Q8
13-01-2022 - 08:56 pm
سقطت دولة الموحدين بالأندلس بعد هزيمتهم فى موقعة حصن العقاب سنة (609ه)، وقد فتحت هذه الهزيمة الباب لنصارى الأندلس لكى يستولوا على بعض المدن الإسلامية من خلال زحف سريع انتهازًا لفرصة الفوضى التى أعقبت سقوط دولة الموحدين فاستولوا على مدن قرطبة ومرسية سنة (636ه) ومدينة إشبيلية سنة (646ه) وأصبح ملك المسلمين محصورًا فى مقاطعة غرناطة التى حكمها بنى هود حتى عام (636ه)، وتحول حكم الأندلس إلى بنى نصر أمراء غرناطة.
أسس دولة بن الأحمر أو بنى نصر محمد بن يوسف بن نصر بن الأحمر وكان أصله من بلدة صغيرة تسمى: أرجونة ويقال عنه أنه كان رجلاً ذكيًا نشيطًا عرف كيف يؤسس دولة فقد جمع شتات المسلمين فى الأندلس وكون من جيشًا وبمساعدة بنو مرين فى المغرب استطاع محمد بن الأحمر الاستيلاء على غرناطة وتأسيس دولة بنى نصر أو بنى الأحمر آخر معاقل المسلمين فى الأندلس. وقد تضافرت عدة عوامل أدت إلى تثبيت حكم بنى نصر فى الأندلس ليستمر أكثر من قرنين ونصف من الزمان منها إنشغال النصارى الإسبان بالمدن التى استولوا عليها من المسلمين وأيضًا فإن مسلمى هذه المدن هاجروا إلى غرناطة مما ساعد فى وجود قوة إسلامية كبيرة هناك وأيضًا معاونة بنو مرين فى المغرب لبنى الأحمر فى صراعهم ضد النصارى فى الأندلس.
(671ه) توفى أبو عبد الله محمد بن نصر مؤسس الدولة وخلفه ولده أبو عبد الله الملقب بالمستنصر وكانت علاقته مع بنى مرين بالمغرب تتناوب بين الود والوحشة وكان الإسبان يستغلون فترات الجفاء ليغيروا على المواقع الإسلامية.
(678ه) هاجر النصارى مدينة الجزيرة الخضراء وكادوا إن يستولوا عليها. وشيد المستنصر فى حياته قصر الحمراء الفاخر الذى يعد آية فى فن المعمار، طالما تغنى بها شعراء أوربا وبنى فى الحمراء المسجد الأعظم فى عهد المنتصر أبو عبد الله الثالث عام (701ه).
(725ه) تولى الحكم أبو عبد الله محمد الرابع بن أبى الوليد وقد قاتل الإسبان وأنقذ حصن قنبوة وجبل الفتح وحدثت فتنة فى أيامه فاستغل طاغية الإسبان هذه الفرصة فاستولوا على جبل الفتح وثغر وبرة.
(733ه) خرج سلطان غرناطة محمد الرابع مستصرخًا ملك المغرب فأنجده وأرسل معه ابنه على رأس نجدة فأنقذ جبل الفتح وقتل السلطان محمد بين أحد أعدائه عند جبل الفتح فى أواخر العام المذكور.
فى عام (892ه) تولى الحكم أبو عبد الله محمد بن نصر أخر ملوك المسلمين فى الأندلس ويرجع بعض المؤرخين من عوامل سقوط الأندلس إلى خيانة هذا الحاكم الذى باع كل المثل من أجل أطماع شخصية فحارب أباه من أجل الملك أنه أحس أن الأب يؤثر أخاه محمد بن سعد المعروف بالزغل عليه، وبينما اتحد النصارى الإسبان حدثت الخلافات والانشقاقات بين الأخوين ولما تولى محمد بن سعد الحكم قام أخاه أبو عبد الله بالتعاون مع الحاكم الصليبى فردينانز لإسقاطه حتى تم النصر للنصارى الإسبان على أخيه توجهوا إليه وسلبوا منه ملكه الذى ضيعه بخيانته وسقطت غرناطة أخر ممالك المسلمين بالأندلس. وبدأت عمليات للتنصير بالقوة والتعذيب للمسلمين الذين بقوا فى الأندلس بعد السقوط..
مبدع دائماً ما شاء الله عليك
وان شاء الله نرى رايات الإسلام ترفرف من جديد في أسبانيا وجميع أوروبا