- سألتني" ما هذا الكتاب ؟" .
- فقلت لهاهذا كتاب عن النبطين , هل سمعت عنهم ؟" .
- ام حنان تحضر اللبن داخل قرية مصنوعة من جلد الماعز
- سألتهم اين كل رجال العائلة ؟" عندما لم ار أي واحد منهم بجوار الخيمة .
- الرجال البدو في البتراء
عندما تفكرون بخارج البلاد فانتم بلا شك ، تفكرون بمكان بعيد ،بمطار وطيارات عملاقه . ولكن ليس دائما.
قبل شهر رن جرس الهاتف ، وعبر السماعة سمعت أبي يسأل :" هل كنت في الاردن من قبل ؟" بما ان الاردن تابع لنصف العالم الذي لم اره بعد ورحلة عائليه تكون دائما أمرا لطيفا ، مفهوم انني فرحت جدا.
كلما ابتعدنا عن الحدود ودخلنا في الصحراء لفتنا من جميع الجهات جبال عالية ومنحدرات صخريه شاهقه جميعها ملونه باللون الأحمر الخلاب .
برمجنا أن نخرج في رحلة الى وادي موسى الذي يقع على بعد ساعتين من العقبة باتجاه البتراء المدينه النبطيه .
وادي موسى هو اخدود عميق نتج عن نحت نهر بين الجبال. غالبية الوقت ، عدا عن فترة تساقط الامطار ، يكون الوادي جافا .
بما ان القرية التي ينام بها زوار البتراء تقع في وادي موسى حصلت القرية على اسم الوادي ولذلك يسميها الجميع بهذا الأسم .
انزلنا حقائبنا من السيارة وتوزعنا في غرف النوم لنرتاح من السفرة الطويلة .
عندما أصل الى مكان جديد اقوم بفحص المنطقة اولا ، وفقط بعد ذلك اواصل برنامجي اليومي .
وهذا ما حدث في هذه المرة ايضا , تركت الجميع خلفي , اخذت معي حقيبة ظهر صغيرة , زجاجة ماء خريطة وخرجت للتجول في المنطقة .
غالبية سكان وادي موسى هم من البدو الذين يعيشون في الخيام ويتنقلون مع قطعان الماعز في ارجاء الصحراء , وفقط في السنين الاخيرة سكنوا في القرى الثابتة وبدأوا بزراعة المحاصيل الزراعية والعمل في مجال السياحة , يلبس الكثير منهم الملابس التقليدية , الجلابية والكوفية .
في زاوية احد الشوارع جلس رجل عجوز قام ببيع الاغراض القديمة الغير استعمالية وكان بينها شيء لفت انتباهي .
انحنيت فوجدت كتابا قديما على غلافه مكتوب بخط صغير واضح " مملكة البط الضائعة ".
شيء ما سحرني في هذا الكتاب وقررت اقتناءه , بحثت عن مكان اجلس به فوجدت شجرة على قارعة الطريق جلست تحت الشجرة , مددت رجلي الى الامام وبدأت اقرأ قصة النبطين الذين عاشوا في المكان قبل الاف السنين.
نساء يجمعن الحطب للتدفئة
فجأة سمعت صوتاً عالياً بالقرب مني , رفعت رأسي ورأيت بانني محاط بقطيع من الماعز , اختارني واختار الشجرة التي اجلس تحتها كمرعى .
قبالتي جلست بنت بدوية صغيرة .
كانت بنت ثمانية اعوام بالتقريب وحدقت بي مباشرة .
" انا حنان , من انت ؟" سألتني .
قلت لها هل هذه الماعز لك ؟" سألتها واشرت الى جديين صغيرين , اصرا على قضم حقيبتي بالرغم من وفرة العشب حولي .
"اجابت انها تابعة لعائلتي " .
سألتني" ما هذا الكتاب ؟" .
فقلت لهاهذا كتاب عن النبطين , هل سمعت عنهم ؟" .
اجابت حنان طبعا بالتأكيد " جدي يقول اننا ابناء قبيلة البدو الذين يعيشون في القرية , من نسل النبطين , تعلمنا في المدرسة انه في تلك الفترة , قوافل جمال طويلة , مرت من هنا في الصحراء , محملة بالعطور الغالية لنقلها من الجزيرة العربية والهند عن طريق مصر الى روما البعيدة .
