحاشي شطب موقع بيبلوس من لائحة التراث العالمي للاونيسكو في حال إلحاق الضرر بهذا الموقع.
ولا يمكن ان يزور لبنان اي زائر بصفة رسمية أو خاصة من دون ان تكون جبيل من ضمن المواقع التي يزورها، كما يدل على ذلك عدد زوار جبيل من السياح الذين يفوق عددهم زائري الموقع الأثري (55000 سنوياً).