- تنويه:
- ثانياً: التقسيمات الجغرافية:
- ثالثاً: السفر للصومال:
- رابعاً: المطار:
- سلب ونهب وسرقات وقتل ومجرمون وعصابات وقطاع طرق يسمونهم المريان؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
رحلتي إلى بلاد المخاطر ( ( الصومال ) )
أيها الأخوة.. احمد الله إليكم واصلي وأسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد..
تنويه:
- كنت متردد في إعادة كتابة تقرير عن رحلتي إلى بلاد المخاطر( ( الصومال ) ) ولكن شجعني على ذلك طلب بعض الأخوة إعادة كتابة هذه الرحلة فلهم مني كل الشكر لحسن ظنهم بأخيهم.
- ونظراً لوجود بعض الاستفسارات التي حال الخلل الذي حصل للمنتدى عن طرحها مما استلزم عرضه من جديد لبيان بعض الملاحظات والتنبيهات التي أرى أنه من اللازم بيانها.
- كما أن هذه النقلة الكبيرة في المنتدى دور في تشجيعي على إعادة كتابة تقريري فللأخوة القائمين على هذا الموقع الرائع كل الشكر والتقدير والله نسأل أن يجزيهم عنا خير الجزاء.
- وأخيراً قد تجدون بعض الاختلاف في الطرح وما ذلك إلا بسبب خلل ألم بالجهاز اضطرني لبعض التعديلات!!
====================================
====================================
الجزء الأول
الهدف من الرحلة: عمل إغاثي اجتماعي.
مدة الرحلة: شهر كامل.
عدد أفراد الرحلة: 3 أشخاص!!
أولاً: معلومات عامة:تقع الصومال في شرق إفريقيا، يحدها كلا من كينيا وإثيوبيا وجيبوتي وخليج عدن والمحيط الهندي.
شمالها صحراوي أما الجنوب فبين معتدل وحار وتكثر فيه الغابات، سكانها يقدر بين 6 إلى 8 مليون نسمة مسلمون سنة 100%.
توجد بعض القبائل العربية غالبهم من أصول يمنية، والصومال عضو في جامعة الدول العربية، مساحتها627337 كم ، وعملة البلد الشلن وعاصمتها مقديشو.
ثانياً: التقسيمات الجغرافية:
الصومال بعد الانقلاب عام 1991م انقسمت إلى أقسام لا حصر لها فكل قبيلة تسيطر على منطقتها ومناطق القبائل الضعيفة.
وتعتبر قبيلة الهبرقدر وقبيلة الأبقال وقبيلة العيص من أكبر القبائل ولها شوكة ومنعه وينحدر منها أفخاذ قد يكون التناحر بينها أشد وأنكى من القبائل البعيدة .. وهذه القبائل تكثر في مقديشو وما حولها، وشمال الصومال أكثر أماناً لأنها في الغالب ترجع فيما أظن إلى قبيلة واحدة لكنها أفخاذ كثيرة ، ويدعون أن أصولهم عربية ، وتنقسم إلى قسمين: أرض الصومال أو صومال لآند وهذه لها رئيس منتخب ، ويدعون الاستقلالية عن الجنوب ، والأخرى بوتي لاند وتدين بالولاء لمقديشو تدعو للصلح والوحدة ولها رئيس كذلك.
ثالثاً: السفر للصومال:
لا يمكن السفر للصومال من أي بقعة في العالم إلا عن طريقين، دبي أو جدة .. وذلك على متن الخطوط الجوية شركة دالو .. أما عدد الطائرات التي تملكها هذه الشركة فكلها طائرة واحدة روسية الصنع قديمة!!ويملكها مجموعة من التجار الصوماليين، أو عن طريق طيران بامحفوظ وكلها طائرة واحدة ؟؟ فيه تنسيق بين الشركتين رحلة واحدة في الأسبوع تقلع فجر يوم الخميس وإذا ما فيه ركاب تأجل للأسبوع الذي يليه.. يعني حسب الركاب!!
