- والتي تبعد عن جنيف السويسريه قرابة المائة كيلو متر ..
وسط الجبال الفرنسيه الشهيره وبالقرب من قمة المونت بلان .. تقع مدينة شاموني .. الفرنسيه ..
والتي تبعد عن جنيف السويسريه قرابة المائة كيلو متر ..
تنطلق بك سيارتك من مطار جنيف الدولي .. باتجاه الحدود .. الفرنسيه .. لتقيم (( كعادة قاصدي شاموني )) في فندق (( ميديان )) وهو من الفنادق الاوروبيه الانيقه ذات النجوم الثلاثه .. وبالقرب من الماركت الشهير بين رواد الطريق لتوسطه بين الحدود وانعدام الضرائب .. الليدل .. رغم صغر المكان الذي يحوي الفندق والماركت المذكور .. و مع ان المنطقه حدوديه .. الى انك ستقضي ليله لن تفارق ذاكرتك بسهوله ..
فان صادف تواجدك في الفندق (( ماصادفه كاتب الموضوع )) وهو السكن فيه يوم جمعه .. مما يعني قضائك لليلة اخر الاسبوع في الفندق .. فستسهر سهره حميمه وجميله في الجو العائلي الذي يحويه ذلك الفندق الصغير في حجمه الكبير في ذكراه التي يسجلها في الذاكره ..
فقد انقضت تلك الليله مع موظفتي الاستقبال واحد العاملين في ادارة الفندق في جو نادر التكرار من الوديه وتقارب الشعوب بسرعه مذهله لا تدل الا على حميمية سكان المنطقه .. وانضم الينا اصدقاء لهم مع تقدم ساعات الليل وانهاء الجميع لاعمال ذلك اليوم لتبدا سهره بريئه جداً من تبادل الاحاديث حول الشعوب وتفضيلات السائح الخليجي والاوروبي والحديث عن الصيف وروعة لياليه ..
مع ساعات الصباح الاولى سيلفت نظرك وبشده اكتظاظ الماركت ليدل .. بارتال من السيارات تحمل لوحات المركبات الالمانيه والسويسريه (( الوصف لما قبل الاتحاد الاوروبي لذا لا اعلم حقيقة الان هل توحدت لوحات السيارات ؟؟)) في الجبال الفرنسيه المتواضعة الاسعار وهروباً من جنيف وغلاء اسعار جنيف ..
فستبدأ رحلتك باستكشاف انك لم تكن نائماً الا في منطقه حدوديه اشعرتك للحظه بانك في اكبر المدن ..وسترى بواكير جمال الطبيعه .. التي تدفعك الى ترائي ما ينتظرك من ابهار الهي ولوحات طبيعيه لا يمكن لريشة فنان ان تتقنها لانها ببساطه صنع الهي لا يتكرر الا بمقدرة الله عز وجل ..
تنطلق سيارتك التي تكون استئجرتها او اتفقت مع احد السائقين من مطار جنيف على اداء الرحله عليها .. سالكة الطريق السريع الذي سيوقفك في بدايته نقطة الباي بوينت وذلك لدفع الرسوم والتي اذكر انها 17 فرنك فرنسي ..
ثم ستبدا في الابحار في ملكوت عجيب من الجمال البكر الذي ستكون اكتشفته لوحدك .. ودون ان يسبقك احد من معارفك اليه ...
فالمساحات الخضراء الشاسعه ومناظر قطعان الماعز والابقار ذات الاجراس الاوروبيه الشهيره سيستهويك منظرها .. وبالذات ان تصادف مرورك مع اجواء مشمسه .. مشرقه في درجات الحراره المعقوله التي تشتهر بها تلك المنطقه ..