بما ان النبطيين عرفوا الصحراء اكثر من غيرهم وكانوا الوحيدين الذين عرفوا اين توجد ابار الماء في الطريق فقد قادوا تلك القوافل وحصلوا مقابل ذلك على ضرائب عالية على البضائع وتكاليف الدفاع امام هجمات القراصنة. ولذا فقد كانوا اغنياء جدا " .
كان مثيرا ان اعرف ان الاولاد هنا يتعلمون عن النبطيين في المدرسة .
كيف لم افكر بذلك ؟ تماما مثل دروس التاريخ عندنا, ولكن اين توجد المدرسة هنا؟! نظرت حولي ورأيت صحراء فقط .
اجابت حنان وكأنها تقرأ افكاري " المدرسة موجودة في القرية والان كل الاولاد في المنطقة يتعلمون بها .ولكن عندما كان والدي في جيلي لم تكن هناك مدرسة ".
قالت حنان تعال , سوف اعرفك على عائلتي " وجذبتني من يدي الى خيمة بدوية مصنوعة من صوف الماعز الاسود , خارج الخيمة جلست امرأة مع ولد وطفل رضيع وقامت بهز قربة كبيرة مصنوعة هي ايضا من جلد الماعز, هذه امي انها تحضر المخيض لكل العائلة , واخواي الصغار , عبدو وهارون .
في داخل الخيمة عملت بعض الفتايات في نسج القماش وبالطبخ .
والدي متزوج من ثلاث نساء " وهؤلاء هن بناتهن وهذا –جدي ... " جلست بجانب الرجل العجوز وتبادلنا البسمات . توجهت احدى الفتيات الى مباشرة وقدمت لي الشاي والتحية .
ام حنان تحضر اللبن داخل قرية مصنوعة من جلد الماعز
سألتهم اين كل رجال العائلة ؟" عندما لم ار أي واحد منهم بجوار الخيمة .
فقالت حنان" عندنا نحن البدو , الرجال هم معيلو العائلة . ابي هو مرشد سواح في البتراء والتي كانت عاصمة النبطيين , اخي الكبير يعمل في ارضنا واخ اخر مسؤول عن الجمال " عندما سمع الجد كلمة جمال بدأ يتمتم بهدوء .
ثم قالت حنان جدي يقول ان الجمال اليوم ليست كالجمال التي كانت ذات يوم . وقتئذ كانت قيمة للجمل , بينما اليوم , يمكن اقتناء امرأة واحدة مقابل عشرين جملا ...
بعد بضع دقائق من دخولي الخيمة ظهر والد حنان في مدخلها , نظر الى الداخل فرأني , ابتسم بسمة عريضة وقال " اهلا وسهلا ؟" . طلب الاب من حنان ان ترافقنا في جولتنا .
الان حين حصلت على مرشدة سياحية تحسن شعوري جدا ,قلت لها تعالي معي سأخذك الى عائلتي لتحكي لهم قصة قبيلتك وقصة البتراء . وخرجنا معا باتجاه الفندق
الرجال البدو في البتراء
بدأت حنان تشرح لنا عن قريتها وكأنها لم تكن المرة الاولى التي تقوم بها بارشاد السياح : " حتى قبل عشر سنوات سكن ابناء القرية في البتراء , في الكهوف التي نحتت على يد النبطيين , ولكن عندها اعلنت البتراء كحديقة قومية ونقل كل ابناء القبيلة الى القرية , التي بنيت خصيصا من اجلنا , منذ ذلك الحين نسكن هنا ".
واصلت حنان حديثها عن النبطيين , عن حياتهم في تلك الفترة , حين كانوا شعبا كبيرا وقويا . حدثنا كذلك عن الفترة التي لم يأت بها سواح الى هذه المنطقة , وقالت في السنوات الاخيرة يأتي زوار كثيرون الى المنطقة .
دعوناها لتناول الطعام معنا , قبيل المساء
ولكن الشيء المؤكد هو انني سوف اعود لزيارتها .
م . ن
شووكورن
موضوع ملم بكل ماهو جديد من المعلومات السياحية التى نحتاجها فعلا .......
ماقصرت يالغالى وعساك على القوة ....