وصاحبكم سافر لجدة من أجل السفر للصومال وفي المطار اعتذروا لي من عدم وجود عدد كافٍ وأن الرحلة تأجلت .. فانتظرت أسبوعاً ثم عدت لجدة مرة أخرى والحمد لله صار فيه ركاب وطرنا!! والخيرة فيما اختاره الله!!
الدخول للطائرة من الخلف .. وكنا مسرعين لنكون أول الراكبين للجلوس في مقاعد الدرجة الأولى حيث علمنا أنه لا يوجد بها درجات الجميع سواسية!! قمة العدل!! وفعلا كنا أول الراكبين ولكن المضيف استغرب لما رآنا وقال: ستذهبون للصومال؟… الحاصل رفض أن نركب في المقدمة وأمرنا بالجلوس في المقاعد الخلفية !! حاولنا معه لكن للأسف رفض وبشدة !! بصراحة حقدت عليه ؟؟ ثم تبين أن الرجل عمل فينا معروفا جزاه الله خير فقد كانت ماكينة الطائرة في المقدمة وصوتها مزعج جدا والمؤخرة هي الأفضل..
الركاب معهم من العفش الذي لا يصدق بين أقدامه وتحت الكرسي وفوق الكرسي طبعا الطيارة بدون أحزمه!! جلست أسأل نفسي عن العفش الذي في الشحن كم؟؟ أنواع الحقائب بقشة سمسونايت أتحدى أن يكون أحد قد شاهد مثلها!! ومحمول اقصد سطول أشكال وألوان !!
الركاب في الغالب نساء !! عرفنا بعد إقلاع الطائرة بأنهم مرحلين!! وكلما شاهدنا أحدهم بدت على وجوههم الحيرة والغرابة!! أحداهن دخلت فلما رأتنا أخذت تضحك وهي تقول: دول كمان حييجوا مأنا !!
الطائرة أشبه بالوانيت القديم تلمس المرتبة التي أمامك تسقط على الأرض.. لا تحلم بمجلة أو صحيفة أو مبيعات جوية .. لكن والشهادة لله مكيفة !! لا ويقدمون وجبات عصير شفاط ؟؟ وكيك بالسمن أو سمن بالكيك أحدهما!!
رابعاً: المطار:
وصلنا المطار ويبعد عن مقديشو حيث كنا نقصد 200 كم ، لكن لماذا لم ننزل في مطار مقديشو؟ الجواب أن أهل مقديشو لم يسمعوا صوت طائرة منذ 1991م ولو تقترب طائرة لدمرت تماما !! فمطار مقديشو متنازع عليه؟ حتى المحيط الهندي لا يمكن أن تقترب منه أي سفينة لذات السبب، وهذا المطار النائي تسيطر عليه قبيلة وهو المنفذ الوحيد للصوماليين في مقديشو وما حولها !! نعود للمطار الدولي فأنا بصراحة أبحث من زجاج الطائرة عن المطار فلا أرى أي شيء والمضيف يعلن الوصول !! اسأل أصحابي ترون شيء ؟ نفس الجواب لا يرون شيء ؟ وقمنا نتندر نتصنع الشجاعة والله أعلم بالحال .. حتى اقتربنا من خط ازفلتي وحيد ..فهمنا أنه المدرج!! باختصار نزلنا وإذا بأصحابنا يقفون بالسيارة عند سلم الهبوط !! ولا رئيس !! قصدي سيارتين سيارة تويوتا بك أب لنا وثانية للحرس!!! الجوازات تسلم لهذه القبيلة وترسل لمقر إقامتك غدا !! خدمات خمس نجوم!! ولا تفتيش عفش ولا يحزنون !! المهم ناس تأخذك أو تعود بنفس الرحلة من حيث أتيت ؟؟ وأنا شاغل تفكيري كيف الطائرة ستطير وهي في نهاية الخط !!
خامساً: الوضع العام في مقديشو:
الأمن في الصومال معدوم تماماً لا حكومة ولا شرطة ولا جيش ولا وزارات ولا فنادق ولا شقق مفروشة ؟؟ حلوه شقق مفروشة !!
