- الأحد 17 مايو 2009
- استطلاع/ فارس أبوبارعة
سأنقل لكم هذة الرحلة الممتعة والمعبرة عن ما يدور بالنفس المتجهة إلى إب و الموجودة بأحدى الصحف اليمنية ... سرد جميل
جبل مدهش...مدينة ساحرة..ألباب مأسورة...!!
إب..سياحة في الجنة
الأحد 17 مايو 2009
استطلاع/ فارس أبوبارعة
المناظر رائعة جداً ،ساحرة لحد الجنون..تقاد القلوب إلى سجنها..سجانها جمالها...وفيض حنانها..هنا للربيع بصماته ولكن بصماته هنا غير التي هناك....الجوارح والكيان تخاطب الطبيعة الخلابة..جبالٌ لبست الحرير الفريد..والعقد الثمين وهضاب تمادت في سحر المشاعر..وقلوب تراقصت في جوها..كادت أن تجن من هذا السحر الذي يكحل العينين بخضرة آسرة..وطبيعة فريدة وخلابة.. إنه الجمال البديع والسحر الوديع في تلك الجبال والهضاب والسهول والحقول التي طافها خيالي وارتمى جسدي بين أحضانها مسحوراً ومندهشاً ومذعوراً مما شاهد هناك في سمارة بعدان مدينة إب جبلة وغيرها من المناطق التي فاقت في جمالها جمال الكون كله ك«يريم وجهران والنقيل وكتاب» وغيرها من حبات اللؤلؤ المكنون التي صادفتني وأنا في طريقي إلى مدينة الجنة مدينة إب العظيمة بعظمة حضارتها وعراقتها وفن معمارها ولونها المتوهج من البنفسج والخضرة والتراث اليمني العظيم. بدأت مآذن المساجد بأمانة العاصمة تصدح بآذان الفجر معلنة بذلك دخول وقت صلاة الفجر نهضنا عند سماعها من أماكن نومنا كي نستجيب لداعي الصلاة، جميعنا نهض من نومه واتجه نحو صلاة الفجر التي بعدها مباشرة اتجهنا نحو الباص الذي خصص لرحلتنا إلى محافظة إب التي تتوق إليها أرواحنا شوقاً كي نتعرف على كل ما سمعنا عنها من إبداع الإله في سحرها وخفاياه التي قيل إنها تأسر الألباب. صعدنا على الباص بعد أن قمنا بترشيح أمير للرحلة ومسئولين يتبعونه كي تتم الرحلة ونسعد بها، فانطلق الباص مسرعاً يحمل على ظهره 25فرداًمن الزملاء والأحبة يجوب شوارع العاصمة بإتجاه الطريق المؤدية إلى اللواء الأخضر مروراً بشارع الستين ثم حدة ثم إلى ما بعدها ونحن نتلو أذكار الصباح ودعاء السفر. النقيل وبلاد الروس وجهران نحن نحب أن نتعرف على كل منطقة تواجهنا أثناء رحلتنا ولهذا لابد أن نصطحب معنا أحد أبناء محافظة إب كي يتنقل بنا بين المناظر الرائعة والسياحية بمحافظة إب، وليس هذا فحسب بل من الضروري أن تكون لديه معرفة حتى بالمناطق التي تواجهنا في طريقنا. صاحبنا هو فهد النجار أحد أبناء محافظة إب الذي بدأ يعرّفنا بمنطقة جميلة وأكثر من رائعة أرضها خصبة ومتنوعة ما بين الجبال والهضاب ذات الألوان المتنوعة والزراعة الفائقة الجمال. رحلتنا مستمرة وأنظارنا تتنقل هنا وهناك تبحث عما يسعدها في هذه الرحلة ومن المؤكد ستسعد كثيراً لأنها في هذه اللحظات دخلت منطقة النقيل المطلة على قاع جهران المعروف وساعتنا تشير إلى 27.6والتي استقبلتنا ب «الفرسك» على جنبات الطريق في أساطيل صغيرة وبجانبها أصحابها الذين باشروا عملهم منذ الصباح الباكر على امتداد الطريق كي يبيعونها ممن يطرقون تك الطريق. بعدها مباشرة طرقنا باب قاع جهران الذي أعجبتني فيه تلك المنازل المترامية هنا وهناك وسط المزارع المنتشرة والحقول الرائعة التي يعجز عن وصفها القلم. مروراً بذمار معبر ذمار جميلة كجمال أخيها جهران التي وطأناها مروراً بمزارع رصابة الجميلة الآن نحن على مشارف مدينة ذمار ولأن أهل ذمار معروفون بظرافتهم والنكات التي ينسجونها عنهم ومنهم، يجب أن لا تدخلها إلا وأنت على أهبة الاستعداد للمغامرة في هذا المجال. أعشاش الطير كانت عقارب الساعة تشير إلى السابعة صباحاً انطلقنا باتجاه رحلتنا مروراً بمدينة ذمار ثم بيت الكوماني ثم طرقنا باب إب ونحن نتطلع إلى ماهو أجمل مما شاهدناه ونحن في طريقنا فوصلنا إلى الجدار الفاصل ما بين إب وذمار وهناك رأينا المزارعين قد باشروا عملهم منذ الصباح الباكر وبدأت الثيران مشوارها في جر المحراث تشاركهما في الحرث بعض الحمير أسلاك الكهرباء والكنبات تداعب تلك المزارع الواسعة