سنغافورة المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
bualaa
11-11-2022 - 08:57 pm
  1. ميزتها النظافة وتمنع مضغ العلكة فيها


تقرير منقول من جريدة الشرق الاوسط
العدد 10011 الاربعاء 28 ربيع الاول 1427 هجري 26 ابريل 2006
سنغافورة.. دقة وانضباط وبنايات من زجاج

ميزتها النظافة وتمنع مضغ العلكة فيها

سطّرت جزيرة سنغافورة خلال عقدي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي قصصا من النجاح لا يمكن تجاهلها حتى أنها استحقت لقب أشرس نمور آسيا وأصبحت قدوة لأعرق الدول ومثالا يقتدى به.
نجاح سنغافورة لم يكن في مجال الاقتصاد فقط، فقد تمكنت من منافسة أقرانها من دول جنوب آسيا المعروف عنها شراستها في سوق السياحة العالمية ونالت قسما لا يستهان به من كعكة السياحة العالمية. فبالرغم من افتقارها للمشاهد الطبيعية الجميلة كالشواطئ الذهبية الخلابة والغابات الممطرة كجارتيها ماليزيا واندونيسيا إلا أنها عوضت عن ذلك بإنشاء بنية تحتية مميزة من أسواق ومعارض تجارية حديثة تقدم كل ما يرغب به الزائر وفنادق ترضي جميع الأذواق ومسارح ومقاه يطيب الجلوس فيها وحدائق حيوان حصلت على جوائز عالمية ومهرجانات بكل الألوان في جو عائلي مثالي بعيدا عن الازدحامات المرورية والفوضى المعهودة في دول العالم الثالث.
اكتشفت عبر ترحالي بين دول العالم أن أحد أفضل السبل للتعرف على بلد ما هو عن طريق السفر بالقطار. فموعد الانطلاق و الوصول يعطيك فكرة عن فاعلية أداء القطاع الحكومي هناك، وانتظام الناس عند الدخول والخروج يعكس التزامهم بأبسط مبادئ القواعد العامة، ونظافة القطار تعكس نظافة المدينة، إلى حد ما. فعلى سبيل المثال قطارات الهند دائما متأخرة وهذا الأمر ينطبق على إنجاز الأوراق الرسمية هناك، أما الخروج أو الدخول من وإلى القطار والوقوف عند شباك التذاكر فعادة ما يصحبه عراك حول أولوية الدور. ولا مجال هنا للتحدث عن النظافة. بينما تجد أن اليابانيين يضبطون ساعاتهم على مواعيد القطار والكل يتفق على أنهم من أكثر الناس فاعلية في إنهاء الأمور. أما طريقة صعود القطار والخروج منه فهي سلسة وسريعة على الرغم من اكتظاظ المسافرين، والنظافة هي مدعاة للمفخرة.
ومن هذا المنطلق قررت عند خروجي من مطار سنغافورة الدولي أن أستقل القطار نحو وسط المدينة حتى أكوّن فكرة عامة عن كيفية سير الأمور هناك. ما علي أن أتوقعه، أو لا أتوقعه.
لم ألحظ وجود شباك تذاكر، فالمسافرون يحصلون على تذاكرهم من خلال ماكينات كتلك التي توزع المشروبات الغازية، وهذا ما لم ألحظه في عدد من الدول المتقدمة. موعد انطلاق القطار ووصوله كان دقيقا جدا وحسب الجدول الزمني المبين على اللوحات الالكترونية.
يوجد تناغم بين عمل القطار وكيفية سير الحياة في سنغافورة، فقد أدركت خلال زيارتي أنها تستحق سمعتها الدولية بالانضباط ودقة وسرعة أداء الأعمال ونظافة الشوارع والتزام الشعب بالقواعد العامة. ولا يوجد دليل أكثر من حقيقة أن نسبة وقوع الجريمة هناك هي من الأقل في العالم.
يقال إن السنغافوريين مهووسون بالنظافة إلى حد مبالغ فيه، حتى أن السلطات هناك قررت معاقبة كل من يمضغ العلكة واجباره على دفع غرامة باهظة. قال لي البعض إن هذه القواعد ألغيت، لكن حزم السلطات بخصوص النظافة لم يتوان. وأستطيع هنا الجزم أن سنغافورة هي أنظف مدينة زرتها.
