السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أسعد ربي جميع أوقاتكم إخوتي الكرام ..
محمية حوف .. عشق لا ينتهي .. وظمأ لا يرتوي ..!!
هنا سنمر مروراً خاطفاً على محمية مظلومة من محميات اليمن ( وكلها كذلك ) !!
رأيت كما يرى غيري صورا لهذه المحمية عبر الانترنت ..
فاتتنت بها وتمنيت أن ييسر لي الله وطأ ثراها .. للاستجمام هناك ..
عرضت فكرة الزيارة على الكثير من الإخوة والأحباب ..
أريهم الصور وألقى تفاعلا منقطع النظير والكل يتحمس معي ..
ولكن ما يلبثون أن يقابلوا تلك الموافقة بالرفض وذلك بعد أن يعرفوا بعد مسافة تلك المنطقة ..
فمحمية حوف تقع في محافظة المهرة ..
وتبعد عن صنعاء أكثر من 1400 كيلو متر ..
شعرت بالاحباط الشديد أن تفوتني زيارة تلك الجنة الأرضية ..
اتصلت بأحد الأحباب هناك ( طبعا هو من أهل الغيضة ،، ويشهد الله أنه كريم من أصل كرام ،، فتحيتي له من هنا ) وأخبرته بأنني لن أستطيع الحضور هذا العام .. ولعل الله ييسر لنا الزيارة في عام قادم ..
قلي حاول تجي ولو لوحدك وما عليك الا بما يسر خاطرك .. ترى الأجواء الأيام هذه لا يمكن مقاومتها ..
قلت له كويس أعطيتني دفعة بكرة وانا عندك >>> ما صدق خبر
وفعلا – كان الوقت قرب المغرب تقريبا – اليوم الثاني وأنا عند في باب اليمن عند حائط المبكى ..
وأحصل الباص اللي يودي للغيضة فل .. لأنه يذهب للمكلا ثم المهرة ..
ولكن السائق ما قصر معي ... قلي انتظر وربك ييسرها ..
وفعلا كان مقعدي بجوار مقعد السائق .. وذلك المقعد – لمن ركب فيه – غير الأماكن الأخرى في الباص ..
فأنت ترى كل شيء خلال الرحلة ..
المهم يسر الله وكان التحرك الساعة السابعة صباحا ..
وكان الوصول الساعة الثانية صباحاً ( يعني قرابة 19 ساعة ) ..
طبعاً هذا إلى الغيضة ( اللي هي عاصمة محافظة المهرة ) ..
ثم ارتحت هناك إلى الساعة الثامنة صباحا تقريبا ..
وكان الانطلاق إلى المحمية قرابة الساعة العاشرة ..
وتم الوصول الساعة الثانية عشر ظهرا .. >>> لا أذكر بالضبط فالرحلة قبل سنة وكم شهر .. فاعذروني !!
يعني تاخذ من الوقت ساعة ونصف إلى ساعتين تقريبا ..
قبل أن أبدأ في عرض الصور عليكم سأخبركم بشي حتى لا يتفاجأ البعض ..
المهرة منطقة ساحلية وفيها مناطق صحراوية ..
بمعنى أن الطريق لن ترى فيه سوى الرمال وبعض التلال والأشجار اليابسة ..
والشريط الساحلي >>> ولا أذكر كيف المناظر هناك لأني كنت نائما
والجو شي عادي ..
فلا تعجب إن رأيت ذلك وانت خارج من العاصمة باتجاه حوف ..
ولا تقل ضحك علينا لابد من صنعاء ..
ولا تقدح فيه وفي ذوقه .. فبعد قليل ستنزاح كل هذه الأفكار ..
من بعيد سترى جبال حوف .. وسترى الضباب يلفها كالعمائم التي تلتف على رؤوس الشيوخ في الجامع الكبير ..
وبعد وصولك – بإذن الله – سترى شيئاً لم يخطر لك على بال ..
هل بعد قطع الفيافي والقفار .. ورؤية اليابس من الأشجار ..
أرى هذه الأشجار الخضراء ؟؟!!!
وأرى الجبال الشامخة بجوار البحر ؟؟!!
ويكسوها الخضار ويعلو المنطقة الضباب ؟؟!!
وأرى الورود ذات الرائحة العطرة ؟؟!!
وأرى .. وأرى .. وأرى ..
هذا ما جعلني أكتب التقرير ..
أعتذر عن طرحي لتفاصيل قد لا تحتاجونها .. لكن هزني الشوق فكتبت ما كتبت ..
واعترتني هزة وأنا أكتب لكم فلعل الله ييسر لي زيارة أخرى في هذه السنة إن شاء الله ..
طبعاً مديرية حوف تعتبر آخر المديريات اليمنية وهي على حدود سلطنة عمان ..
وقد خرجنا من الحدود اليمنية ووصلنا إلى الحدود العمانية ..
لكن الحمد لله رجعنا >>> لا يا شيخ
ملحظين قبل البداية :
الرحلة كانت في عام 2008 .. في الشهر الثامن .. >>> وهذه الفترة فترة الخريف .. التي تتحول فيها حوف إلى ما سترون .. يعني لاحد يروح في وقت ثاني وما يشوف شي يرجع يلومنا ..
الأجواء .. قد تشعر بالرطوبة أحياناً لأنك على البحر .. لكن أعلى الجبل ويسمى " صرفيت " فالجو أفضل بكثير منه في الأسفل ..
ولن أذكر تفاصيل أكثر من ذلك ********>> وهذا اللي فوق مش تفصيل
شكر وعرفان
للأستاذ عبدالحكيم غيلان من منتديات صوت اليمن على رفعه للصور .. فألف شكر مني لك ومن كل من مر هنا وأعجبه شي .. أو لم يعجبه !!
هلموا الآن واستمتعوا .. وادعوا الله أن يجمعني - مرة أخرى - بتلك البقعة المميزة من بلادنا ..
!!.. سبحان الله
وهنا تمت وجبة الغداء .. وكانت الإطلالة على هذا المنظر .. والبحر من الجهة الأخرى
وهذه الورود ذات رائحة زكية جدا
وهنا نقرب الصورة أكثر لأهدي هذه الوردة لكل من مر هنا >>> أحلى يا رومنسي
وهنا منظر أعجز عن وصفه في التعبير
وهنا الحدود اليمنية من جهة عمان >>> الله على تواضع يحسب للحكومة ،، لأنهم ما يحبوا البطرة .. جزاهم الله خير
وهذه السيارة التي كانت برفقتنا
وهنا التقاء السحاب مع السماء مع مياه البحر .. شي عجيب
وهذه الصورة الأخيرة ونحن خارجين من حوف .. وقد تركنا جبال صرفيت خلفنا .. وخلفنا قلوبنا هناك .. متعلقة بتلك المناظر الرائعة
أشكركم أحبتي جميعا على مروركم
وأجدني عاجزاً عن الكلام بعد وضعي للصور أعلاه .. حتى لا يترك كلامي بعد رؤية تلك المناظر التي تستحق التأمل فيها أكثر من مرة ..!!
محبكم
لابد من صنعاء
أبو عمر