سلب ونهب وسرقات وقتل ومجرمون وعصابات وقطاع طرق يسمونهم المريان؟؟
الخروج من بعد المغرب من المنزل معناه الموت؟ تسمع صرخات الاستغاثة هنا وهناك لكن لا حياة لمن تنادي فلا يجرأ أحد على فعل أي شيء ؟ وفي النهار تخرج ولابد من حرس يحرسونك ؟ وانتبه.. فلا بد أن يكون الحرس من كل قبيلة واحد!! فكل منطقة تسيطر عليها قبيلة ؟ والحارس سيكون المفتاح لدخولها!!
مثال: الملز يسيطر عليه قبيلة والعليا قبيلة والربوة قبيلة والعزيزية قبيلة لا قدر الله وهكذا هذا الوضع في العاصمة مقديشو وضواحيها ؟؟ أما السفر بين المدن فموضوع آخر!!
المساكن بعضها مهدم تماما وبعضها لا بأس بحاله ويندر أن تجد مبنى سالم من طلقات مدافع أو قذيفة أو رصاص ؟ مقر الوزارات والمراكز الكبيرة سيطرت عليها القبائل وأصبح يسكنها أُسر كثيرة، والسكن الذي ليس فيه حراس يصبح من فيه عرضه للنهب أو القتل أو الخطف !!تدخل بعض المنازل تجد اللصوص لم يتركوا شيء بها حتى الطوب ينقرونه ويبيعوه !! وينقرون الجدر من أجل الحصول على أسلاك الكهرباء وأنابيب المياه ليبيعوها ولو يتيسر لهم شفط الطلاء لفعلوا ؟؟ تجيش الجيوش من أجل سرقة سيارة أو نهب مدرسة أو مركزا ؟؟
السلاح في كل مكان .. وتشاهد أسلحة لم ترها ولم تسمع بها ؟ سمعتم بالجمشه!!
السيارات ماكينة بدون بدي ؟ ويوجد سيارات جيدة ؟ لكن ترى سيارة بك أب ماكينة وكرسي السائق فقط !!! والباصات ماكينة بدون بدي فقط كراسي على الهواء الطلق وحديد مسويه على الصحن يمين ويسار اجتهاد شخصي من السائق .. والبشر فوق بعض ربما ضلوا ينتظرونه ساعات ، أما بين المدن فينتظر أيام وليالي حتى يصل وربما لا يجد أي مقعد سوى التعلق بأحد المتعلقين طيلة الرحلة وكثيرا ما يسقط ويموت .. هذا إذا وصلوا بالسلامة ولم يخرج عليهم المريان ساعاتها سيكونوا جميعا بخبر كانا!!! الخلاصة الحكم لمن ؟؟ الحكم للقبيلة!!
والوضع العام أشبه بالغابة يتحقق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم عن آخر الزمان " لا يدري القاتل لما قتل ولا المقتول لما قُتل " ؟؟ شعب يدمر نفسه !!همجية بلا حدود !! تصدقون رغم أن الشلن ضل ثابت لم تنخفض قيمته كثيرا أمام الدولار ؟ إلا أنهم بدؤوا بطباعة العملة وإغراق السوق بها ؟؟ حتى وصل إلى الحضيض!! ويمكن أن يفعلوا أي شيء وبدون أي تفكير؟؟ فالله المستعان!!
لكن يوجد بالصومال بنوك مثل بنك التقوى وحبيب بنك وغيرهما ؟ كما توجد شركات اتصالات . . . والغريب أن سعر الاتصال الداخلي مجاناً!! والخارجي بريال ونصف تقريبا للمملكة !! يا بلاش !! فإن سأل سائل كيف تعمل هذه الشركات فالجواب كالتالي:
توجد سفن تابعة لشركات روسية في المحيط ليس لها أي عمل سوى تأجير خدمات الاتصالات فهي تملك قمر صناعي وتستغله في هذه الدول وغيرها ؟؟؟
ومن الغرائب في الصومال أنك تجد القتال يدور بين القبائل أو مع اللصوص وقطاع الطرق فإذا أذن المؤذن توقف الجميع عن القتال وذهبوا للصلاة !!