للوهلة الأولى وعند خروجي من محطة القطار، عند ساحة ترفل شعرت أن سنغافورة عبارة عن غابة من «الكونكريت» والبنايات الزجاجية. مدينة خالية من الروح. بدت كآلة أجزاؤها هم الناس والسيارات فالجميع يتحرك بسرعة وانتظام في كل مكان ولكن بصمت مطبق.
لكن ذلك لا يجعل من سنغافورة مدينة أقل جاذبية إذا ما قورنت بباقي مدن جنوب شرق آسيا، فالكثير من السياح يسعون لزيارتها طمعا ببعض الطعام والمبيت النظيفين والتسوق قبل الانطلاق إلى باقي أجزاء القارة التي تطغى عليها الحياة البرية أكثر. توجهت في يومي الأول نحو الجزء الشرقي للمدينة لأتناول فنجانا من القهوة في أحد المقاهي في كلارك كي، على حافة نهر سنغافورة، حيث يتجمع الموظفون لأخذ قسط من الراحة بعد يوم عمل شاق. ويأتي لهذه المنطقة السياح الذين يأتون بحثا عن بعض الإثارة والطعام البحري الطازج. يوجد في بوت كي عشرات المطاعم والمقاهي القديمة، بعضها يعود تاريخ بنائه للقرن الثامن عشر، كانت مخصصة لإيواء البحارة خلال فترة ازدهار تجارة الأفيون هناك.
وعلى الرغم من النهضة العمرانية التي شهدتها البلاد إلا صانعي القرار ارتأوا أن هذه المقاهي بقيت لتذكر الزوار بتاريخ البلاد وكيف تحولت من مجرد دولة من دول العالم الثالث لآلة اقتصادية يهابها الجميع.
تشهد منطقة كلارك كي عند المساء بعض النشاطات الترفيهية من حفلات موسيقية لفرق محترفة وهاوية على حد سواء من أجل إضفاء جو من المتعة والمرح وسط الأضواء المنبعثة من ناطحات السحاب المحيطة التي تحوي بين جدرانها كبرى شركات سنغافورة المالية والتجارية. كان النهر يعج بالسفن المزينة بالمصابيح الورقية والمزخرفة بنقوش صينية يتقدمها نحت خشبي لرأس تنين لتعبر عن فضل المهاجرين الصينيين في هذه النهضة. بعد تناول فنجان من القهوة وحديث ودي مع نادل من ذوي الأصول الماليزية حول الحياة في المدينة ومدى سرعتها بالمقارنة مع اندونيسيا وماليزيا، قررت التجول عند حافة النهر والتأمل ببعض التحف المعمارية من تماثيل غرافيتية ومعدنية لبعض الشخصيات الشهيرة التي ساهمت ببناء سنغافورة. أهم التماثيل التي تجذب السياح هو تمثال ترافل الأسود، الذي يعتبره السنغافوريون صاحب الفضل في تحويل بلادهم إلى مركز تجاري بين أجزاء القارة.
يصل بين جانبي النهر جسور قديمة جدا بناها الإنجليز خلال القرن الثامن عشر ويتفاخر السنغافوريون ببقائها قائمة إلى يومنا هذا. ومن أجل الحفاظ عليها فقد منعت السيارات من المرور فوقها.
في الصباح التالي توجهت نحو جزيرة سنتوسا الصغيرة الملاصقة للجزيرة الأم، وهي واحدة من أكثر المعالم السياحية شهرة. يمكن للزوار الوصول إلى الجزيرة إما بالحافلة أو بواسطة عربة التلفريك التي طّورتها الحكومة هناك كوسيلة نقل سريعة ومسلية. وبالطبع اخترت التلفريك.
يزور سنتوسا نحو مليوني سائح سنويا غالبيتهم من العائلات التي تصطحب أطفالها بحثا عن بعض المغامرة والفرح في جو جميل. تقدم الجزيرة عددا من الأنشطة للسياح تكفي ليوم كامل. فهناك شاطئ الدلافين حيث يمكن للزوار الاقتراب منها وأخذ الصور التذكارية معها بعد العرض البهلواني الذي تقدمه بمساعدة عدد من المدريين. زيارة المتحف البحري ضرورية لما يمتلكه من أعداد هائلة من عجائب أعماق البحار. هناك متعة خاصة بالصعود على برج كارلسبيرغ البالغ ارتفاعه 110 أمتار فوق سطح البحر. من أعلى البرج يمكن مشاهدة عدد من الجزر الاندونيسية، كذلك منطقة الميناء المكتظة بحركة السفن والشاطئ الشرقي للمدينة بالاضافة الى جزء صغير من ماليزيا. ويوجد في الجزيرة متحف للفراشات ومنطقة بركانية صناعية وغيرها الكثير من المعالم السياحية. بعد جولة مرهقة لكن ممتعة قررت الاستلقاء على شاطئ الجزيرة الرملي لأخذ قسط من الراحة في جو من الهدوء قبل العودة إلى قلب المدينة.
