الأندلسي الصغير
15-02-2022 - 07:15 am
لا أدري ما الذي حملني على كتابة هذا الموضوع ؟؟ ربما تلك المشاعر الفياضة التي لمستها في إحدى مواضيع أخي الشاب المميزة....ربما مشاعر صادقة أحاول أن اسقطها على سلمنكا تلك المدينة الحنونة التي تحتضنك بقلب رؤوم...
مشاهد عديدة مرت علي كسحابة صيف وأنا اعد لهذا الموضوع .. أحاول عبثا أن أجترها فلا تسعفني الذكريات ...لا أدري أي حب نما بيني وبين تلك المدينة التي لم اطيل فيها البقاء... كان الفندق يزدحم بالعديد من النزلاء ربما جرفتهم تلك المحبة الساحرة إلى هذة المدينة التي تسكن القلب من الوهلة الأولى. فكرت ذات يوم أن أكتب فيها قصيدة فحارت كلماتي وعي قلمي ..... كنت أطل من شباك غرفتي في الفندق لأرى تلك المشاهد الحميمه ... طقس صحو وأناس يعشقون الحياه .. حركة دائمة في المحلات .... عناق بين حبيبين ... شاب يسرح بصره في المجهول ... زوجان يتبادلان كلمات الغرام...طلبة يتحلقون حول عازف جيتار أخذ يرسل قطعا من قلبه يصبها في ألحان مؤثرة....
سلمنكا حب لا ينتهي ... راودتني في هذه الأثناء بضع أبيات للمتنبي (شاعر يسكنني منذ زمن) يقول فيها:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
وللحب ما لم يبقى مني وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
أمتزجت هذه الأبيات مع دمعة حائرة ومشاعر أخرى يصعب وصفها فولدت شعورا غريبا ... أي مدينة أنت يا سلمنكا .. وأي مشاعر تزرعينها في النفوس؟؟؟؟
ليت الوقت طال بي قليلا ... ليت الزيارة استحالت الى اسابيع و شهور....
ودع الصب محب ودعك
ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن
زاد في تلك الخطى إذ شيعك
إن يطل بعدك ليلي فلكم
بت أشكو قصر الليل معك
رحم الله ابن زيدون فقد لامست هذه الأبيات شغاف قلبي والحافلة تبتعد شيئا فشيئا عن سلمنكا.
ودعتها وفي قلبي حرارة تتقد و رغبة جارفة بالبقاء .... فهل إلى وصالك من سبيل؟؟؟
قصيدة رائعة ... من جمالها أختلف في قائلها
هل هي ولادة وهي تودع أبن زيدن ... أم أبن زيدون وهو يودع ولادة
ولعلي أكررها هنا لجمالها
ودّعَ الصبر محب ودعك ********** ذائع من سره ما استودعك
يقرع السن على أن لم يكن ********** زاد في تلك الخطى إذ شيعك
يا أخا البدر سناء وسنا ********** حفظ الله زمانا أطلعك
إن يطل بعدك ليلي فلَكمْ ********** بتّ أشكو قِصرَ الليل معك
ومع ذلك .... تبقى هذه القصيدة تجسد لحظات الوداع .... والتي دائماً ما تلهب مشاعر العشاق
شكراً لك على الكلمات الرائعة
مودتي وإحترامي
أخوك
المنقلب