المساجد مقدسة لا يمكن أن تمس بسوء !! والغريب تجد من يشحذ المال وتجد من يتصدق عليه يعي فقير يتصدق على من هو أفقر منه!!
سوق بكارة أكبر سوق بل هو الرئيس فيها البضائع 90% منها مستوردة من دبي وكلها درجة ثانية ونادرا تجد شيء جديد !! وفيه كل شيء حتى لو تريد جواز سفر صومالي موجود والجنسية معه مجاناً بدولار .. تريد أكبر الشهادات موجود والماجستير مجاناً .. سوق شعبي جدا صناديق من الزنك أو الخشب وتجد الملابس والأكل والعدد وكل ما يخطر على بالك والمطاعم الله أكبر لحم يشوى على جمر فوق أسياخ متصدية ؟؟ شوي عليها الصدأ !! أو شرائح البطاطس !! موز يقطعونه شرائح ويملح ويقلى فيصبح كالبطاطس المقلية !! وفيه جلد بقري مشوي يا سلام طعمه رهيب!! الأفضل أقف هنا حتى لا يصير لكم شيء!!
يتبع الجزء الثاني بلإذن الله!!
أخوكم......... المغامر!
الجزء الثاني:
سادساُ: الانتقال من المطار:
في طريقنا من المطار رأينا من عجائب وغرائب ولم نصل لمقديشو بعد !! مواقف مبكية وأخرى مضحكة!! تناقضات نعيشها في لحظات!! فإن لم يكن هذا هنا فأين!!في طريقنا من المطار مررنا على أناس يبيعون الفاكهة الطازجة: البابايا ، والمانجو ، والأناناس والموز !! وهذا لنا معه وقفات فيما بعد!! وغيرها !! أخذنا منهم ما نريد ، ، ، ثم طرحنا سؤال على الأخوة عن هؤلاء القوم من أين يأتون ؟
فقالوا من بيوتهم !!
قلنا: وأين هي ؟
فقالوا: تلك !!
أخذنا ننظر إلى ما أشاروا إليه ونرجع إلى بعض النظر!! تبعه صمت طويل من هول ما قالوا !! أتدرون ما الذي أشاروا إليه !! أتدرون ما الذي أشاروا إليه !! أشاروا إلى كومة قش تتكون من مجموعة حشائش وأعواد !! والله العشش أفضل منها بكثير أما هذه فلا أصدق أن يسكنها حيوان فضلا عن الإنسان!!بكل صدق نزل علينا الخبر كالصاعقة بين مصدقين ومكذبين!!
أهذا معقول!! أم هم بنا يهزئون !!
طلبنا من الأخوة التوقف عند أحدها ! لنقطع الشك باليقين ونطلع على حقيقة الأمر!!
توقفنا وليتنا لم نقف!! أصبنا بحيرة وألم ، ، يصعب والله وصفها ، ، فلا يمكن أن يصدق هذا، ، ، لقد رأينا أمراً لم نستطع أن نحبس الدمع من هوله!! فالله المستعان!! ولا حول ولا قوة لنا إلا به.
والله شاهدنا داخل كومة القش المأخوذة من الحشائش والأعواد أسرة تصل إلى (7) أنفس لا تسترهم عن حرارة الشمس ، ، ولا برد الشتاء ، ، فيها إبريق ، وقدر أسود معوج ، لباسهم مقطع ومهتري هذا كل ما يملكون !!
عدنا للسيارة!! نكفف الدموع التي لم نستطع أن نحبسها سبحان الله أهذا حقيقة أم خيال!!
صمت طويل أخذ كل منا يسرح في نفكر ما نحن فيه. . . وما هم عليه. . . المقارنة بكل المقاييس مستحيلة!!!
سبحان الله في تلك اللحظات تذكرت حديث أبي وجدي رحمهم الله عن فقرهم وفاقتهم والحياة التي أكلوا فيها الأخضر واليابس الأشجار والجلود بينما كانت الصومال تعيش تلك الفترة حياة أفضل مما نعيشه!! فتذكرت قول الحق سبحانه وتعالى: { وتلك ألأيام نداولها بين الناس } فرحماك ربي . . . رحماك ربي !!
