(2)من ميناء فلاديفوستوك بمساء خريفي رائق
عكست أشعة الغروب لونها البرتقالي على صفحة المياه الهائجة
وحامت النوارس تبحث عن بقايا السمك على الشاطيء من مخلفات سفن الصيد الهائلة
غنى القبطان ايفان مليون زهرة قرمزية لبوكشيفا بصوته المبحوح وضحكت جوليا عندما بدأ
يهز رأسه انسجاما مع الاغنية
حينها هبت رياح باردة بعثرت ثيابي فلممتها وتأملت البحر قبل الغياب

(3)
كيسا من تمر الفرض ومعلبات كثيرة حملتها في حقيبتي الوحيدة
انا لا احمل الكثير من الاشياء معي
وددت لو القي الكثير مما يشغلني واعيشه فكيف احمل الحقائب
اود النسيان
سأذهب لأخر الكون وانسى
لانسى وأنسى كأني لم أكن
الا ان هاجس الغرق برز في زحمة الافكار التي غلبتني حينها
انا لا اتقن السباحة
نعم
على بساطتها لا اتقنها
ان اتقن الاشياء الكبيرة , المعقدة , المستحيلة
نحن خمسة عشر شخصا وانا العربي الوحيد
من روسيا اكثرية وقلة من الصين
ان الانسجام السياسي بين هذين القطبين العظيمين
الصين وروسيا
كاذب في نظري
فلا رأيت بشرا اقل انسجاما كهذين الشعبين معا
جوليا ستهتم بالطبخ
هي السيدة الوحيدة معنا
نحيفة للغاية
قلة من يتقن الطبخ ونحيف
شعرها الاسود القصير وعطرها الرخيص أوحى لي اول الامر
ان بينها وبين الطبخ بحور
ايفان - لا تبتعد عن الشاطيء
انا لا اتقن السباحة
الا ان مارك طلب من القبطان امرا غريبا جعله يغير وجهتنا
ها نحن نبتعد عن اليابسة اكثر واكثر
وجوليا بدأت نوبة الشرب اليومي
وبدأت تضحك بهستيرية وتتحدث عن مغامراتها في خاركوف عندما كانت تعمل في محل حلويات
وتردد الصوت في سماء البحر المظلم
كان الجميع منصتا كالعادة لترهاتها الا ستيف
كان مكتئبا للغاية واضعا راسه بين يديه ويبكي بحرقة
حينها سمعنا صوتا هائجا أفزعنا وقذف بفلوبنا للحناجر
يتبع

وعليكم السلام
متابعين للروايه الجميله

يا الله .. ما كل هذا الجمال
كنتُ في المستشفى هذا الصباح ..
وحتى الساعة لا يزالُ الضغط مرتفعا ..!
لكنّ روايتك الجميلة تخفف عنّي ..
تابع أرجوك ..
شكرا لك

شكرا لمرورك العطر اخي فيصل
اخي سدهارتا اسأل الله العلي القدير ان يشفيك ويسعدك
نتابع

(4)
في جامعة موسكو العريقة نشأت فكرة التجوال العجيبة هذه
وكان همنا هو البحث عن نباتات شافية المفعول باذن الله في مجاهيل الصين
ان لجامعة موسكو مع هندسة النبات تاريخ طويل عظيم
فهنا أعظم علماء الارض بعلم النبات
وهنا حديقة النباتات الفريدة بالعالم أجمع
لنقل اذن ان مغامرتنا علمية بالاصل كانت
ثم ما لبثت ان اصبحت مغامرة اكتشاف لا تكرر في العمر
وبكم هائل من الاسرار جمعتها عبر شهرين كاملين قضيناها على ظهور الحمير
في بحر اليابان او بحر كوريا كما يقول الكوريين كانت صفحة البحر رائقة هادئة
فهنا البحر شبه مغلق من جميع الجهات
في مساء الليلة الاولى طلب مارك من قبطاننا التوجه لعمق البحر
بحر اليابان فريد لا مثيل له
نسبة الاكسجين به عالية للغاية وملوحته قليله
فنباتات هذا البحر لا تشابه غيرها كذلك حيواناته المائية
في عمق البحر تكثر التونة ذات الزعانف الزرقاء الفريدة والرنجة
وكم هائل من اسراب السردين الكبيرة
في الشهر التاسع ذلك العام بدايات الخريف ووداع الصيف
كان معتادا ان تهب رياحا دافئة رطبة في ذلك الوقت
الا ان شتاء ذلك العام كان مهول
وكنا على ظهر السفينة نلبس معاطف الجلد السميكة من البرد
ابحرنا لمشاهدة التونة ذات الزعانف الزرقاء في قلب البحر
وكان قرارنا بعيدا عن المعقول
فنحن نمتلك الموافقة للمرور عبر البحر للجنوب والمرور في البحر الاصفر لا ان نصيد
لبحر اليابان اساطير قديمة يقدسها البحارة
وقصص عجيبة
في ظلام الليل ليس الا صوت امواج تلاطم السفينة
وصوت جوليا بعد ان خفت بدأ بالغناء الحزين
كلنا يرقب الافق الشرقي بترقب
الا ستيف اصابته نوبة من النشيج والبكاء
كنا كذلك حتى سمعنا صوتا هائجا في قلب البحر افزعنا وهربنا منه لنحتمي باي شيء يخفينا على ظهر السفينة
يتبع

افتقدناك يا صاحبي ،، بدأت الرواية ولم تكملها
عسى المانع خير ،،
كل عام وانت بخير ،،

رواية جميله
وأحداث مشوقه ألهبت في مخيلتي خيال الأحداث وكأني أراها
فمتى التتمة متى ؟؟