المنتشرة بين أفياء الحقول والمدرجات الزراعية وهضاب تلك المناطق والأودية المنحصرة التي ترغم القلوب على حبها حتى ولوكانت قاسية فلديها الاستطاعة على أن تلينها. الآن أرواحنا تعانق أكباد يريم فنحن في هذه اللحظة بين سلسلة من الجبال المرتفعة والمنخفضة والمتنوعة ما بين الجبال القاحلة وعكسها من الجبال ،والذي أثار إعجابي هي تلك المنازل التي تشبه أعشاش الطير في تلك المنطقة ذات البنيان الجميل والجمال الساحر سياحة وثقافة الآن أنت أشرفت على دخول منطقة تدعى «عراس» وكما هو معروف فشوقنا يزداد كلما اقتربنا من هذه المنطقة. الآن طرقنا أبواب «عراس» التي بدأت تنخفض فيها الجبال المرتفعة رويداً رويداً لنرى التربة الخصبة قد عادت إلى أعيننا من جديد،وهنا في عراس لا يحمل المحراث لا ثور أوحمار بل سفينة الصحراء التي أرادت أن تعبر عن مدى حبها لهذا الوطن وتربته الجميلة . هذه اللحظة أنت في «كتاب» التي تتميز باشجار عالية تحتضن المنازل المزخرفة مثل القمر حين يحتضن النجوم. ((كتاب)) تصافحنا وتدعونا إلى ضيافتها، ولكننا اعتذرنا منها واعتنقنا الجبل و«نقيل سمارة» لنرى من فوقها عراس وسهول ((كتاب)) تقول لنا تعودون بالسلامة..؟! سمارة جنة الفردوس وهنا أطللنا من جبل مرتفع «نقيل سمارة» لنطل على تلك المدرجات التي تشبه اللؤلؤ المكنون الجاثمة في وادي سمارة تحاصره الجبال الشاهقة من كل صوب وحدب يمتلئ بالخضرة الآسرة، نحن مازلنا على جبل سمارة وعليه جبل صغير يشبه قبة القدس يقف بجانب منطقة «حليل» التي توجد فيها الاشجار الباسقة وأشجار البلس، وتكثر فيها الإعلانات على جدار طريق سمارة. كلما اخترقنا جبل سمارة كلما زادت الخضرة التي لم يتشبع منها ناظري وأعين المولع بهذه الأرض التي سمعت عنها ولم أرها إلا عبر الصور وشاشة التلفاز وكلمات أسمعها في مجالس الناس. تخيل الآن وأنت تهبط من جبل سمارة إلى الأسفل وأرواحنا تهبط وقلوبنا تشتاق لترى الأجمل والأروع، فقد هبطنا من سمارة لنسبح في وادي المنوار قليلاً بعدها عدنا إلى مداعبة الجبال المتعرجة وهي على مشارف إب وفيها وجدنا سوق السبت الأسبوعي الشهير الذي تباع فيها كل أنواع الحيوانات ويقصد هذا السوق من المحافظات ومن السحول إلى جبل ربي حيث إننا الآن قد وصلنا إلى نقطة الإرتكاز الذي نبحث عنه منذ الصباح الباكر إنها مدينة إب. مدينة إب وسحر الجمال آه..لقد وصلت إلى مدينة إب ذات الروعة والجمال الفريد ذات البنيان الجميل ذات الشوارع الوردية..ذات الروعة والجمال والسحر والروعة...إنها مدينة سكنت القلوب والضمائر ..مدينة الحضارة والثقافة والتراث اليمني المودع فيها.. عيني الآن توزع نظراتها هنا وهناك مندهشة من هذا الجمال الساحر الذي اقتنص قلبي..وأسر مشاعري وكياني وكل جوارحي...حقاً إنها ملهمة الشعراء والمبدعين وسيمفونية عشق لكل البشر.. هنا وفي مدينة إب فتحت الراديو كي استمع لإذاعة إب التي سمعت عنها كثيراً ..أدرجت سماعة الراديو في هاتفي..واستمعت إلى تلك الإذاعة التي كانت تتناغم فيها رائعة الفنان فؤاد الكبسي «خلوني ارتاح» والتي هي من كلمات الشاعر عبدالله هاشم الكبسي. تجولنا هنا وهناك بداخل المدينة الجميلة انطلقنا إلى المسبح فوجدناه مكتضاً بناس كثر لكن ذهبنا إلى المسبح الآخر الواقع في جبل ربي وهناك قضينا أكثر من ساعتين ذهبنا إلى جبلة وقمنا بزيارة الجامع الكبير فيها.. الذي آلمني هو تهدم بعض الآثار المجاورة للمجمع دون العناية بها...ثم انطلقنا إلى المتحف لنشاهد مالم نره وداع ودعنا جبل ربي الجميل وجبل بعدان ومدينة إب لنعود من حيث أتينا تاركين وراءنا قلب اليمن الأخضر وحضارة السيدة أروى تاركين وراءنا الربيع الذي أعلن حضوره على الجبال المشرفة على مدينة إب والتي لبست فستاناً أخضر من النباتات التي غطت الأحجار وألبست الجبال لتقدمها عروساً للناظرين تركنا وادي بنا وما جاوره...تركنا احلامنا وقلوبنا ترتع هناك في إب .
تستاهل اب أكثر وأكثر ..
يعطيك العافيه على هذا النقل الموفق