سيبدا الطريق شيئاً فشيئاً بالارتفاع .. صعوداً الى الجبل الذي يحتضن اروع القرى والمدن السياحيه .. وسيلفت نظرك وبشده قطاراً يمخر عباب السماء ولكن يسير على قضبان جبليه تمر بعقبات طليقه في الهواء ستقف طويلاً لرؤيتها .. اذ انك لم تتخيل ان ترى ذلك المنظر الا من خلال افلام الرسوم المتحركه او عند زيارة ديزني وسيشدك التصميم العتيق للقطار اذ يبدو للوهله الاولى انه قطار بخاري عفى عليه الزمن وهو كذلك بالفعل الى انه ليس بخارياً بالطبع
بعد تلك الرحله الرائعه والتي تكفي بحد ذاتها لان تجعلك تنسى ساعات الطيران وتكاليف وصولك الى هنا .. ستصل الى قمة الجبل .. وتحديداً مدينة شاموني .. الشهيره بين السواح الاوروبيين لانها من مدن التزلج على الجليد لذا اشتهارها شتاءاً .. ولكن بعد ان ترى من المناظر اعجبها ومن الجبال والخضره اروعها ..
مدينة شاموني .. هي مدينه سياحيه صغيره .. تحوي على العديد من الفنادق ويخترقها نهر تسببت فيه كميات الثلوج الذائبه صيفاً .. لذا دائماً ما يشدك منظر منبع النهر والتقاؤه بالثلوج .. في منظر عجيب لا يتكرر بسهوله في حياتك ..
ذلك النهر (( وانا عايشتها شخصياً )) يجري ببرودة الثلج نهاراً وتسمع خريره في غرفتك في الفندق الذي سنتحدث عنه .. ليصيبه الصمت ليلاً بسبب التجمد وان قدر لك السير بمحاذاة النهر فلن تنسى تلك اللحظات ما حييت اضافه الى اكتشافك الكثير من الاسرار النهريه العجيبه ..
تشتهر تلك المدينه بقمتين .. يهوى زائري شاموني زيارتها عبر التلفريك الموجود في قلب المدينه النابض بالحركه والسياحه نهاراً بالطبع ..
القمه الاولى تقارب 2100 متر ارتفاعاً عن سطح البحر .. والاخرى تتجاوز 4500 متر وهي قمة المونت بلان ((mont blanc))الشهيره .. من ذلك الارتفاع ستنظر الى مناظر غايه في الروعه وقد يصادفك الحظ في قمة مونت بلانك وتلامس الجليد الذي قد يكون لا يزال متماسكاً الا ان مداعبته من الخطر بمكان بحيث انه مهدد بالانهيار في اي لحظه .. اما القمه الاخرى الاصغر نوعاً ما .. فسيشدك فيها المناظر الخضراء الرائعه .. ومساحات الجبال الخضراء الشاسعه التي ستكون لاول مره اسفل منك على عكس العاده
ينتشر في تلك المدينه عدد من الفنادق السياحيه الصغيره والفنادق ذات نظام الفلل .. اضافه الى عدد من البرامج والمهرجانات الفلكلوريه البسيطه التي يزدهر بها التاون الخاص بالمدينه .. ومجمع الترفيه هناك والمشتمل على حمامات سباحه .. ومناطق تجمع لسائحي الغابات المحيطه بالمدينه ..
وسنحاول في جزء اخر التحدث عن ذلك بشيء من التفصيل .. اضافه الى وصف للفندق الذي احتضن كاتب الموضوع والذي تميز بسعره المعقول جداً ..وهو بنظام الفلل ولم يتجاوز سعره 550 فرنك فرنسي في الليله وهو عباره عن :
دور ارضي مفتوح بالكامل على بعضه بمطبخ صغير على نظام بوفيه مع تراس اقل ما يوصف به شديد الجمال .. تزينه مدفئه خشبيه رائعه تنقلك الى عالم خاص بشكل غريب ..
وفي دورها الثاني غرفتان للنوم .. تستوعب وبسهوله 5 اشخاص .. اضافه الى غرفه ثالثه في الدور الاعلى منها في قمة الكوخ .. ويوجد سرير في مكان صغير بين الدورين يمكن استخدامه كغرفه لشخص اضافي .. ومكانها سيشهد منافسه غير عاديه بين افراد الرحله لتميزه بالدفء
عموماً البيت من الطراز الاوروبي الذي يحلم السواح بالعيش فيه لانه سينقلك الى الريف الاوروبي الصرف ..
لذا فساحاول ان اوثق الجزء الثاني بالصور قدر المستطاع واتحدث باستفاضه عن الترفيه في تلك المنطقه وان كان مجرد الوصول الى هناك قمة الترفيه الذي لن ينسى
ونحن بانتظار الصور