- حلب الشهباء شاهدة على التاريخ
- زيارة سريعة لحلب
حلب الشهباء شاهدة على التاريخ
يترادف ذكر مدينة حلب مع لقبها "الشهباء" وذلك للون حجرها الأشهب المستخدم في مبانيها، وهي تقع على بعد 355 كم شمال دمشق، وتعتبر المدينة الثانية في سوريا من حيث الأهمية وعدد السكان. وحلب القديمة واحدة من أجمل مدن الشرق وأكثرها جاذبية، وذلك لغنى تاريخها العمراني الممتد إلى 5000 عام وعدد المباني المسجلة كأوابد تاريخية في المدينة القديمة الذي لا يقل عن 240 مبنى، ولهذا أعلنت منظمة اليونسكو مدينة حلب القديمة موقعا للتراث العالمي. وكانت حلب منذ فجر التاريخ مدينة هامة تتحكم في طرق التجارة الدولية، وقد تعاقبت عليها حضارات عديدة. وفي مطلع القرن الرابع الهجري أصبحت حلب مركزا لامارة عربية شهيرة هي الإمارة الحمدانية.
زيارة سريعة لحلب
بعد تعرفنا على الفندق الذي سنبيت فيه، وهو عبارة عن بيت عربي يعود تاريخ بنائه إلى عام 854 هجري، وجدناه يتميز بإطلالة مباشرة على قلعة حلب والمدينة القديمة. وهو من الفنادق التي تحترم الشرع الإسلامي حيث لا تقدم الخمور في مطاعمه، وهذه تجربة تستحق الثناء. وتوجهنا منه إلى قلعة حلب التي تتوسط المدينة وتشرف عليها وهي رمزها، ولها أهمية عسكرية، ويحيط بالقلعة خندق عريض وعميق كان يملأ بالماء عند الحصار.
وتوجهنا بعدها إلى التكية الخسرفية التي تقع مقابلها. وظهرت التكية في العهد العثماني إلى جانب المدرسة كمجمع معماري له هندسة وتخطيط جديد، وإلى جانبها يقع خان الشونة الذي تولى بناءه المعماري العثماني المبدع "سنان باشا"، وهو الآن سوق للمهن اليدوية. ومررنا من خلاله إلى الأسواق القديمة حيث يمتد السوق الرئيسي بطول كيلومتر واحد تقريبا، ومن هذا السوق تتفرع أسواق أخرى لتمتد إلى حوالي 12 كم. ومما ينصح بشرائه منها الزعتر وصابون الغار.
وفي الأسواق القديمة تقع أكثر خانات حلب التي يزيد عددها عن سبعة، وكانت مخصصة لإقامة المسافرين من التجار. وتشتهر بواجهاتها المزينة العالية وأبوابها الخشبية المصفحة بالحديد والنحاس كخان الوزير. وقد دعينا لتناول الغذاء في مطعم يقدم ما تشتهر به حلب من وجبات والتي كانت بحق مميزة ومتنوعة، فهناك أنواع الكباب والكبة، ومن أصناف الحلويات الكرابيج وشراب اللوز. والمطاعم منتشرة سواء في داخل المدينة أو على الطريق السريع (الأوتوستراد) المؤدي لدمشق.
وفي يومنا الثاني توجهنا لمتحف حلب الوطني والمكون من ثلاثة طوابق مقسمة على خمسة أجنحة بدءا من جناح آثار ما قبل التاريخ إلى جناح الفن الحديث. وبالقرب منه شاهدنا ساعة باب الفرج وهي نصب تذكاري من العهد العثماني. ثم توجهنا إلى متحف التقاليد الشعبية، وهو بيت عربي يعود تاريخ إنشائه إلى القرن 18، تتميز هذه الدار بواجهاتها المزينة بزخارف حجرية نباتية تعلو النوافذ، وتعرض غرفها نماذج لحياة سكان حلب.
تعد مدينة حلب القديمة ثالث مدينة في العالم الإسلامي من حيث عدد مساجدها وجوامعها ومدارسها التي تحوي ما يقارب ألف جامع ومسجد من
أهمهم الجامع الأموي الكبير، وتقع أمامه المدرسة الحلوية إحدى مدارس المدينة القديمة والتي يزيد عددها عن 13 مدرسة، أهم ما يميزها بوابتها والمحراب الخشبي الرائع، وجامع المهمندار الذي يتميز بمئذنته الفريدة، وهي تعد من أجمل مآذن مساجد حلب القديمة.