أيقنت أننا أمام رحلة ليست ككل الرحلات!! رحلة من نوع آخر !! يجب أن نكون أكثر تماسكا، ، ، وندع العاطفة جانبا !! لأن ما هو أمامنا أكبر مما رأيناه !! فإننا إن تعاملنا من خلال عواطفنا فعملنا سيكون تخبطا ولن ننتج شيء !! فعلينا إذن أن نضع كل شيء في موضعه . . . ونستثمر الوقت بكل دقة!!
وأنتقل من المبكيات إلى الغرائب والعجائب، ، ،
من العجائب أننا في الطريق شاهدنا الجرابيع !!
نعم الجرابيع!!
لكنها تختلف تماما ًعن جرابيعنا!!تصدقون الجربوع في الصومال محترم والإنسان مهان!!
الجربوع بحجم الأرنب من السمنة والشبع والإنسان يموت جوعاً!!
الجربوع لا يؤكل لأنهم يعدونه من الفئران !!
قلت: أين شبابنا !!
سابعاً: المقر:
فور وصلونا إلى المقر عقدنا اجتماعا سمعنا خلاله من الأخوة تفاصيل أحوال الصومال حتى كونا فكرة عامة !! وقررنا أن نركز على أهم شيء هنا ما يجمع التربية والتعليم والإغاثة!
فوجدنا ذلك في دور الأيتام التابعة لأهل السنة !! لا بد من زيارتها والعمل من خلالها !! والصومال الأصل فيها أنها صوفية ولكن أهل السنة كثر ولله الحمد وإن كان للحرب من حسنة فهو بانتشار السنة !!
بالنسبة للمقر: عبارة عن مسكن "فلة" من طابقين سكن ومكتب المدير والضيافة في الأعلى !! والحرس والإدارة والمسجد في الأسفل!! نعم المسجد في نفس السكن فمن المحال الخروج والسير على الأقدام !! لأننا سنكون غنيمة باردة !!
فإن سألتم عن الضيافة فهي صالة للطعام وغرفة نوم بها أربع أسرة مع خزانات للملابس بلا أبواب إلا واحدة لها أبواب لكن نجوم السماء أقرب لك من أن تغلقها!! متصل بها بلكونة واسعة، ، والغرفة لا مكيف بها لأن الجو معتدل طوال العام ويميل للرطوبة لأن الأمطار تشتد أحياناً وغالبا ما تكون رذاذاً. . . لكن للأمانة فيها مروحة متهالكة تسمع جعجعة ولا ترى طحيناً صوت مزعج بلا فائدة، ، ، قلت فيها قصيدة هجاء من القهر !! والأغرب أننا إذا دخلنا أحد المكاتب ترى الأخوة يتصببون عرقا فترحمهم بطبيعة الحال فنقوم بفتح المروحة ، ، ، لكن نتفاجأ بأنهم يطلبون إغلاقها لبرودة الجو!! عرق وبرد!! كيف تحسبونها!!
نرجع للسكن، ، ، المشكلة ليست من الجو المصيبة في البعوض إلي في كل مكان !! اللحاف الخفيف ما يفيد معه!! فنضطر مع الجو الرطب أن نلتحف بلحاف سميك !!
رطوبة، وبعوض، ولحاف سميك، وصوت مروحة كأنها مدفع رشاش!!لا ومحول الكهرباء يكمل الناقص!! ومسجل الجيران!!
من كثرة البعوض أصيب أحد الأخوة بالملاريا!! وعاد للمملكة فوراً!!
تقول أن البعوض قد تنادوا من أرجاء البلاد يتباشرون بدماء بيضاء!! تقام لها الولائم والأفراح!! والغريبة أنه صغير!! لكن والله لا يدع مكان ما أصابه انتفخت أجسادنا بجد حتى أن يدي تورمت أحس معها بألم شديد عندما أرفعها من كثرة القرصات التي بها والأقدام كذلك !! ما قلت لكم ما فيه أمن في هذه البلاد!!حتى أن الأهل والأصدقاء بعدما عدنا رثوا لحالنا والوالدة الله يجزيها خير ويعينني على برها ورضاها بكت من حالي مع البعوض وعمله!!
