فكرة مبتكرة
دمشق: بيت العقاد الأثري يتحول إلى معهد ثقافي
السفارة الدنماركية في دمشق تختار بيتا دمشقيا قديما ليكون معهدا ثقافيا ينقل سحر المدينة للزائرين.
دأبت السفارات الغربية في العاصمة السورية دمشق على اختيار مراكزها ومعاهدها الثقافية ضمن الاحياء الراقية مثل المالكي وابو رمانة والمزة الا السفارة الدنماركية اختارت احد البيوت الدمشقية القديمة داخل السور كمعهد ثقافي لها.
فقد اختارت السفارة الدنماركية احد بيوت دمشق المشهورة بعراقتها وزخارفها الاسلامية والعربية هو بيت العقاد الكائن في سوق الصوف الدمشقي القديم ليكون مركزا ثقافيا لها بعد ان انتهت مؤخرا عمليات الترميم التى استمرت سبع سنوات.
وقام باعمال الترميم خبراء دنماركيون وتم تحويل البيت الى معهد ثقافي دنماركي بموجب اتفاقية مبرمة بين الحكومتين السورية والدنماركية وبموجبها يقوم الجانب الدانماركي بترميم بيت العقاد ومن ثم استثماره لمدة خمسين سنة كمعهد ثقافي يهتم بالاثار والتاريخ واقامة المعارض الفنية للفنانين الدنماركيين.
وتحدث عدد من القائمين على اعمال الترميم الدنماركيين واكدوا ان "التوجه نحو بيوت دمشق القديمة والمشهورة بعراقتها ليكون مركزا ثقافيا يتيح للطلاب الدانماركيين ان يتعرفوا على حضارة دمشق عندما يزورون المعهد خاصة وان دمشق تضم اكثر من 400 بيت شامي تقليدي قديم".
وحول سبب الاهتمام ببيت العقاد قالوا ان السبب هو وجود مزايا معمارية فريدة فيه "وبالفعل اكتشفنا اثناء الترميم ان بيت العقاد يقع فوق اثار رومانية وتحديدا المسرح الذي بناه هرقل الاول حوالي 100 سنة قبل الميلاد اضافة الى ان الحائط الكبير حائط الايوان في البيت يعود لنهاية العصر المملوكي أي حوالي 1470 ميلادية".
ويعتبر بيت العقاد هو الوحيد الذي يوجد فيه جزء من قصر مملوكي كما انه يشمل عصورا معمارية كثيرة فمثلا فيه اثار من القرن السابع عشر وفيه اثار تعود ل 100 سنة فهذا التنوع الحيوي جعل الدنمارك تختار هذا البيت حيث استطاع الخبراء الدانماركيين والسوريين جنبا الى جنب من انقاذ هذا البيت الذي كان انقاضا.
وقال بعض القائمين على اعمال الترميم ان المهندسين الدنماركيين الذين قاموا بترميم البيت اعدوا كتابا عن البيت من كافة النواحي المعمارية والتاريخية لهذا البيت.
اما تاريخ البيت يقول القائمون عليه ان "المصادر عنه قليلة والمعلومات مستمدة من الدراسات المعمارية والاثرية والنمطية لبيئة دمشق القديمة وفي نص فلافبوس جوزيف 37 الى 94 بعد الميلاد مذكور ان جيرور الكبير بنى مسرحا على طول الجهة الجنوبية للشارع المتجه مستقيما ومعتمد على خطة نظام الازقة المقوسة قرب سوق مدحت باشا".
اما البعض اعتقد ان المسرح يمكن ان يكون اقيم جنوب سوق الصوف لكن الدهشة كما يقول القائمون على المعهد "كانت كبيرة عندما وجدنا البقايا المادية لجدران رومانية ظهرت مطمورة في جدران بيت العقاد وفي منتصف القرن التاسع عشر الميلادي امتلكت عائلة العقاد البيت واعادوا زخرفة بعض الغرف فالغرفة الزرقاء بزخارفها ودهاناتها هي مثال دمشقي رائع للنموذج التركي المسمى الروكوك الممتلئ زخرفة وزينة الذي انتشر في سوريا عام 1840. وفي النصف الاول من القرن العشرين كان البيت مازال مسكونا من قبل افراد عائلة العقاد وفيما بعد استخدم كمدرسة وفي العشرين سنة الاخيرة من القرن الماضي اخلي البيت.
وبيت العقاد حاليا بعد ترميمه ثم استثماره كمعهد قسم الى 4 غرف استقبال وثلاث شقق صغيرة للفنانين والطلاب الزائرين من الدانمارك وثلاث غرف كبيرة في الجناح الغربي للبيت اعدت للمحاضرات والاجتماعات ولحفلات الشاي وللمكتبة.
وحول نشاطات المعهد الذي يزخر بمكتبة كبيرة فقد اقيم خلال الفترة الاخيرة حوالي 62 من النشاطات المتنوعة لفرق موسيقية دانماركية ومعارض تشكيلية لفنانين من سوريا والبلاد العربية والدنمارك اضافة الى محاضرات لزائرين ومدعوين من مختلف الجنسيات للتعرف على الحضارة العربية والاسلامية.
وساهم المعهد في استكشافات اثرية في الاردن واقام انشطة ثقافية عديدة في دمشق وحلب وبيروت والعاصمة الاردنية عمان واقام الاسابيع الثقافية واسابيع للافلام وحفلات مسرحية.
انت اكثر من رائع في هذا الموضوع الجميل جدآ حيث عرفتنا علي حقبه جميله ما زلات تتواصل في قلوبنا