سوريا المسافرون العرب

أكتشف العالم بين يديك المسافرون العرب أكبر موقع سياحي في الخليج و الوطن العربي ، يحتوى على أكبر محتوى سياحي 350 ألف استفسار و نصائح عن السفر و السياحة, 50 ألف تقرير سياحي للمسافرون العرب حول العالم و أكثر من 50 ألف من الاماكن السياحية و انشطة وفعاليات سياحية ومراكز تسوق وفنادق، المسافرون العرب هو دليل المسافر العربي قبل السفر و اثناء الرحلة. artravelers.com ..
ابوالشهيدين
30-05-2022 - 09:57 pm
يستبق أهل الشام شهر رمضان بنزهات إلى خارج المدن يروحون بها عن أنفسهم , ويتناولون الأطعمة اللذيذة التي سيحرمون منها نهارا , ويمارسون الألعاب الشعبية لأنهم سينصرفون في رمضان للعبادة ولا سيما التراويح والنوافل وقراءة القرآن .
ويسمي أهل دمشق هذه النزهة تكريزة , وهو الاسم المستخدم عند بعض المصريين , وحتى الأخوة الأقباط يستخدمونها في رحلاتهم , كما تسمى عند أهل طرابلس الشام شعبونية نسبة إلى شهر شعبان .‏
ولم أعثر على أصل كلمة تكريزة وأرجح أنها كلمة سورية قديمة , وبعضهم حولها إلى كزدورة , ولكن من المعروف أن الكزدورة هي لمشوار قصيرة لمسافة بينما التكريزة لمسافة طويلة .‏
حيث كانوا يخرجون إلى مصايف الربوة ودمر والهامة الأقرب إلى دمشق وقد بيتعدون إلى عين الفيجة وأشرفية الوادي . ويفضل أكثرهم الجلوس على ضفاف الأنهار كنهر بردى وينابيع بقين والزبداني .‏
وكانت التكريزة تحمل صفة عائلية , وقد تكون على شكل جماعات من الأصدقاء الشباب , ومن لا يستطيع أن يبتعد عن دمشق مسافة طويلة يذهب إلى البساتين القريبة مثل المزة وكفرسوسة وبساتين الشاغور .‏
وغالبا ما تكون تكريزة الدمشقيين في أشهر الصيف وخلال الأيام المعتدلة , لأن الذهاب إلى المصايف غير ممكن في الشتاء حيث تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من الصفر , و يودعون شعبان استعدادا للصيام ويقضون نهارهم بالأكل والشرب واللعب , و تختلف نوعية الطعام عمّا يؤكل في رمضان, ويفضلون الأكلات التي تحتوي على زيت الزيتون كالمجدرة واللوبية والتبولة والفتوش , أوتحتوي على الزيت النباتي كمقالي البطاطا والباذنجان والكوسا , ولا بد في السيران من مشاوي اللحوم أو حوايا الخروف كالكبد والطحال والكلاوي والفشة ( الرئة ) .‏
وقد ذكر منير كيال المؤرخ للتقاليد الشامية في كتاب ( يا شام ) الصادر عام 1984 أن من عادات الدماشقة القيام بما يسمى ( تَكْريزة رمضان ). فقبل حلول شهر رمضان بيوم أو بيومين يقومون بسيارين (نزهات) الغوطة الشرقية أو مناطق الربوة والشادروان والمقسم والمنشار والغياض , كما جاء في الكتاب أن الشباب يتحلقون حول شاب تبرع بوصلة غناء من الميجانا أو العتابا وأبو الزلف, وبعض المنولوجات الشعبية..‏
وربما لم يكن الكيال دقيقا فيما ذكره , فقد أكد لي عدد من كبار السن ان التكريزة كانت تمتد أسبوعا ويقومون باستئجار بيوت في الغوطة يقضون فيها الأيام الأخيرة من شعبان , وبعضهم كان يبدأ التكريزة في منتصف شعبان , ولا سيما إذا كان له أقارب في مناطق الاصطياف , وبعض الميسورين كانوا يمتلكون قصورا في الغوطتين الشرقية والغربية , ويمكن أيضا أن نتوقف عند ما أورده عن غناء الميجنا والعتابا وأبو الزلف حيث لم تكن من الأغاني المتداولة عند أهل المدنية .‏
وحدثني بعضهم أن الاستعداد لرمضان كان يبدأ من بداية رجب , ولا سيما بعد السابع والعشرين منه , ويبدأ الناس بالتحضير بشراء المونة لرمضان, والتجار يستعدون لإخراج زكاة الفطرة والصدقات من الأطعمة والملبوسات, ويعرف اليوم الأول من رجب باسم هلة الثلاثة أشهر رجب وشعبان ورمضان , حيث يبدأون بالصيام يومي الإثنين والخميس ويتوقفون عن صيام التطوع بعد النصف من شعبان حيث تبدأ التكريزة .‏
وكان الاستمتاع الأكبر في هذا السيران للرجال والأطفال , لأن النساء ينشغلن بإعداد الطعام وربما يقضين النهار كاملا في إعداده بينما يقوم الرجال والشباب بالعب بورق الشدة وطاولة النرد ( الزهر) , وقرقعة الأركيلة وقد يساهم بعضهم بإعداد الطعام مع النسوة .‏
وتكون المرأة أكثر سعادة عند اختيار المشاوي للغداء , حيث يتولى الرجل أعمال الشواء بينما تكون مهمة المرأة إعداد السلطات .‏
ولا تزال التكريزة قائمة ولكن لفئة محدودة , وفقدت كثير من مواصفاتها الشعبية فقد نسوا اسمها وتحولت الأماكن التي كان الناس يقصدونها إلى مواقع سياحية , ولم تعد حتى الطبقة الموسطة قادرة على الذهاب إليها .‏
وتحولت تكريزة محدودي الدخل إلى نكرزة من الفضائيات تكريزة الفقراء التي تحشر في رمضان ماهب ودب وأكثر موادها تتناقض مع روحانية رمضان .‏
كتبه : محمد قاسم الخليل


التعليقات (3)
الغربه صعبه
الغربه صعبه
تسلم ايدك يالغالي ابو الشهيدين ..... والله حسافه علينا فيه عادات كثيره انتهت من عاداتنا

bader_75
bader_75
ابوالشهيدين لك مني كل الشكر ياعزيزي وكل تكريزه وحنا بخير

ابوالشهيدين
ابوالشهيدين
هلا بالغالى مشارى
يسعدنى تواصلك الكبير


خصم يصل إلى 25%