أنا اضطررت للنوم في البلكونة لأني اكتشفت أن البعوض في الخارج أخف والجو على الأقل أبرد قليلاً.. ونسلم من إزعاج المروحة وليست منا ببعيد ،،، وإن كانت أصوات الموسيقا مزعجة !!! لا تسرح بخيالك !!
أقصد الرصاص !! نعم الرصاص . . . فطيلة الليل تسمع طلقات هنا وهناك وقليل من القذائف!! شيء طبيعي جدا . . . في البداية كانت لكن مع الوقت تعودنا،،، والله المستعان!!
نرجع لموضوع المقر . . لدينا عامل أسمه حسن الله يذكره بالخير يطبخ وينظف ويغسل ويكوي خدمات خمس نجوم !!
أما طبخه فتمام التمام !! أما الكي يا سلام كاوية على بخار !! بخار !! لا تصدق !! الكاوية عبارة عن حديدة مجوفة يوضع الجمر في وسطها تحرق كل شيء ولا تبقي أي شيء وبالتالي لم نعد من الملابس بشيء!! لأن الأخ يحرق في كل مرة ثوب أو غترة . . . !! حتى شمل بكية جميع الملابس!! نسيت أن أقول بأن الصابون عندهم مركز 3 x1 نوع تراب إكس!! أبدا فالصابون عبارة عن شجرة يستعملونها بدل الصابون لكن لها رائحة جميلة وتنظف بحق وحقيقية!! طريقة الغسل يدويا بالتأكيد!! ومن الأحلام أن تجد مغسلة ونحوها!!
الماء في المقر يؤخذ من بئر حفر داخله ،، والكهرباء من ماطور يكمل الناقص بإزعاجه ويغلق بعد العشاء !! والطعام يا سلام .. لحم وموز ليل نهار؟ صرنا من كثرة ما نأكل من اللحم ، ونقامز من كثرة أكل الموز !! اللحم عندهم رخيص .. نشتري التيس بخمسين ريال لكن تصدقون مع هذا غالي!! والموز.. أو اتركوا سالفة الموز فيما بعد فهذا موضوع آخر؟ لكن العصائر أنواع نعرفها وأنواع نسيت أسمائها الآن لكنها لذيذة !!
قلنا: للأخوة ما فيه شيء غير التيوس!! طبعا على حسابنا!!
قالوا:على استحياء وخجل!! يوجد لكن قد لا ترغبون به!!
قلت في نفسي: لا يكون خنزير؟؟
فقلت : وما هو!!!!؟
قالوا : يوجد. . .يوجد. . .يوجد غزال!!!!؟؟؟؟
قلت: عندكم غزلان !!
قالوا: إذا لا تحبونها لا نأتي بها !! وقد تغيرت وجوههم خجلاً وخوفاً!!
حلوه يخافون منا !!
قلت: ولما هذا الخجل!!
قال: سمعنا أنكم تأكلوها!!
قلت في نفسي: أبدا والعياذ بالله!! إلا نأكلها ونأكل خلفها الأطباقا!!!
تبين لنا بأن أكلها عندهم عيب.. وصيدها إضافةً إلى صيد السمك من المهن الوضيعة عندهم فلا يزوجوا من هذه مهنته!!والعقل نعمة!! وتريدون يصيدون جرابيع بعد!! أقف هنا وأدعكم !!! تتفكرون بهذا!!
نسيت أقولكم: سعر الغزال 7 ريال صغير الحجم طبعاً ، والأرانب الواحد بريال والثاني مجانا!!
والسمك خذ ما لذ وطاب !!فسمك المحيطات ألذ من سمك البحار!!