توجهت عند المساء إلى الحي الهندي والحي الصيني المتجاورين من أجل تناول وجبة شهية في أحد المطاعم الهندية أو الصينية الموجودة بكثرة هناك. عندما قدم المهاجرون من الهند والصين كانوا قد سكنوا في أحياء مختلطة إلى أن وقعت مواجهات على خلفية عرقية مطلع القرن الماضي مما حدا بالسلطات هناك إلى فصل السكان في ثلاثة أحياء: هي الحي الهندي ويحوي المهاجرين من الهند الذين يعتنقون الديانة الهندوسية، والحي الصيني بالإضافة إلى حي الملاي حيث يقطن المهاجرون المسلمون من ماليزيا واندونيسيا وكذلك الهند. وبعد أن توسعت البلاد وكثر عدد السكان واختلطوا لم يعد هناك أحياء مخصصة لعرق بعينه. ولكن ومن أجل الترويج السياحي أبقت السلطات السنغافورية على هذه الأحياء، على الأقل من حيث الاسم. لكنها امتلأت بالمطاعم والمحال التجارية التي تقدم للزوار كل ما له علاقة بالهند والصين من أطعمة وبخور وتوابل وأعشاب طبية وعيادات للعلاج بالإبر الصينية وما إلى ذلك.
لا يحمل هذان الحيان طابعا معماريا متميزا عن باقي المدينة، فمعظم البنايات حديثة مع وجود عدد من المعابد الهندوسية والبوذية. على الرغم من وجود عدد من المطاعم الصينية والهندية والمتاجر المتخصصة ببيع الأقمشة القطنية والأعشاب الطبية الصينية إلا أن الحيين الصيني والهندي يفتقران للحيوية والروحانية التي عهدتها في المناطق الشعبية في الهند والصين أو حتى الأحياء الصينية والهندية في مختلف أرجاء المعمورة.
ومع هذا فزيارة الحيين ضرورية لمن أراد التعرف على تاريخ سنغافورة وكيف تحولت من بلدة للمهاجرين الجدد الباحثين عن مكان آمن يعيشون فيه ومصدر ثابت للقوت إلى نمر اقتصادي شرس. هذه القصة وأكثر يحكيها المتحف الشعبي في الحي الصيني، لمن أراد أن يعرف معنى الجد والاجتهاد والتضحية الحقيقية من أجل الوصول إلى مرتبة أفضل في الحياة. المتحف هو عبارة عن منزل قديم كان المهاجرون الصينيون يعيشون ويعملون فيه. بعض الغرف لا يزداد حجمها خمسة أمتار مربعة لكنها كانت تأوي من أربعة إلى ستة أفراد. لم يكن هذا المنزل يختلف كثيرا عن أقبية واحدة من السفن الخشبية القديمة التي قدم فيها المهاجرون سواء من حيث سعة المكان أو إنارته أو الرطوبة المتفشية فيه والتي أدت إلى إصابة العشرات من سكانه بأمراض مزمنة. وأكبر دليل على ذلك أن عددا من السياسيين الكبار في سنغافورة كانوا قد تربوا في مثل هذه المنازل، وهنا العبرة لمن أراد أن يعتبر.


التعليقات (4)
شوكلاته
شوكلاته
بصراحة كل الوصف الرائع شوقنا للسفر لسنغفورة

انا والوطن
انا والوطن
مشكور اخي ابوعلاء على المعلومه دائما موضيعك روعه لك التحيه

bualaa
bualaa
الهدار
الأخ الكريم الهدار
أشكرك على مرورك الكريم الذي أسعدني كثيرا ..
وزادة سعادتي بمشاركتك في موضوعي المتواضع ..
ويعطيك ألف عافية على أضافتك القيمة .
تقبل تحياتي

bualaa
bualaa
انا والوطن
الأخ الكريم انا والوطن
أشكرك على مرورك الكريم الذي أسعدني كثيرا..
وزادة سعادتي بمشاركتك في موضوعي المتواضع..
تقبل تحياتي


خصم يصل إلى 25%