- ثانى أكبر مدن صقلية.."كاتانيا" موطن انسجام الطبيعة مع تنوعها البيئى
ثانى أكبر مدن صقلية.."كاتانيا" موطن انسجام الطبيعة مع تنوعها البيئى
هيا بنا عزيزى القارئ نبدأ جولتنا فى "كاتانيا"، وهي ثاني أكبر مدن صقلية وتتمتع بطبيعة ساحرة تجذب هواة الرحلات البرية "السفاري" والتي لا تعرقلها أحوال الطقس في تلك المنطقة لا صيفاً ولا شتاء إلا أن من يزورها منذ بداية سبتمبرعليه أن يحتاط لبرودة الطقس ولا داع للقلق، فالمشرفون المغامرون على تنظيم سفاري الجبال لا يهدأون طوال العام، وحتى في أعتى مواسم قذف الحمم البركانية فإن للبراكين عشاقها.
وهناك انسجام الطبيعة مع تنوعها البيئي حيث أعلى جبل في صقلية "إتنا" المحاط بالثلوج بينما يتمتع زواره "بأنواره" وسحب الدخان التي تعلوه والكتل الملتهبة التي يلفظها لتصل إلى ما يتراوح بين 100 و200 متر في الهواء فهو بركان نشط، ويصنَّف الأضخم في أوروبا من بين البراكين النشطة 3300 متر فوق سطح البحر، وقد استقبل زواره بالترحيب والتهليل على طريقته منتصف يوليو الماضي بعد هزة بلغت5.3على مقياس ريختر، وكانت آخر ثوراته الكبرى عام 2002 حين سالت أنهار الحمم بعرض 350 متراً تحمل الصخور المتوهجة والسوائل التي تغلي تحت أنظار بلدة "لينفواجلوسا" المجاورة والتي يقطنها 6000 نسمة.
وذاع صيت هذه البلدة كمنتجع للتزلج إلا أن اسمها "لسان الحمم الكبير" قد استمدته من جارتها القمة "إتنا"، وأطلقوا عليها اسم "الأم الكبيرة" لكونها الأعلى ضمن القمم المحيطة بها والتي تشكلت من تجمع الحمم البركانية التي اعتاد الجبل أن يلفظها البركان من حين لآخر.
وتضم الغابات والبحيرات المحيطة ب "إتنا" أنواعاً مختلفة من الأشجار بعضها يحافظ على خضرته كالصنوبريات وأخرى تطلى بالذهب خلال الخريف لتزيد جمالها جمالاً، وتحلق في سمائها الطيور المتوسطية والصقور التي تعشق القمم إضافة للنسر الذهبي الذي لا يستقر في المنطقة وإنما يزورها بين الفينة والأخرى، فضلاً عن الحيوانات البرية كالسناجب والقنافذ وبنات عرس والأرانب الوحشية والثعالب والقطط البرية، وفي محيط البحيرات تكثر طيور مالك الحزين والبط.
ولمن تنقصه روح المغامرة لينضم إلى فريق السفاري فإن منتزه "إتنا" مجهز بطرق آمنة تصل مباشرة من كاتانيا المدينة وتتوفر خدمات بالباص إضافة للسكة الحديدية، وتكتمل المتعة بالمسير أو ركوب الخيل أو استخدام الدراجات لقطع المسافات على الجسور القرميدية القديمة بين المرتفعات وفوق الجداول والأنهار لبلوغ القمة "الأم".