لكن بكل صدق طعم الغزال والأرانب البرية ليست لذيذة !! وأنا اعتقد أن السر في طبخه!! أو ربما نوع تغذيتها له دور !! لكن غذائها من الأشجار والغابات!! فهل يعقل كل المديح في شعر العرب في الغزل وفي النهاية هذا طعمه!! لا أدري!! ولكن ألذ ما أكلنا من اللحوم السمك .. فسمك المحيط لذيذ جدا والربيان أحجام كبيرة لذيذة !!بالنسبة للفواكه أكلنا وشربنا حتى الثمالة المانقو والبطيخ والبابايا وهذا قريب من الشمام لكن طعمه ليس حلوا كما هو في شرق آسيا لكن نكهته عصير مع السكر شيء لا يقاوم ، أما البطيخ سبحان الله يأتون به من الشمال لكن طعم البطيخ أيام زمان سكر قليلة عليه طبيعي بدون قرف الكيماوي !! ومع هذا لم نكن نكثر من المانقو والبطيخ لأنهما سكريات تسهل البطن !!
نرجع للموز، ، ،كان في السابق لديهم وزارة الموز من كثرته فالصومال من أكبر البلاد المنتجة للموز ، والموز أنواع كثيرة مثل التمر عندنا !! حتى أنه يوجد نوع لا يأكله إلا البهائم !! ونحن نأكل الموز 24 ساعة من وفرته حتى خرج مع الآذان!! لكن هنا ينفخ المعدة ويشبع!! لكن هناك لا نحس به رغم كثرة ما نأكله!! حتى أننا عندما نصبح نقدع!! على الموز !!
بالنسبة للحرس والعاملين بالمكتب رأينا فيهم حرص شديد على تعلم اللغة العربية ولهم ترتيب في الاستفادة من بعضهم، وبعضهم ختم القرآن حفظا !! وهذا من الأمور التي تسر بحق!
بالمناسبة تعتبر الصومال أفضل مصدر للبان واسألوا من يبيعها يخبركم بذلك!!
كما أنها تعتبر من أكبر مصدري الفحم وأغلب ما في السعودية صومالي!!
والصومال معروفة أيضاً بأنها أكبر بلد في العالم من حيث تعداد الإبل !!
ثامناً: وقفات مع الصوفية:
أنتقل لموضوع آخر كنت أسمع صوت مسجل مزعج ينبعث من السكن المجاور لنا لا ينقطع ليل نهار لا ندري ما مصدره فلما سألنا عن ذلك أخبرونا بأن جارنا صوفي وهو يضع مسجله عند المكبر يبث من خلاله أهازيج صوفية لا نفقه منها شيء حتى الأخوة لا يدرون ما الذي يقوله!!الغريب أنه تبين لنا فيما بعد أنه لا يصلي البتة!! ولا حول ولا قوة إلا بالله والأدهى والأمر بأن الناس تقدسه وتقبل يديه وقدميه إجلالا لقدره!! وتعظيماً لشأنه!!
ومن ينكر عليهم تلك الأفعال ومع رجل لا يصلي !!! يجيبونك بكل إيمان وتصديق: مولانا يصلي بالحرم!! فأنه وصل لمنزلة التقديس!!
العلم يرفع بيتا لا عماد له * * * * والجهل يهدم بيت العز والشرفِ
المهم هذا الخبيث أصابه داء العظمة واغتر بنفسه وصدق الغبي أنه يصلي بالحرم فقام وصعد على شرفة البلكونة يريد أن يطير ليذهب ليصلي بالحرم!!
فسقط وتكسرت قدماه !! فقلنا لأتباعه أرأيتم كذبه ودجله!!
فقالوا: لا فقد كان التوكل عند مولانا ضعيفا تلك اللحظة !! انظروا كيف سول لهم الشيطان فزين لهم هذه الخرفات فالحمد لله على سلامة التوحيد!! وأين منزلة القدسية!!
المصيبة أن أتباعه ليسوا بالمئات بل بالآلاف !! فنعوذ بالله من هذا الضلال !!
وبالمناسبة توجد جماعة التكفير والهجرة ومن المفارقات العجيبة أن كلهم نساء!!!
وعلى كل حال مسألة التغيير تحتاج طول نفس بالتركيز على الشباب حتى يخرج جيل يزيل هذه الخرافات والحمد لله يوجد منهم الكثير؟؟
أخوكم .........المغامر!